الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظل الوقت ...؟

سيمون خوري

2013 / 2 / 2
الادب والفن




جمعت قصاصات عمري من بين صفارات السفن، ومن فوق قضبان سكك الحديد المهاجرة.
في مدن مزدحمة بالدخان، والقلق والعلقم، والمهاجرين وأحذية متهرئة.
فلا تبحث عن الفرح في مدن صدئة ،تتقيأ جوعاً ومرارة.
فالفرح من حق الكلاب والقطط والحيتان الكبيرة.
فلا معنى لاحتجاجك، ولا لصرخاتك...
ولا تحلم بزهر عباد الشمس،وشقائق النعمان
فكف عن الصخب والضجيج .
ولا تتذمر ...فهذا قرار إله محجوب بالسواد.
ماذا تغير..؟
لاشئ ..؟
كنت أنتظر تغير إشارة المرور من الأسود الى البرتقالي ..
لكي أعبر الأرخبيل سيراً على الأقدام.
بيد أني بقيت أنتظر طيلة عمري فرصة للهرب من ظل الوقت.
وتغير الإشارة الضوئية.
تقاسمت ظل الزمن مع ظل الصمت.
اختفى ظل شجرة الزيتون والسنديان .
والتهمت الجرافة دبيب الأرض.
أترى كيف يمر الوقت الأسود بطيئاً ..؟
ماذا تغير ..؟
لا شئ ..لا شئ ...
حملت قلقي عبر السنين، وصلبت روحي كإعلان ضوئي
في كافة الشوارع الخلفية لمدن تتقيأ بقايا دخان أسود
تغيرت فيها كافة إشارات المرور . في مدن تحمل أسماكه الصغيرة الملونة، جواز سفر الى عالم وهمي.
تمطر فيه السماء إشارات استفهام وتعجب مما جري و يجري...
ماذا جرى لعالم الأرض ..؟
بشر يغادرون بسرعة قبل موعد الرحلة الأخيرة..؟
صرخت عرافة " دلفي "
أيتها الإلهة الملونة، جرفت السيول السوداء كافة الحروف المزركشة
فأين المفر..؟
قالت الآلهة، امتطي جناح فراشة، صوب قوس قزح قادم
يحمل في أحشاءه نشيد الأناشيد
فالفرح لم يولد بعد ..
فلا تجزعي.
وصبرت كسلحفاة تتسلق قمة جبلاً.
ماذا تغير..؟
لا شئ فقد وجدت رسالة ميتة تحت أزيز الباب،
تقول أن ظل الزمن الأسود قد سرق فرحي.
وأن الصمت سرق صخب البحر.
وأن صوت القذائف خلخلت ذبذبات الريح
وأن الفصول الأربعة إختفت من خارطة الأرض
ولم يتبقى سوى الشتاء الأسود الصحراوي
فماذا تبقى لك ..من ذاك الفرح الذي حلمت به...؟
آه ...آه ...
فتتني الزمن أحجاراً صغيرة مثل عنقود عنب انفرط عقده
قالت الأحجار الصغيرة،
كنت في زمن مضى حجرُُُ كبيراً، بيد أني كنت فاشلاً في قراءة لغة العيون.
كنت أعشق ضحكة العينين، وأبحث عن وردة، وكتاب، وكأس نبيذ.
ويد صغيرة تعبث بشعري وتدغدغ أذني بسنبلة قمح.
بيد أني أضعت عمري في حفظ درس لا ضرع له ، وفاجئني الشتاء برعده ووعيده.
وعدت أبحث من جديد عن ربيع جديد تضحك فيه كل العيون حتى الحولاء.
ماذا تغير..؟
لا شئ ..؟ فقط غابت ضحكات العيون الناعسة ، واختفى الكتاب وكأس النبيذ.
وبقيت أعاقر فرحي الغائب عن الحضور، باحثاً عن جناح حرف أطمئن اليه.
ترى ماذا تبقى ..؟
لا شئ إنها إشارة المرور السوداء، التي التهمت كل الأضواء الأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طال غيابك
شامل عبد العزيز ( 2013 / 2 / 2 - 10:03 )
الحمد لجميع الآلهة انك بخير
لم يتغير شئ
نعم
ستبقى الإشارة السوداء تلتهم كل الألوان ولو إلى حين
هذه هي رحلة الإنسان في الحياة
بين ولادة ورحيل
لم يتغير شئ
ولكن دائماً يبقى هناك بصيص امل لأجيال تلد وهذه هي الحياة وهذا هو ديدنها وهذه هي سنتها
خالص تحياتي لكبيرنا سيمون العزيز
قاوم بكل ما تملك من قوة


2 - الاستاذ سيمون خوري المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 2 / 2 - 10:29 )
تحية وتهنئه بالعام الجديد مع امنيات بالعافيه
سيستمر الصراع بين الزعتر و الزيتون من جهة والجرافة وسواد الشتاء القارص من جهة اخرى
لك اطيب الاوقات مع ضحكات العيون من حولك


3 - إلى الصديق الرائع سيمون خوري
غـسـان صـابـور ( 2013 / 2 / 2 - 10:59 )
قبل كل شيء أهلا بعودتك....
اليوم كلنا في الهوا سوا... نعيش في العتمة.. ننام في العتمة.. ونستيقظ في نفس العتمة... توقظنا صرخات تكبير...تكبير...تكبير... لتذكرنا أن الموت والعتمة تــســيــطــر على العالم... وأن الجهل والجهالة أصبحت شــريـعة مقبولة!!!.....
ولكننا لن نموت فيل أن نخرج من السراديب المعتمة التي فرضت علينا... وسوف نرى بداية النور... لأننا نملك الكلمة.....
وحتى نلتقي... لك كل مودتي وصداقتي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ ليون فــرنــســا


4 - تحية للغائب الحاضر
محمد ماجد ديُوب ( 2013 / 2 / 2 - 13:43 )

لئن تكسر صوتك

لئن تشقق صبحك

لئن أنت فرد أمام الظلام

فلا تنحني

ولتكن قامتك

مثلما حورة نسغها من ندي الصباح

ينبض في غصنها الكبرياء

ليس شيئا جنون القدر

كن مثلما لحظة عابرة

فيها شوق ووجد

فيها كره وحقد

مع خالص المحبة والتقدير


5 - ظل الاستاذ سيمون خوري
عبله عبد الرحمن ( 2013 / 2 / 2 - 17:04 )
الاستاذ المبدع سيمون خوري
يتبقى لنا دوما فرحة ابداعك المنتظر
اذ لا شيء لا شيء يساوي فرحة قراءة ربيع كلماتك التي تمنحنا الامل رغم الالم النابض فيها
نشكرك استاذ سيمون على هذه الطلة المميزة
واعطاك الله الصحة


6 - مرحباً بكم ولا للظلام
سيمون خوري ( 2013 / 2 / 2 - 17:44 )
الى كافة الأصدقاء تحية لكم وشكراً وأعتذر عن هذا الغياب الطويل لأن المرض لوحدة لا يكفي لذا فقد تعرض جهازي وبريدي السابق الى عملية قرصنة وسطو من قبل بعض صراصير الليل. بل وصل الأمر الى حد إرسال تهديدات سخيفة لا تعبر سوى عن قصور فهم وعجز فكري وضحالة ثقافية . وهذا مما أدى الى استلام العديد من الأصدقاء رسائل واردة من بريدي السابق. وقد اقتضى علاج ذلك وقتاً طويلاً . لا سيما وأن علاقتي بهذه التكنولوجيا مثل علاقة الأمازوني بعلم الفضاء. على كل حال .أمل عدم التعامل مع بريدي السابق مع تقديري ومحبتي للجميع مرة اخرى نتمنى لسورية وبلدان الشتاء الأخرى الأستقرار والعدالة الإجتماعية وتحقيق الديمقراطية ودحر الظلام ولموقعنا الحوار المتمدن أن يبقى الشعلة التي تساهم بإضاءة درب الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ولكافة العاملين به كل تحية وتقدير ومحبة...سيمون خوري


7 - تجد رسالة ميتة تحت الباب ولا تجد رسالتي؟
ليندا كبرييل ( 2013 / 2 / 2 - 23:33 )
تحياتي عزيزنا الكبير
هل وصلتك رسالتي على البريد الشخصي أم ضاعت مع عملية القرصنة؟
الذي قرصن على بريدك ليعلمْ أن لك محبين يسألون دوماً عنك، لكننا لا نعرف له اسماً لنقول له تفضل وانضم إلينا لتتعلم كيف يكون الاجتماع على محبة الإنسان؟
سلامة عليك يا أستاذ سيمون، قلقت عليك، ورجوت أن تكون بخير ، والحمد والشكر أنك هكذا ، مع أن لهجتك تعبر عن بعض الحزن في مقطوعة فنية جميلة ، قرأتها على أنها شوق إلى الأصدقاء الذين يملكون إشارات مرور بكل الألوان ..
تعال إلينا .. فالكل في سؤال عنك ورجاء أكيد أن تظل بخير وسلام
المحبة .. مع الاحترام والتقدير


8 - الى الأخت عبلة وليندا
سيمون خوري ( 2013 / 2 / 3 - 09:27 )
الأخوات الأعزاء شكراً لكما لم أتمكن من قراءة رسائلكم القديمة لشديد الأسف حتى .عناوين الأصدقاء خسرتها إضافة للعديد من الملفات المهم إطئننت أنكم بخيرسأحاول التواصل معكم عبر بريدي الجديد. واتمنى لكم كل الخير والمحبة....سيمون خوري


9 - في البدء كان الكلمة
عدلي جندي ( 2013 / 2 / 3 - 11:47 )
في البدء كان الكلمة والكلمة الصادقة حياة ..حمد للآلهة علي إطلالتك وسلامتك ..تحياتي


10 - الكاتب المحترم سيمون خوري
مريم نجمه ( 2013 / 2 / 3 - 18:57 )
إسمك صديقي المناضل العريق سيمون شعرك حضورك قلمك قلبك هو نبض وربيع
وجمال وفرح الحرية وصدق المشاعر الإنسانية ..

الإرادة الثورية قاهرة الزمن والماّسي لأنها من جذور الفداء وبركة الزيتون المعمّر في تربة القداسة , ودماء المصلوبين ..
دمت لنا وللحوار مدرسة وشعلة مضيئة.. وسنبقى نغني معاً للفرح والحرية وأنت دوماً في المقدمة
تحياتنا لك أخ سيمون مع الصحة الوفيرة


11 - شكرا لآلهة العشق والجمال على سلامتك
حميد كشكولي ( 2013 / 2 / 3 - 19:43 )
العزيز المبدع سيمون
لقد افرحتنا بطلتك البهية و احمد آلهة العشق و الجمال على سلامتك.. قصيدتك هذه تمتعت بها كثيرا و اشعر أن أوتارها تعزف على أوتار قلب قصيدة لي كتبتها قبل 9 سنوات ، وتتناغم معها :
ومنذ عشرين عاما أحمل حَجَرك في حضني ,
فلم ألق الذي عليه يفديني,
و هاأنذا أعود إلى محرابك ؛
بعد أن عرفتُ أنّ للحجر أيضا حافات السكين.
أعود لأشهد للمطر حنوه كالأم على ضفائر النخيل ،
و حين يفرش ببرده ياسمين الفناء؛
و يمسح ظهر القط بمعزوفات الماء و فواح التنور.

أعود لأتأمل أمام الموقد روحا تُطِل على دفتر أشعاري؛
تهدهده في حضنها؛
تهوي فيه ؛
فأهيم أبحث عنها أبدا في دهاليز الرمال وأنفاس الريح
... شكرا لهذه اللمحات العظيمة


12 - الاستاذ المبدع سيمون خوري
عبله عبد الرحمن ( 2013 / 2 / 10 - 11:47 )
تحياتي استاذي المبدع سيمون خوري
دامت صحتك بالخير
نتفيأ ظل كلماتك وابداع كلماتك
الاستاذ المبدع سيمون اريد ان اكتب لك عنواني البريدي من اجل ان اتواصل معك
الاطمئنان عليك حاجة
بريدي الالكتروني [email protected]
دامت صحتك بخير

اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع