الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


والقط يأكل ويستمع

رفعت السعيد

2013 / 2 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تأملت أحداث يوم 25 يناير الماضى والشعب كله ينتفض، يقول لا بأعلى صوت، مئات الألوف تحتشد هاتفة بسقوط دولة المرشد، مطالبة بإسقاط الدستور الملعوب فيه وقانون الانتخابات الذى قام بتفصيله ترزية لا يعرفون فن التفصيل.

تأملت مصر كلها وهى تقول بأعلى صوت «ارحل» واستعدت تحركات أشخاص وقوى «عصرت على نفسها ليمونة» وانتخبت مرسى، ولم يزل صوت واحد ممن فعلوها يتصاعد فى أذنى قائلاً «يا ريت إيدى كانت انقطعت قبل ما أكتب صح أمام اسم مرسى». وتذكرت الفارق 1.3% وهو فارق ضئيل بين من انتخب أو بالدقة من أعلنوا انتخابه وبين من أبلغوه بانتخابه ثم سحبوا البلاغ. ولم أنس قصة المطابع الأميرية وهو ما اعترفت به لجنة الانتخابات الرئاسية رسمياً وقصة أقلام الحبر المتطاير. وقصص الزيارات الغامضة لمسؤولين أمريكيين وقطريين قبل إعلان النتيجة.

لم أنس ذلك كله وأنا أتابع مئات الألوف وهم يصرخون: يسقط حكم المرشد. وأجريت حسبة بسيطة فى ذهنى، وسألت: كم بقى من سكان هذا الوطن مع د. مرسى؟ وكم أصبح عدد معارضيه. وتذكرت حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم «لا يؤم رجل أناساً هم له كارهون» وحاول الكثيرون وهم ملايين عديدة أن يُسمعوا د. مرسى ومكتب الإرشاد صوتهم «نحن لكم كارهون». وهكذا تسقط وفقاً لقول الرسول الكريم وأمره لنا ولهم كل حجج الالتزام بنتائج صناديق الانتخاب أو العودة لصناديق الانتخاب.

وكان ذلك بالنسبة لى طبيعياً ومتوقعاً، لكن ما أدهشنى حقاً هو هذا الصمت غير الحكيم الذى خيم على الإخوان جماعة وحزباً وحكومة. الشعب يغلى، يصرخ، يرفض، يهدد، يشتم وهم صامتون وما عهدناهم كذلك. ويا جماعة الإخوان ورجالها ومتحذلقيها الذين تربعوا كوجبة اضطرارية على التليفزيون الحكومى وغير الحكومى أين أنتم من كل ما يجرى؟.

وأتذكر أننى فى عامى الأول فى كلية الحقوق وجدت فى الصفحة الأولى من كتاب الاقتصاد لأستاذنا د.زكريا نصر عبارة تحتل الصفحة الأولى تقول «والقط يأكل ويستمع»، واستجمعت أطراف شجاعة خائفة لفتى آت لتوه من المنصورة، وسألت الأستاذ الكبير عن المعنى.. تأملنى باسماً وسأل مفهمتش؟ فقلت لأ. فقال «أصل الحكاية أن رجلاً طيباً كان يربى قطاً وكان يطعمه من طعامه حتى يشبع، وفيما كان الرجل يصلى لمح القط وهو يقفز ويبدأ فى التهام الطعام.. أنهى الرجل صلاته وذهب للقط وبدأ يعاتبه برفق ويذكره أنه يمنحه طعاماً كافياً، وأنه يمنحه كل رعاية ممكنة، ولكن القط يمضى، ودون توقف، يأكل ويستمع، وبعد أن فقد الرجل الأمل والثقة فى توقف القط عن سرقة الطعام أحضر عصا وبضربة واحدة قفز القط بعيداً»، وهذا بالضبط ما فعلته جبهة الإنقاذ.

والآن وبعد كل ما كان يوم 25 يناير الماضى وما بعده أكون قد فهمت تماماً. فقيادات الجماعة إذ تصمت تستثير أناساً كثيرين نبذل نحن جهداً كبيراً فى إقناعهم بضرورة التحرك السلمى ورفض العنف، لكن الجماعة تحكم وتستمتع ولا تستجيب لأى انتقادات ولا لهتافات الملايين ضدها وضد رجالها وسياستها، فيتمرد حتى الهادئون على دعوتنا لرفض العنف. فهل من عقل يمكنه أن يحمى مصر من مهاوى العنف الذى إن تفجر فى هذا الزمن المنفلت بأسلحة تباع فى أكشاك السجائر فإنه لن يبقى ولا يذر؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 2 / 2 - 12:08 )
المشكله أن هؤلاء الذين يصيحون لإخراج الأخوان (وفقهم الله) لا يشكلون إلّا 20% من الشعب , بينما ال80% منهم يريدون الأخوان , لذلك , يجب أن لا يلتفت لمساطيل الأشتراكيّه .


2 - من أين جاء هذا الإسلاموي؟!؟
حميد خنجي ( 2013 / 2 / 2 - 20:19 )
ألا تخجل قليلا يا سيد عبدالله خلف من مواقفك العصبوية البعيدة عن الحق وعن روح الإسلام ؟!؟
من أين جئت برقم الـ 80%؟! نعم تذكرت الآن؛ أن -هتلر- ادعى نفس الشئ، بالرغم انه فاز بنسبة أكثر مما قُدّم لـ-مرسي العياط- بواسطة الأمريكان والملايين القطرية
إن قوة الإخوان في مصر اليوم ومع هذه الحال المتردية لايتعدى الـ 10% على افضل تقدير بعد ان ابتعد عنهم الإسلاميون الآخرون والمتعاطفون الأميون
واضح الآن أن مجمل قوة الأسلام السياسي في مصر، بمختلف تياراته لايتجاور: الخمس أاوالربع من مجموع من يحق له حق الإنتخاب، إن نحسب المحتاجين الفقراء، الذين لايترددون في قبول السلع الحياتية كعطايا ورشاوي لا يرضى عنها العلي القدير


3 - والقط
ناس حدهوم أحمد ( 2013 / 2 / 2 - 21:15 )
مشكلة العرب قاطبة وبحكم ثقافتهم لن يكونوا إلا متعصبين فمنذ وفاة
النبي صلى الله عليه وسلم ونحن العرب نتقاتل من أجل الدنيا والسلطة والنفوذ حتى أن الصحابة نفسهم ماتوا عن طريق الإغتيال
ولا زلنا كذلك لم تؤثر فينا ثقافة السلم والمودة والإيثار كما جاء
بها الإسلام الذي لم يروا منه هؤلاء إلا الجانب الغامض بكثرة التأويل
نحن اليوم في القرن الواحد والعشرين وأحوالنا وأحوال الدنيا كلها
تغيرت
إذن ألا يحق لنا أن نتغير مع الحياة ومع متطلبات العصر ؟
الإخوان المسلمون إذا كانوا لم يطوروا عقولهم كما يجب فلن يكونوا
إلا نسخة من العهد القديم كما أن عملتهم التي حافظوا عليها بالعض
على النواجد لن يستطيع هذا الزمن صرفها لهم لأن ببساطة كل شيء
تغير وليس هناك موجود على الإطلاق منزها عن التغيير بما في ذلك
المطلق نفسه
وما دام هؤلاء الناس وهم إخواننا على كل حال لا يستطيعون تغيير أو
تطوير عقلياتهم فإنهم لن ينفعوا الأمة في شيء

اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر