الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة السورية والحل السياسي

لؤي حاج بكري

2013 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


المعارضة السورية والحل السياسي
إذا كان ما يحصل في سوريا قد اتخذ وكما يرى بعض المراقبين منحى مختلف من صراع عسكري بين النظام والثوار الذين علت السحنة الاسلامية محياهم ، فإن للوقائع الجارية على أرض الواقع اتجاهات كثيرة لابد من التوقف عنها ..
بداية يمكن القول بأن الثورة التي انطلقت بتلك المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية قد جوبهت برصاص حي من النظام وخلفت آلاف الضحايا ودفعت لحمل السلاح بوجه آلة النظام الوحشية كشكل من أشكال الحماية المشروعة ، وإذا كان خطاب النظام ركز ومازال مركزا على التجييش الطائفي للخروج بحرب أهلية بدلا من خروجه من البلاد عبر ثورة شعبية فإنه قد نجح بذلك نسبيا ، فالرد العنيف الوحشي على شعب أعزل الذي استدعى دعما دوليا واضحا وبحثا عن حل لانتقال سلمي للسلطة جوبه برفض روسي واضح وبدعم ايراني كبير ..
في ردود الفعل على هذا الوضع المعقد حصلت متغيرات كثيرة ، وفقا لسياسة الجماعات الجهادية الاسلامية أصبحت سوريا تربة خصبة لعملهم واستطاعت جبهة النصرة تحقيق تواجد عسكري وتأييد شعبي واضحين بغض النظر عن حجمهما ، تشكلت معظم كتائب الجيش الحر على ارضية إسلامية لا يمكن الحديث عن كونها سوى تعبيرا عن شكلا من أشكال الرد على الخطاب الطائفي للنظام ، ظهرت جماعات مسلحة من صفوف كل المسلحين معارضة ونظاما تقوم بأعمال السلب والخطف وإشاعة الفوضى ، في ظل هذا الواقع صعّد النظام من وحشيته مستخدما كل أنواع السلاح العسكري من دبابات وصواريخ وطائرات ويقوم بضرب كل مناطق الساخنة وبشكل عشوائي يمكن تلمس بعضا من جوانبه في ما حصل في الايام الاخيرة بحلب من قصف للجامعة ومن رمي لجثث المعتقلين والمخطوفين من أبناء المدينة في نهرها مع إصراره على اتهام الجماعات الارهابية بذلك ..
في خضم تلك الاحداث المتصاعدة بمأساويتها وفي خضم ذلك تراجع الاهتمام الدولي والاعلامي بما يحصل وتخوفهم من سيطرة القوى الاسلامية المتطرفة على الشارع السوري، كان لابد من خروج الأصوات السورية الأكثر عقلانية للتفتيش عن مخرج سريع لإيقاف آلة الموت والدمار التي تحصد الحياة السورية بلا رادع وبلا أية مؤشرات زمنية لنهايتا ، هكذا فقد وجه الشيخ معاذ الخطيب بيانا حول الدعوة التي وجهها النظام للحوار مع المعارضة ، لقد حدد الخطيب في بيانه عدم الثقة بالنظام القاتل وأعلن استعداده للجلوس مع ممثلين عن النظام مشترطا إطلاق سراح مئة وستين ألف معتقل كبادرة حسن نية ، ومن ثم وضح بان تلك الفكرة هي رأي شخصي وأن الهيئة السياسية للائتلاف ستقرر الموقف من تلك الفكرة وبأن ما يطرحه ما هو إلا بحث عن حل لمعاناة الناس , المجلس الوطني أكبر قوة سياسية في الائتلاف سارعت لإصدار بيانها الذي اكد على عدم تعبير تلك التصريحات عن موقف الائتلاف وتناقضها مع وثيقته التأسيسية الرافضة للتفاوض مع النظام المجرم والاصرار على رحيله بكل رموزه ، اجتماع الهيئة السياسية للائتلاف برئاسة الخطيب أكد على ما جاء في بيان المجلس الوطني وأعلنت ترحيبها بأي حل سياسي أو جهد دولي يؤدي لتحقيق ذلك ..
في هذه الأجواء لابد وأن يجد الكثيرين من اطياف المعارضة الأخرى من هيئة التنسيق والمنبر الديمقراطي وسواهما حراكا مهما للبحث عن توافق سياسي جديد ، فإذا كانت هيئة التنسيق تعتبر بأن ما جاء على لسان الخطيب ما هو إلا جزءا من رؤيتها السياسية ، و ترى على ما يبدو بأن تقوم القوى العقلانية في المعارضة بالإعلان عن رفض كل مقولات التشدد والاحتماء بالخارج وعسكرة الثورة والبحث عن الحوار الجدي مع النظام ورفض المتشددين الذين خبرتهم من كل أطياف المجلس الوطني ،
فإن ما طرحه المنبر الديمقراطي في معرض رده على مبادرة الشيخ معاذ الخطيب يقدم توصيفا دقيقا توصيف للوضع السوري وبخاصة لخروج بعض الجماعات المسلحة عن الخط الثوري ومساعدتها بذلك على بقاء النظام واضعاف موقف الداعمين للثورة، ويعلن عن مدّه اليد للشيخ معاذ لصياغة مبادرة واضحة..
إن هذا الجدل السياسي يطرح اليوم أمام كل اطياف المعارضة السياسية ومن يمثلها من تجمعات وهيئات العديد من الاسئلة التي تحتاج للإجابة السريعة بتسارع القذائف التي تسقط فوق رؤوس السوريين :

1- إذا كان الحل بالأساس هو الاعتراف بالآخر وأن يمثل كل السوريين بكل فئاتهم الاجتماعية واتجاهاتهم السياسية فإن شعارات المعارضة هل يجب أن تكون جامعة لكل السوريين بمن فيهم مؤيدي النظام ؟.
2-إذا كان هناك قسما مهما من المعارضين يرون بأن هذا النظام مجرم لا حوار معه قبل رحيله وأن هذا النظام كاذب لن يحاور احدا من المعارضة الحقيقية ورفض كل المبادرات الدولية ،وإذا كان هناك قسما آخر من المعارضين يرى بأنه يجب أولا محاورة هذا النظام لوقف الاقتتال وإحراجه بالدعوة للحوار معه ، فإن طرح أية مبادرة سياسية للحل ألا يجب أن تأتي كمبادرة جامعة لكل أطياف المعارضة؟.
3- إن هذه الاشكالية التي تبدو أساسية في خطاب المعارضة السورية ،والتي آن لها أن تنتهي مع السلوك الواضح للنظام في السير بالاتجاه البعيد عن كل حوار فعلي ينتقص من بقائه كنظام فردي تسلطي ، هل هي الاشكالية الحقيقية؟، أم أنها على ما يبدو تحجب خلفها اشكاليات أخرى متنوعة على المعارضين بكل أطيافهم التصدي الجريء لبحثها والانتهاء من الحالة الانقسامية للمعارضة السورية.
4- إن ما يجري في سوريا من تعاظم للدور الجهادي الاسلامي وتخوف الاطراف الداعمة للثورة من بديل غير ديمقراطي وغير مفيد بالنسبة لها ألا يتطلب العمل على الرد السريع عليه من قبل المعارضة السياسية السورية بإنتاج بديلها المدني من حكومة مؤقتة أو غيرها وفرضه على أرض الواقع لاستمرارية الثورة وتحقيق الانتقال السريع للسلطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل-دكتور هو- يعود بعد ستين عاما في نسخة جديدة مع بطل روان


.. عالم مغربي يكشف الأسباب وراء حرمانه من تتويج مستحق بجائزة نو




.. مقابل وقف اجتياح رفح.. واشنطن تعرض تحديد -موقع قادة حماس-


.. الخروج من شمال غزة.. فلسطينيون يتحدثون عن -رحلة الرعب-




.. فرنسا.. سياسيون وناشطون بمسيرة ليلية تندد باستمرار الحرب على