الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالجوا المرض قبل فوات الأوان

نادين عبدالله

2013 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ما نشهده بعد عامين من الثورة هو عرض لمرض استمر طوال هذه الفترة المنصرمة.

يتجلى العرض فى راديكالية احتجاج بعض القطاعات المجتمعية والشبابية المحملة بالعنف المرفوض فى كل الأحوال، أما المرض فيكمن فى غياب دولة العدل والقانون والحرية التى طالما طاق إليها المصريون فدفعوا الكثير فى سبيلها. وإذا حمّلنا، خلال المرحلة الانتقالية الفائتة، المجلس العسكرى الفشل الأكبر فى علاج هذا المرض عبر إصلاح المنظومة القضائية والشرطية والإعلامية وإعمال العدالة الانتقالية- فنحمّل هذا الفشل حاليا وبقدر أكبر للمؤسسة الرئاسية الجديدة، باعتبارها رئيساً للسلطة التنفيذية المنتخبة.

فيا من فى يديكم مقاليد سلطة البلاد، لا تغضبوا من عرض استشرى الآن، فأنتم لم تعالجوا المرض بل كان سعيكم وراء تسكينه، وحين ضاقت بكم الأمور شرعتم فى قمعه لا علاجه. ترفضون التوافق مع القوى السياسية المعارضة لسياستكم المنفردة فنعود إلى النقطة صفر عند كل منعطف سياسى. وهل أتى هذا الدستور الإقصائى بالاستقرار؟ نؤكد، لن ينجح أى حكم سلطوى فى السيطرة على وطن يتوق أبناؤه إلى الحرية.

وبالإضافة إلى أن النهج الأحادى لن ينتج عنه سوى تدهور فى أحوال البلاد، تدهور لا نستحق أن نراه، فإن هذا النمط فى الحكم سيدفع بالجماعة الحاكمة نفسها إلى ما هو العكس الصحيح لمصالحها.

فعلى الصعيد الاقتصادى لا يمكن أن تكون هذه الفوضى المعممة جاذبة للاستثمارات الداخلية أو الأجنبية التى تبحث عنها الحكومة ذهابا وإيابا، بل إن هذا الوضع سيمنعها من الحصول على القروض اللازمة لحل أزمة السيولة المالية وتخفيض عجز الموازنة كما نشهد جميعا.

أما على الصعيد السياسى فتآكل شرعية سلطة تؤكد يوماً بعد آخر أنها تقدم مصالحها فوق مصلحة شعبها المثقل بما لا يمكّنها من الحصول على التأييد اللازم لأى قرارت سواء على المستوى المؤسسى أو الاقتصادى، ومن ثم ستزداد عملية تفكك أجهزة الدولة.

وأخيرا، على الصعيد الاستراتيجى، سيعلى غياب الاستقرار من مقدرة المؤسسة العسكرية على التدخل فى الشأن السياسى الداخلى، وهو أمر نرى بذوره واضحة فى الأحداث الأخيرة. وفى الإطارنفسه، لن يجد الحليف الأمريكى الخارجى الذى طالما سعى النظام الحالى لنيل وده ورضاه معنى من دعمه حكما ذا شرعية مجتمعية متآكلة.

لكن رغم كل الأخطاء والخطايا المرتكبة لايزال أمام النظام الحالى فرصة لرأب الصدع من خلال الحوار الجاد والتوافق حول التعديلات الدستورية والضمانات السياسية، هذا بالإضافة إلى البدء الفورى فى الإصلاحات المؤسسية اللازمة بكل شفافية؛ فنرجو منه أن يقتنصها، وكفانا دماء وفقرا وابتئاساً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وول ستريت جورنال: إسرائيل تريد الدخول إلى رفح.. لكنّ الأمور


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق الحالية بين حماس




.. صحيفة يديعوت أحرونوت: إصابة جندي من وحدة -اليمام- خلال عملية


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. نتنياهو يعلن الإقرار بالإجماع قررت بالإجماع على إغلاق قناة ا