الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العبدلي
عمر أبو رصاع
2013 / 1 / 31الادب والفن
• في الذكرى 521 لسقوط غرناطة آخر معاقل العرب في الأندلس، وفيها هجاء لآخر ملوك العرب هناك أبي عبدالله الصغير المكني بالعبدلي.
مُلكٌ كمَقْبَرَةٍ للسَارِقِ النَّهِمِ *** لِصُ القَبِيْلَةِ بَينَ القَاعِ والقِمَمِ
يا صَانِعَ القِبْرِ لا تَحْفَلْ بِقَامَتِه *** مَهْمَا عَلَا جَدَثٌ وانْظُرْ إلى الهَرَمِ
رَامَ المُلُوكُ بِه خُلْدَاً ومَنْزِلَةً *** فاسْتَنْزَلُوا إرَمَاً من اعْظَمِ الإرَمِ
واسْتَعْبَدُوا النَّاسَ كَي يَبْنُوا بِهِم هَرَماً *** قَبرَاً من الذُّلِ لا صَرْحَاً من الشَّمَمِ
لمَّا نَظَرتُ لَهً كم هَالَنِي فَزَعَاً *** سَوْطُ العَذَابِ بَألوانٍ من الألَمِ
الشَّمسُ تَسطُو عَلى جِلدٍ فَتُحْرِقُهُ *** والجِسمُ يَذْبُلُ بَينَ الحَرِّ والشَّبَمِ
والجُوعُ يَقعَصُ جَوفَ المَرءِ يَقتُلُهُ *** والرُّوحُ تَغرَقُ في الدَّعوَى لِمُنتَقِمِ
قلْ ابنِ وارفَعْ صُرُوحَاً فِي مَدَائِنِهَا *** مَا نَفْعُ صَرْحِكَ إنْ عَمَّدْتَه بِدَمِ
ما نَفعُ صَرحِكَ إنْ لَم تَعطِ قِصَّتُهُ *** للناسِ أمْثِلَةً فِي اللِّينِ والرُحُمِ
دَرسٌ يُسَطَّرُ والتَارِيخُ يَحفَظُه***من كان عَبدَاً فَلن يَبرَأ مِن السَّقَمِ
العَدْلُ والعِلْمُ والانسَانُ اعْمِدَةٌ *** مِنهَا البِنَاءُ فَلا يُبْنَى بمُنْهَدِمِ
حُرِّيَّةُ النَّاسِ لا تُعْطَى بمَكْرُمَةٍ *** بَل بالكِفَاحِ لنَيلِ العِزِّ والكَرَمِ
إنْ امَّةٌ عَقِلَتْ تَنهَضْ بِمَا عَرَفَتْ***حُرِّيَةٌ ظَهَرَت في قِمَّةِ القِيَمِ
إنْ ذَلَّ شَعْبٌ سَيَهوى مَنْ يُدجنه *** كَم مِن شُعوبٍ هَوَتْ بالعَسكَرِ الجَمَمِ
إنَّ الغَبَاءَ وبَاءٌ لا شِفاءَ له *** يَسعَى العَبِيدُ بِه بِالكَفِ والقَدَمِ
مَن صَيَّرَ الشَعْبَ عَبدَاً طَائعاً لَدِنَاً *** لَنْ يُرتَجَى مثلاً للقائدِ الحُلُم
والنَّاسُ وا أسَفِي في الذُّلِ مَنزِلُهم *** إن خَانَهُم قَزَمٌ لاذُوا بِمُعْتَصِمِ
اسْتَذكَرُوا بَطَلاً أو ذَاكَروا خَبَرَاً *** مُستهِضاً هِمَمَاً باللاءِ والنَّعَمِ
تَعمَى البَصَائرُ إنْ جَالَتْ بمُفرَدِهَا *** والشَّعبُ يُبصِرُ بَينَ النُّورِ والظُّلَم
العَبْدَلِيُّ صغيرُ القومِ خَائنهم *** مُلكُ العَمَالَةِ فَخرُ الخَائنِ القَزَمِ
لا يَسْمُ اسْمُ امرِءٍ إلا بِحَامِلِهِ *** تارِيْخُ اسْمِك عِنوَانٌ لِمُتَّهَمِ
اُدْخِلتَ قصراً وما تدري بِمُعجِزَةٍ *** فصِرتَ تنهشُ مِثلَ الذِّئبِ في الغَنَمِ
جَزَّتْ يَدَاك قَلِيلَ القَومِ في هِنَةٍ *** إذ لَسْتَ تَجْزَعُ من حِلٍ ومن حُرُمِ
مَهمَا غَنِمْتَ فَلنْ نَأمَنْ بمَنفَعَةٍ *** فالذئبُ ذئبٌ ولا يُؤْمَنْ على نِعَم
حَيّرتَ شَعبَكَ مِن حُمْقٍ ومِن بَلَهٍ *** وخُنتَ عَهدَكَ بَعدَ العَقْدِ والقَسَمِ
ورَحْتَ تَأمَلُ في الاسبان مَنْفَعَةً *** حتّى جَلوْكَ عَن الأوْطَانِ والخِيَمِ
قد زال مُلكُكَ مِن ضَعفٍ ومِن ضِعَةٍ *** لمَّا انْتَصَبْتَ لقهر القوم كالصنم
ضَيَّعتَ مُلكَكَ لَهوَاً في مَجَاهِلِه *** حتى أَسِفتَ له بالدَّمعِ والنَّدَمِ
لا انتَ تَحفَظُ للاجْدَادِ مَنزِلَةً *** ولا جَدِيدُكَ مِشكَاةٌ عَلى عَلَمِ
ولَسْتَ تُفْهِمُ هذا الشَّعْبَ مِن لُغَةٍ *** يَا مُعْجِمَ القَول للاعرَابِ والعَجَمِ
إنَّ العُروبَةَ إذْ تَخْجَلْ بِمثلِكُمُ*** تَنْعَى الكَلامَ وتَهجُو عَجْمَةَ الكَلِمِ
ضَيَّعتُمُ الحَرثَ والنَّسلَ الجَدِيدَ مَعاً *** واغتَلتُمُ العَقلَ بالارعَابِ والتُهَمِ
يا مُطرِبَ القَصرِ زِدْ في العُهرِ اغنيةً *** شعبٌ به وَخَمٌ للقائدِ الوَخِمِ
السَّحج مَهزَلَةٌ جَهلٌ ومُعضِلَةٌ ***أغوى بِهَا الشَّعبَ من أغْوَاكَ باللُمَمِ
يَسرِي مُكَابَرَةً والكِبْرُ صَنعَتُهُ *** إنْ زَانَهُ خُلُقَاً يَبْلُوكَ بالصَّمَمِ
شَرُّ النُفُوسِ نُفُوسٌ لا ضَميرَ لَها *** الغَدْرُ شِيمَتُها والرُّوحُ في الرَّجَمِ
تَسعَى مُخَاتِلَةً والكَذِبُ دَيدَنُهَا *** والدِّينُ صَنعَتُهَا بالصَّوتِ والقَلَمِ
يا لائمِي أَبَأَمْنِ الدَّارِ تَنهَرُنِي؟ *** لَو كُنتَ تَدرِي بِحَالِ الدَّارِ لَمْ تَلُمِ
الشَعبُ ادْرَى بِمَن يَسعَى لِصَالِحِهِ *** والمُصلِحُ الحَقُ لا يَشْكُو مِنَ السَّأَمِ
لا تَحْسَبْ السَّحجَ بالكَفِّينِ اغنِيَةً *** انّاتُ جَهلٍ بِلا عَقلٍ ولَا نَغَمِ
كُلُّ الخَبَائثِ قد حَاقَت بِدَولَتِنَا *** والعَبْدَلِيُّ يَبِيعُ الأرْضَ بالسَّخَمِ
إن الوِرَاثَةَ دَاءُ المُلكِ تَهدِمُه *** فالحَظُّ مَتلَفةٌ للمَالِ والهِمَمِ
فلا تَرُمْ لقشور الداء أدويتاً *** واستَأصِل الدَّاءَ من مُسْتَنْبَتِ الوَرَمِ
من يَعتَلِي العَرشَ يَحسَبْ نَفسَه فَهِمٌ *** كَمْ مِن عُرُوشٍ عَلَتهَا قِلَّةُ الفَهِمِ
قَد غَرَّهُ المُلكُ والحَمرَاءُ تَنتَحِبُ *** دَانَت لمُقتَحِمٍ في الحَربِ مُلتَحِمِ
بَعضُ الحَوادِثِ عَينٌ بَعدَهَا أَثَرٌ *** كالوَشمِ مُنغَرِسٌ في اللّحْمِ والأَدَمِ
كانَت باندَلُسٍ مَن لي باندَلُسِ *** من بَعدِ غَيبَتِها بالبَترِ واللَهَمِ
غِرنَاطَةٌ سُرِقَت انِّي مُذَكِّرُكُم *** ذِكرَى لمُتَّعِظٍ من دَامِعٍ وَجِمِ
ذِكرَى نُجَدِّدُهَا في كُلِّ مَهزَلَةٍ *** ضَجَتْ بِهَا عُمُدٌ في البَيتِ والحَرَمِ
فَلَيتَ أنَّ لَنَا في العِلمِ مَنزِلَةٌ *** وَلَيتَ أنَّ لَنا حُرِّيَّةُ الأُمَمِ
القَبلُ كالبَعدِ قَولاً واحِدَاً أحَدَاً *** الشَّعبُ مَدرَسَةٌ في الحُكْمِ والحِكَمِ
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري
.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض
.. تقنيات الرواية- العتبات
.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05
.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي