الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هللويا .. هللويا !

وفا ربايعة

2013 / 2 / 2
الادب والفن


(1)
رِسالةٌ سرّيةٌ إلى السيد "ن" :
في البَعيدِ .. غيمُكَ شُعلةُ دفئي ، وسوارُ الخطيئةِ ما يزالُ يرتدي وقتنا هُناكَ قُربَ شارِعِ "الحُسين" في عمّان ، حيثُ كُلُّ السكارى يشربونَ فقرَهُم ، وأنا أُشدُ وجهٍك صارياً لحُطامِ قدَري ، حينما يلتهِمُني المارّةُ وأنا أُفتشُ عن كُتُبِ ظِلِّكَ في المدينة ..
لا تُصدّقني ، فأنا لَم أبرَح سريري ، وأنتَ ما تزالُ وحلاً يعلقُ ثيابي ، كُلَّما همسَ المطرُ لنوافِذي : " أُحبُّهما " ..!!

(2)
إنّهم يموتونَ فرادى .. !!
وأنتَ تحتمي بالمطرِ من الذكرياتِ المُتراشِقةِ أُغنياتٍ مُتتاليةً.. جوليا بطرس / أمل مرقص / لينا شماميان / ماجدة الرومي .. وَحدَكَ تتعرّى حينما يخطفُ الغيمُ قُبلةً ضوئيّةً مِنَ الطقس .. تسكُنكَ الكُتبُ لتُضاجِعَ ضجرَكَ .. ؤلا مُعتركَ فيكَ إلا للصمتِ .. ولتحطيمِ القواعِدِ الأثيريةِ المزاجيّة ؛ سأسمعُ الموتَ فيكَ .. أُنظفُ باحةَ الليل الموسيقيّةَ وأنتظر مع الصفحة 67 مِن قَرابينِ غِناءِ "طاغور" .. أمنحُ نفسي وقتاً للانتظارِ .. لأنهم بكلِّ بساطةٍ ، يموتونَ فرادى يا صديقي !!

(3)
سَيدي العزيز "ن" :
أنني أحتفي الآنَ بِالمطر ، تماماً كما حلُمنا بالأمسِ ، وكما تنبأتْ ليَ العرّافةُ قبلَ ألفِ خيبة ، وأشربُ نخبَ صِحّتيّنا في خِضمِّ إضرابِنا المفتوحِ عن الحياة ، ونحنُ نستمتِعُ بالموتِ الذي تُخفيهِ لَنا الحيطانُ الأربَعْ ، وبكمِّ الاكتئابِ الذي تُخلِّفهُ مقطوعات " تشايكوفسكي " في دمائِنا .. أعلمُ أنني كاذبةٌ لدرجةِ اختلاقي حفلةً تنكُّريّةً يرتدي فيها الحاضرونَ وجهَينا ، ونحنُ نتغيّبُ عنْ الحُضورِ لِــ "دواعٍ أمنيّةٍ " .. وأعلَمُ أنَّ مُخيّلتي المريضةً ، تتصوَّرُ السماءَ تُفاحةً يقضِمُها الغيمُ ، لدرجةِ أنني أصبحتُ أخافَ أن تسقُطُ بقاياها فوقَ رأسي ، وما أن أنتهي مِن تجرُّعِ القهوةِ التي أسميتُها "فودكا الأرقْ" .. حتى أسيرَ بقلبٍ مفتوحٍ يلعبُ الغُميضةَ مَعَ سُطورِكْ . وبالرغمِ مِن كُلِّ الجلبةِ التي أُحدُثها وحدي ، ومِنَ الرقصِ المتواصِلِ معكَ طوالَ الليل ، أُفتِّشُ عن سريريَ المُصابِ بالسُلِّ ، والمليء بالجرذانِ التي تملأُ عقلي ، أُفتشُ عنهُ ، علّني أُفيقُ مُعافاةً مِنَ الصُداعِ ..
ومِنكْ !!

(4)
عزيزي السيد "ن" :
الواحاتُ الماطرةُ التي زرَعتَها في صحارِيَّ بالأمس ، تقتُلُ شوكَ غيابِكَ ، فها أنا الآنَ لا أجِدُ ما يبعَثُ على الرقصِ والدورانِ خفيةً بينَ شوارِعِ انكساراتِنا الكثيرة ، والمعجونة بالمُنعطفاتِ التي لا تخبؤ لَنا سِوى الفزَعَ والفواكِهَ الشهيّةَ التي نتناوَلُها عندما لا يَرانا أحد .. أنا الآنَ يا صديقي ، أحتالُ على حُروفيَ وعلى وَعدِكَ بالرُجوع ، أحتاجُ للحيرةِ حتى أقتٌلَ روتينَ الانتظار، وأُشرِّعَ ذراعيَّ للكواكِبِ حتى تجيءَ بِكْ، فأنا أرغبُ في بقاءكَ حُلماً مُستحيلاً، لتكتَمِلَ لائحةُ ادعائيَ على القدَرِ الذي أنهكَتهُ مُخيِّلَتي المخلوقةَ مِن جُدرانٍ أطوَلَ مِن هامتي، وأقصَرَ مِن حُضورِك ..
لذا ؛ لا يَحزُنكَ اليومَ غيابُ فساتينِ رقصي عَن بلاطِ مساءك، لأنني قرّرتُ وجنوني ، استنزافَ كُلِ لحظاتِ الألمِ المُقدَّسِ الذي قرأناهُ مرّةً في عينيِّ "نينو " الحزين مُنذُ عُصورٍ في قرطاج، في البحثِ عمّا لا نمتلِكهْ ، سأحمِلُ مَتاعي هذا المساء ، وسأجوبُ مَعَ ابتسامتي كُلَّ المُدنِ التي لَم نزُرها قبلاً، وستعِدُني بالبقاءِ بِجوارِ غناءِ أرضِنا المُقدَّسة إلى أن أعود مِن خيبتي ..
أُحِبُّنا ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07