الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مبادرة السيد أحمد معاذ الخطيب

المنبر الديمقراطي السوري

2013 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية




بيان المنبر الديمقراطي السوري
31 كانون الثاني 2013
حول مبادرة السيد أحمد معاذ الخطيب

أطلق السيد أحمد معاذ الخطيب، وبما يشبه النداء، دعوة يبدو من الواضح أنّها موجهة لشركائه في المعارضة قبل أن تكون موجهة للنظام، قال فيها إنّه مستعد للتفاوض مع النظام وفقاً لشرطين أهمّهما إطلاق سراح جميع المعتقلين من سجون السلطة ومعتقلاتها.
بهذه المناسبة، يهمّ المنبر الديمقراطي السوري إبداء الملاحظات التالية:
- انطلقت الثورة السورية وفقاً لثوابت واضحة أهمها الحرية والعدالة والمساواة والمواطنة، عبّرت عنها هتافات المتظاهرين السلميّين الذين صدحوا ملء حناجرهم بأنّ "الشعب السوري واحد". ولاشكّ لدى المنبر في أنّ بشار الأسد بصفته الشخصية والمعنوية ومجرمو نظامه مهما علت أو انخفضت مسؤولياتهم ومكانتهم هم الذين يتحملون المسؤولية عن الدم الذي يسفك يومياً في وطننا المنكوب، ونحن نعتقد أنّ دعوة السيد الخطيب ترتكز على هذا المبدأ بالتحديد .
- إنّ أساس أيّ حل للأزمة في سورية هو الاعتراف بالآخر، وهو ما قام النظام برفضه على مدى السنتين الماضيتين، بينما اتفقت معه أطراف معارضة متخَمة بالمال السياسي، أساءت بمواقفها للثورة وأمدّت بعمر النظام حتّى الساعة. لقد دأبت هذه المعارضة على تخوين الأصوات العقلانيّة، وعملت على وأد أيّة مبادرات سياسية تريد حقن الدماء السورية وتنطلق من رؤية وطنية سيادية بعيدة عن التدخل الخارجي، ونفذت عن علم أو عن جهل أجندات مموّليها دون أيّ اعتبار لمعاناة الشعب السوري، وأسهمت في إنجاح سياسات النظام من خلال ترسيخها للمفاهيم الطائفية والإقصائية والتخوينيّة، وتماهيها مع صورة النظام بأبشع أشكاله وأساليبه ومنطقه، الذي أوصل الوطن إلى الخراب.
- من هنا صار من الحتميّ إعادة التأكيد على ثوابت الثورة السورية، بدءاً من سلميّتها، مروراً بوطنيّتها وشعاراتها الجامعة كالديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة، التي تمثّل أهدافاً سعت لتحقيقها كي تشمل جميع أبناء الوطن، بمن فيهم داعمي النظام. هذه المطالب لم تكن يوما لفئةٍ من السوريين على حساب فئة. وتعريفنا للسوريّ لا بد أن ينطلق اليوم من هويّته الجديدة التي يكتسبها كمواطن حرّ، وليس بأيّة دلالة طائفيةً أو عنصريّةً أو شوفينيةً، فالقاتل قاتل أيّاً كانت طائفته أو قوميّته أو عشيرته أو إنتماءه، ودم السوري على السوري حرام، والآخر شريكنا في الوطن شئنا أم أبينا، وردّ الضيم عن شعبنا لا يعني فرضه على الآخر. ولعلّ الكلمات القليلة البسيطة التي خرجت من قلب الشهيد أبو فرات هي الأساس الذي يجب أن تبنى عليه أيّ مبادرة باتجاه لمّ شمل السوريين، ومحاسبة القتلة، وتحقيق العدالة وإطلاق مسيرة المصالحة، والانتقال بسوريا إلى دولة الحق والمساواة المبنيّة على المواطنة دون أي تمييز بين المواطنين.
- لا يعني ما سبق أن انتفاض السوريين للدفاع عن أنفسهم بوجه آلة القتل الوحشيّة للنظام ليس دفاعاً شرعياً عن النفس، لكن خروج بعض المجموعات المسلحة عن خطّ الثورة الوطني، وتسلّق مجموعات من اللصوص وقطّاع الطرق على كتف الثوار، وغمر بعضها الآخر بالمال السياسي، قد ساعد النظام - عن حسن أو سوء نيّة - على البقاء حتّى هذه اللحظة، وأضعف موقف الداعمين للثورة السورية من السوريين الذين لم يوفّروا دماءهم وجهودهم في سبيل بناء الوطن وترسيخ الهويةّ الوطنية الجامعة، التي عمل النظام على تدميرها بشكلٍ منهجيّ طوال عقود من الاستبداد والإقصاء والفساد. إنّ ثورة السوريين لم تقُم من أجل استبدال استبدادٍ بآخر، ولا من أجل إقصاء أحد مكوّنات الشعب، بل قامت من أجل القضاء على الفساد والاستبداد والطائفيةّ والإقصاء، ومن أجل تحقيق الشراكة في الوطن قولاً وفعلاً .
- إن أيّ مبادرة تسعى لوقف الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد لجديرة بأن تدرس بجديّة، وأن يتمّ دعمها في حال استوفت الشروط الموضوعيّة لحقن الدماء والانطلاق إلى بناء الوطن من خلال نهجٍ يقوم على المصالحة، وأيّ خطوة تؤدّي لتوفير حياة ولو مواطنٍ واحد، أيّاً كان موقفه، لهي جديرة بالدعم الصادق طالما أنّ الوطن بكيانه أصبح اليوم مهدّداً بالقتل على يد النظام، وبسبب تماثل سياسات بعض أطراف المعارضة التي آن أوان وضع حدٍّ لأخطائها، التي لم تجلب على السوريين إلاّ المزيد من الخراب والدمار. إنّ بناء الوطن لا يتمّ بالمتاجرة بدماء السوريين بحجّة الأوضاع الإقليمية أو الدولية أو حتّى بحجة تحقيق المصالحة الوطنية.
- أخرج ما طرحه الشيخ معاذ الخطيب بعض المعارضين عن طورهم، بسبب رؤيتهم القاصرة لمفاهيم الوطن والحرية والعدالة والمساواة والمواطنة، وأحرج نداؤه أطرافاً في المعارضة السورية بدل أن يحرج النظام. ولعلّ هذا هو الدليل الأوضح عن درجة التماهي التي وصلت إليها هذه الأطراف مع النظام وسياساته.
- يحتّم عمق الأزمة التي وصل إليها الوطن علينا اتّخاذ موقفٍ تاريخيّ واضح من جميع المتاجرين بالدماء السورية أيّاً كانت الجهة التي ينتمون إليها، فلا أسوأ من أن يقوم السوريّ بقتل أخيه السوريّ لأسباب سياسيّة، فكيف الحال إن وصلنا إلى القتل الطائفيّ والعرقيّ لا بل والمذهبيّ. إن الحرص على وجود الوطن ككيان جامع تدفعنا لدعوة الشيح معاذ الخطيب إلى توضيح ندائه وفقاً لنقاط واضحة، ونحن سنمدّ له يد المساعدة لصياغة مبادرة واضحة ترسم خارطة طريق ترتكز على وحدة الشعب السوري، ومحاسبة القتلة والمجرمين أيّاً كان انتماؤهم، وفقاً لقواعد وإجراءات قانونية لا تستثني أحداً، تستند لحقوق الإنسان الأساسيّة غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها الحق في الحياة. كما أنّنا نؤكّد على ضرورة وضع آليّة واضحة لمحاسبة منتهكي الكرامة الإنسانية من مجرمي النظام، فالمصالحة تبنى أوّلاً وأخيراً على معرفة الحقيقة والالتزام بها، وتعويض المتضرّرين، لتأتي لاحقاً مفاهيم العفو والمسامحة.

المنبر الديمقراطي السوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ