الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نرغب في ديمقراطية حقيقية وليست شكلية

احمد داؤود

2013 / 2 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



يصنف البعض حكومات الاحزاب التي جلست علي سدة الحكم في وقت سابق يصنفها في قائمة الحكومات الديمقراطية .ولكني خلافا لهم اعتقد بانها ليست ديمقراطية
بالمعني الحقيقي للكلمة؛لانها ولان جاءت عن طريق الاقتراع الا انها لم تلتزم بالمبادي الاساسية للديمقراطية .وكلما عملته انها استخدمت
الديمقرطاية كستار لتحقيق بعض اجندتها مثلما يستخدم البعض اسم الاله لتحقيق توجاهتهم للدرجة التي جلعت الكثير يكفر بالاله والديمقراطية.الاول
باعتبار انه ظالم ومستبد والثانية باعتبار انها فكرة تشجع للفساد والمداهنة.وليس غريبا ان تجد في ظل تلك الاوضاع من يصف الديمقراطية بابشع
الصفات ويعتبرها فكرة غريبة لايمكن ان تطبق في مجتمع مثل المجتمع السوداني.
ورغم انها فشلت في توطين الديمقراطية او تطبيقها بصورة جيدة الا ان البعض مازال يتغني بتلك الاحزاب ويمجدها.ويسعي جاهدا الي اثبات فكرة انها
"ديمقراطية"بيد ان المنطق يثبت خلاف ذلك.وفيما ادعت تلك الاحزاب بان حكوماتها ديمقراطية الا انها تفتقر لابسط مبادئها بل وعملت علي
انتهاكها.فبدلا من ان تدع الشعب مثلا يختار من ينوب عنهم او يقوم بادارة شئونهم تقوم هي بتعينه مثلما حدث في كثير من الولايات التي بدلا من ان
يكون احد ابنائها حاكما عليها تقوم تلك الاحزاب باستجلاب اخر لايدرك شي عنها اوثقافة اهلها.
اما قضايا الحريات الدينية والثقافية والسياسية فهي ايضا كانت غير متوفرة بصورة جيدة .فالحريات غالبا ما يتم تجزيئها .كما انه يحق للسلطة الحكامة
مصادرة تلك الحريات متي مارات بانها لاتتماشي مع توجهاتها.ورغم ان الديمقراطية تعني اعطاء الفرصة اوتشجيع كافة المكونات والثقافات والاجناس
للتعبير عن ذاتها الا ان الديمقراطية التي طبقت في عهد تلك الاحزاب كانت تتحيز لجماعات عرقية وثقافية ضد الاخريات .كما انها كانت تحرمهم من
التعبير عن ذاتيتهم وخصوصيتهم عندما تستخدم مؤسسات الدولة لتكريس هيمنة الثقافتين العربية والاسلامية.
وانا حينما اذكر تلك الحقائق لا اسعي الي تبخيس اعمال الاخرين او التقليل من شانهم.ولكن بما اننا علي اعتاب مرحلة جديدة من تاريخ بلادنا فان
الواجب يلزمنا بان نستصحب تجارب الماضي حتي نتمكن من تفادي السالب منها.وتكمن السلبية في عدم قدرتنا علي توطين الديمقراطية او تطبيقها
بصورة جيدة .بل ان كل ماعملناه هو اننا استخدمنا الديمقراطية كستار لتحقيق مايتماشي مع اجدنتدنا او توجهاتنا.
وتشير كافة الادلة الي نظام الجبهة منهار .وهذا يلزمنا بان نؤسس نظام سياسي جديد يتكفل بمعالجة كافة ازماتنا.ولا يتم ذلك الا باعتماد
الديمقراطية .ولكن الديمقراطية التي نرغبها ليست تلك التي جربناها سابقا وانما هي ديمقراطية حقيقية .ديمقراطية تتيح للشعب الفرصة في اختيار وعزل
وحكامه .فالحكم ملك لكافة افراد العشب ولايمكن ان يكون حكرا علي فئة بعينها .وعندما نمنح العشب حق العزل والاختيار فاننا بذلك نمنع الاستغلال
السي للسلطة او محاولة احتكارها.
كما ان الديمقراطية التي نحن بصددها لابد ان نتيح لكافة افراد الشعب الحق في التعبير والتفكير والحياة والكرامة والاعتقاد وان نمنحهم في ذات الوقت
كافة حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.ديمقراطية تساوي بين جميع المواطنين بغض النظر عن اعراقهم او ثقافاتهم او اجناسهم وتحميمهم من
الاكراه والقسر.ديمقراطية تنزع الحصانة عن كل شخص طالما انه ارتكب مايعتبر جرم في العرف القانوني بل وتقدمه الي محاكمة عاجلة وعادلة
.ديمقراطية تعتبر رئيس الجمهورية مثل اي شخص اخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليست وسيلة للحكم ولكن
عدلي جندي ( 2013 / 2 / 2 - 12:50 )
عفوا الديمقراطية ليست وسيلة ....ولكنها عقيدة وثقافة... تحياتي

اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا