الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل اليد التي لا تستطيع قطعها

نوري جاسم المياحي

2013 / 2 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ما يجري اليوم في عالمنا الضيق ولاسيما بعد فوز اوباما الثاني ليثير في النفس الاحباط واليأس والالم ...فلا امل في حياة يسودها الحق والعدل والمساواة .. والسلام ...وانما يسودها الظلم والحقد والكراهية ...فلسفة القوة والعنجهية والجبروت هي التي تفرض نفسها على الشعوب الضعيفة ولاسيما منها الجاهلة والمتخلفة كشعوبنا العربية والاسلامية ...
لقد اثبتت الايام اننا نعيش اكبر كذبة في التاريخ ...ان ما وعينا عليه وعلمونا عليه ان شعبنا هو شعب الحضارات ونبراس العلم والثقافات ...لا نلمس اليوم اي مظهر من مظاهر هذه العناوين ..فالشعب العراقي والعربي بالذات وعبر التاريخ المسجل والمكتوب لم نجد فيه يوما انهم كانو سادة انفسهم ...بل نجدهم دائما مفعول بهم وليسوا فاعلين بالاخرين ..وهم دائما عبيد تبع وليسوا سادة متبوعين ...
انا لن اسرد احداث تاريخية قديمة او حديثة فكلها تثير الشجن وتدمي القلب ولكنني ساتوقف للحظة لما حدث قبل ايام من احداث ومجازر دموية في وطننا العراقي والعربي والاسلامي ومن مهازل ومأسي واتساءل ...اين هي العلة ؟؟؟ هل هي في دين الاسلام ؟؟؟ام في العروبة ؟؟؟ام فينا نحن البقر والحمير من سكنة هذه الديار ؟؟؟
ووصلت الى قناعة وانطباع ..ان العلة ليست في دين الاسلام ولا في قومية العرب وانما في نغوسنا نحن البشر ...فنحن ضعاف النفوس ...اذلاء ...وخنوعين امام السلطة والمال والنساء ...فالحاكم عندنا عندما يستلم منصب ويجلس على الكرسي ...فلا توجد قوة تخلعه الا الموت الزؤام ...اما ان عرف وسيلة لجمع المال والثروة ...فأموال الدنيا كلها لاترضيه ولا تملء عينيه كما يقال وحتى لو مات الشعب كله من الجوع ...
اما امام النساء ..فحدث ولا حرج ...فهو لايكتفي بواحدة او اثنتان ...وانما يطبق وما ملكت ايمانكم ...ولاسيما في تفضيلة للشابات الصغيرات ممن لم يدركن معنى الجنس والحياة وحتى لاتفهم مغزى التمدد على الفراش ... كما حدث لبناتنا العراقيات ( عندما اقسم احد الكلاب من الامراء الكويتين ان يجعل ثمن العراقية ...ربع دينار ...وللاسف نحن العراقيون من ساعدناه على البر بوعده وتنفيذ تهديده ) ..وقبلها بعشرات السنين ولازالت وحتى يومنا هذا تعرضت الفتاة االفلسطينية لنفس المصير ...وطبق هذا النهج المأساوي على الليبية والتونسية والسودانية والمصرية والصومالية ...واليوم وامام وسائل الاعلام تباع وتشترى الفتاة الطفلة البريئة السورية بثمن بخس في مخيمات اللجوء خارج حدود سوريا الابية ...اتدرون من هو المشتري ؟؟؟ هم من العرب وتجار الحروب ومصاصي دماء الشعوب من اغنياء الخليج ؟؟؟
قد يسأل احدكم ما العلاقة بين التاريخ والاسلام والعروبة والسلطة والمال والنساء ...والحق والظلم ...بين ما يجري في العراق او سوريا او فلسطين وحتى في مالي ...؟؟؟ اليست هذه التساؤلات محقة ؟؟؟
..والفرز بين حدود هذه المواضيع ...اصعب مما يتصوره احد ؟؟ ..لانها كلها متداخلة ببعضها ...ففي سوريا والعراق امريكا والغرب الاستعماري يساعدون الاسلام السياسي المتطرف وفي مالي وافريقيا الشمالية واليمن وافغانستان تقصفه بالطائرات المسيرة بدون طيار ؟؟؟ معادلة يصعب فهمها بسهولة ؟؟؟..
وانا اطرحها لكوني شخصيا تائه وحيران ...واتساءل ...كيف الخروج من هذه الورطة وهذا المستنقع وعلى الاقل في سوريا والعراق ؟؟ فالصراع بين الاقوياء والضعفاء مستمر على اشده والضحية هم الفقراء والكادحين ...وفي كل ما مضى ...النصر حليف الاقوياء ؟؟ فالى متى يبقى الضعيف يدفع الثمن صاغرا ؟؟؟ وارتال تلو الارتال من الشهداء والقادة والحكام سالمين وبالنعيم متربعين ؟؟؟ فالى متى يستمر هذا الحال النشاز ؟؟؟ فلابد للضعيف العاقل ان يستيقظ ..وان يجد وسيلة وطريقة لتحقيق النصر ...ومن هنا تبنى البعض من الضعفاء شعار (قبل او لاتلوي اوصافح اليد التي لاتستطيع قطعها ) ...البعض يدعي ان هذا الشعار ...ينطبق على الجبناء ... وانا اقول ..قد يكونهذا الوصف صحيح ...ولكن حياة الشعوب وازدهارها تستحق ...الصبر والمطاولة والمداهنة على الظلم وتحمل جبروته لحين تراكم عناصر القوة عند الضعفاء ...للانتفاض وتحقيق النصر على القوي ..اي ان نستفيد من الحكمة القائلة ( تمسكن ...تمسكن ...حتى تتمكن ) ..وللحديث تتمة وصلة..
اللهم احفظالعراق واهله ...اينما حلوا او أرتحلوا ...
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موعظـــة مملة
كنعان شـــــــــماس ( 2013 / 2 / 1 - 19:32 )
يا استاذ المياحــي سوال : ماهي مدة الخلافــة في الشريعة الاسلامية ؟ هل ترك احد خلفاء المسلمين كرســــية طوعا ؟ هنيئا لك قناعتك بان الخلل فينـا وليس في القدوة من السلف الغابرين . تربينا على ( الاقربــون اولى بالمعروف ) ونلوم روسائنا ان اقتدوا بهذا القول الجميل الذي هو حجر الاساس في خراب وهدم الدول العربية والاسلامية . اقدر حزنك على الخراب الذي يعم العراق لكن الحقيقة يجب ان تقال بلا تدليس تحية

اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن