الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوراق من المعتقل . الورقة الخامسة عشر . انحصار اليسار

باسم الخندقجي

2013 / 2 / 1
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


كنا قد ذكرنا في المقالة الأولى عن المجتمع المدني الذي خلقه اليسار, و عن بناء الدولة الفلسطينية.
إن انحباس اليسار داخل شعاراته الفخمة و أطره المهترئة, و لهاثه المرهق في الدفاع عن حقه في الوجود تحول إلى الفضيلة الكبرى التي يسعى إلى تحقيقها في خضم التعقيدات و التحديات التي تواجهها المسألة الفلسطينية في شأنها الداخلي.
و رغم كل هذا الظلام و التشابك في الوقت الراهن, إلا أن ثمة شعاع من الأمل لليسار.. أو بالأحرى, هنا يأتي دور اليسار لكي يصنع دوره التاريخي الجديد, من خلال إنشائه
public space -للحيز العام
بلغة هابر ماس- و الذي هو ميدان الصراع بالنسبة لليسار الجديد عبر تحويل قضايا خاصة إلى عامة بحراك شعبي مستقل عن السلطة.. مما يؤدي بدوره إلى تمام المعرفة و النقض اللذين يعززان من الديمقراطية أيضاً..
فإذا استطاع اليسار أن يعيد إنتاج ذاته داخل المسألة عبر قيادة و تفعيل قضايا محورية للنسيج الاجتماعي الفلسطيني, فانه حين إذن يصبح قوة معارضة حقيقية قادرة على المواجهة و تلبية تطلعات الجماهير, و إزالة الخمول الذي أصيب به الشعب في موافقته اللاصحية على النمو السائد في المسألة الفلسطينية.
إن صناعة اليسار لدوره التاريخي, يعني انه سيعمل بلغة شعبية جماهيرية بعيدة كل البعد عن الوصفات الجاهزة للتطبيق و عن اللغة الأيديولوجية ذات الطلاسم و الألغاز.. إذ أن الدور التاريخي بيس مُعطى ثابتاً أو سلعة جاهزة يشتريها الحزب من السوق, بل هو قدرة مجموعة من الأشخاص ضمن إطار معين على قراءة الواقع بمنهج تقدمي ديمقراطي فيا التفكير و ثوري و شعبي في التطبيق و الانتشار.
على اليسار اليوم أن يصنع دوره التاريخي و الأهم أن يحتضن هذا الدور منهج تقدمي تقني جديد قي مواجهة الاحتلال, إن أول الغيث قطرة.. ها هي قرية باب الشمس تظهر في وجه جديد و هو المقاومة الشعبية السلمية, حيث تحرك اليسار الفلسطيني بقيام هذه القرية في منطقة ج 1 ما بين مستعمرة معالي أدوميم و بين القدس, حيث إن هذه الأراضي قاموا بمصادرتها الاحتلال الإسرائيلي, لكي يفصل مدينة القدس عن باقي الضفة الغربية.
من هنا يجب على اليسار أن يزداد قوة و صرامة و إثبات وجود عبر يسار فلسطيني موحّد, على أن يحمل في جوانبه المزيد من عوامل الجذب لحركات التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني, و من ثم إلحاقه مع الحراك العربي الذي عصف بأكثر من نظام رجعي لكي تصبح مهمة التحرر مهمة عربية بامتياز.
ان صناعة الدور و إيجاد الحيّز هما فرصة اليسار الأخيرة في إقناع الجماهير بقدرته على تلبية تطلعاتها, و هذا ما لا يمكن تحقيقه بالأدوات و الأطر القديمة, بل من خلال حركة يسارية جديدة موحّدة تحمل في طياتها المرونة و القدرة على التجدد, و صهر ما تبقى من تناقضات و اختلافات تحول دون وحدة اليسار, فالحركة في امتدادها تتسع لأكثر من فكرة و رأي, و لكنها بالنهاية لا تسير إلا في نفس اتجاه تحقيق هدف التحرر و الاستقلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -