الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يخلص الإسلام من الإسلاميين؟

محمد جمول

2013 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



حين أصدر صامويل هنتنغتون كتابه "صراع الحضارات"، تحدث فيه عما أسماه "قوس الأزمات" الذي يقف العالم على أحد جانبيه بينما يقف المسلمون في الجهة المقابلة ضمن صراع عالمي بين قوتين لا يمكن أن تحكم العلاقة بينهما سوى نتائج الحرب. ومعروف هنا من هو الأقوى. ومعروف أيضا من ينتصر في مثل هذه الحالة. وفي وقت لا حق كتب هنتنتغون متسائلا: لماذا هناك أكثر من عشرين دولة تشهد حروبا في العالم وكلها تقريبا إسلامية أو يشكل المسلمون طرفا فيها؟
لابد هنا من العودة إلى موجة الذعر والكراهية التي سادت وسائل الإعلام الأمريكية والغربية عموما بعد ضرب البرجين في 11/9/ 2001 في الولايات المتحدة. وفي حينه كان التركيز واضحا على وجود 15 سعوديا من أصل 19انتحاريا ساهموا في ضرب البرجين. وكان هناك حديث في تلك الوسائل الإعلامية عن مبالغ وصلت إلى 80 مليار دولار أنفقتها السعودية لنشر الفكر الوهابي في مختلف أنحاء العالم. وأن المطلوب أضعاف هذا المبلغ للحد من آثار هذا الفكر الذي حول كل مسلم في العالم إلى متهم يمكن أن يكون حاملا لحزام ناسف أو قائدا لسيارة مفخخة بنظر الآخرين.
من المفيد الإشارة هنا إلى أن هذه الفوائض المالية الضخمة توافرت من طفرة أسعار النفط بعد حرب تشرين في العام 1973 حيث دفع السوريون والمصريون دماءهم من أجل فلسطين وقبض البعض ثمنها دولارات. لكن هل يحق لنا التساؤل بعد كل ما رأيناه من تحولات وانتشار للفكر التكفيري في العالم، وما ينتج عنه حاليا من تشجيع للقتل باسم الله والدين، إن كان الغرب أراد ونجح في تظهير صورة للإسلام تناقض كل ما جاء به رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. وصرنا نرى المتأسلمين في سوريا وغيرها يذبحون الناس وهم يقولون " الله أكبر. سبحان من حلل ذبحك" فهل فعلا حلل الله ذبح الإنسان؟
من يستعرض خارطة العالم لا يجد صعوبة في إثبات صحة معلومات هنتنغتون. هناك أكثر من مائتي دولة في العالم ومئات الديانات، منها السماوية وغير السماوية، فلم كانت الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وقطع الرؤوس بالسواطير والسيوف وأمام ا لكاميرات من اختصاص المسلمين وحدهم؟ وإذا كانت الأديان السماوية صادرة عن إله واحد، لماذا حلل هذا الإله للمسلمين وحدهم مثل هذه الممارسات، وأمرهم بها، أم أننا أمام حالة انحراف مخيفة تم من خلالها تغييب ودفن التعاليم والقيم الحقيقية لهذا الدين لتطرح تعاليم وقيم بديلة هي التي نراها تحرك جنون القتل والحقد على امتداد الكرة الأرضية من بوكو حرام إلى عسكر طيبة وجماعة أبو سياف إلى القاعدة التي أوشكت أن تصبح التسمية الأخرى للأسلام. وبعد هذا كله نستغرب أن يقوم البعض في البلدان الغربية برسم الصور المسيئة للإسلام أو صناعة الأفلام المسيئة للرسول أو حرق القرآن. فهل نعمل نحن على إظهار صورة الإسلام العظيمة السمحة كدين عظيم أنتج حضارة غيرت وجه التاريخ والبشرية؟ أم أننا نقدم للآخر، والمقصود هنا الإنسان العقلاني والسوي، هذه الصورة التي يجب أن نفهم أولا أنه لن يستطيع تقبلها ولا فهمها. فكيف يفهم أن القتل العشوائي والجماعي باسم الدين يمكن أن يكون مقبولا وهو الذي يعمل على وقف القتل باسم شركات صناعة الأسلحة وأصحاب المصلحة في استعمار الشعوب منذ عشرات السنوات؟
فهل هناك من مصلحة مشتركة بين الطرفين: من يمارسون القتل باسم الله ومن يمارسونه باسم مصانع السلاح؟ هل هناك صفقة يمكن القول إن معالمها بدأت تتوضح: خذوا السلطة في البلدان الإسلامية وساعدونا على استمرار حروبنا ومتابعة إنتاجنا للسلاح؟
وهل نجح أعداء الإسلام من الطرفين في تحقيق أهدافهم. من الواضح أن تباشير النصر بدأت بالظهور عبر نشر قناعة في مختلف بلدان العالم تقول إن المسلم شخصية لا يهمها إلا القتل والتدمير. ومن هنا كان لافتا انتشار ملايين الملصقات في المدن الأمريكية قبل شهور تقول " Defeat Jihad. Defen Israel" (أي دافع عن إسرائيل وقاتل الجهاد). لقد نجحوا في زرع القناعة لدى الناس بأن الجهاد يعني فقط قتل الآخر بعد تكفيره. وهذا الآخر هو كل من يحمل فكرا مغايرا لفكر هؤلاء القتلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ومن يخلص سورية
سوري فهمان ( 2013 / 2 / 2 - 15:15 )
ومن يخلص سورية من المنحبكجيه المنافقين


2 - من يحمي اخانا الأنسان من الأسلام و...
ميس اومازيغ ( 2013 / 2 / 2 - 17:38 )
يا رجل تقبل تحياتي/اعتقد ان العنوان كان يجب ان ياتي على الصيغة التالية:من يحمي اخانا الأنسان من الأسلام والأسلاميين؟ ثم ياتي بعد ذلك تحليل الموضوع بما من شانه
توظيح كون هذا الدين هو اداة اجرامية استعملت سابقا في غزو شعوب آمنة مسالمة وما تزال تستعمل باسم عالميتها باستعمال ما امر به من جهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس وباسم (قاتلوا اللذين لا يومنون بالله واليوم الآخر حتى يومنوا او يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون)هل تعلم ان الحكمين الأسرائلي و الغربي لا يعلمان ما يدعوا اليه هذا الدين ام ما تزال تعتبر ما ورثه ابناء شعوبنا عن اسلافهم من اسلام شكلي هو الأسلام؟ ان المسلم قنبلة موقوتة يا رجل وبمجرد ما يدرك كنه هذا الدين واوامره لن يكون امامه الا احد الحيارين اما سفك الدماء لحمل الغير على الأيمان والأستسلام لمعتقده واما ان يجهر بكفره بهذه العقيدة والخيار الأخير لن يكون الا من حظ العقلاء
تقبل تحياتي


3 - تصحيح
ميس اومازيغ ( 2013 / 2 / 2 - 17:57 )
اعتذر عن الخطاء فيما اوردت(هل تعلم ان الحكيمين...)اذ الصحيح هو هل تعتقد ان الحكيمين..


4 - ...............
كارلوس ( 2013 / 2 / 3 - 05:38 )
أخي الكاتب عن أي صورة عظيمة و عن أي قيم تتحدث هذا الدين لم يكن يوماً من الأيام سمحاً أو ذي قيم عظيمة و أين هذه القيم فيما حدث و يحدث و سيحدث من قتل و اغتصاب و ذبح بحجة الكفر و تحليل مصادرة أملاك و نساء الكافر و هذا كان من لحظة انطلاق الدين الحنيف و حتى هذه اللحظة و هو لم يكن يوماً غير ذلك محمد نفسه أمر بقتل الالاف سواء من بني قريظة أو القوم الذين سرقوا الجمال بعد أن شربوا من أبوالها( بحسب السنة) و ألبانها
كيف تريد من الآخر ان يعرف و يفهم ما جاء به خير المرسلين و هو القائل: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله...- البخارى جـ 196:4
سيدي الإسلام الصحيح هو إسلام القتل و الغزو و السبي و نكاح الصغير لأنه ببساطة هذا ما جاء في القرأن و السنة و كما قيل في التعليق رقم2 المسلم أمامه خيارين إما ان يكون مجاهداً في سبيل ربه يقتل المشركين و يسلب و يسبي او أن يكون ملحداً كافراً مرتداً يطبق فيه الحد
تحية لك


5 - ...................
كارلوس ( 2013 / 2 / 3 - 06:09 )
و انا هنا أرى خياراً ثالثاً و هو المتبع حالياً من معظم المسلمين الذين يدعون الوسطية و هو خيار مبدأ التقية أي أن يكون منافقاً مدعياً الصلاة و الصوم مخافة الاتهام بالكفر و الزندقة و تحلل دماؤه و ماله و نسائه للمجاهدين الموعودين بالجنة و حور العين
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم – التوبة
وقوله : ( واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد ) أي : لا تكتفوا بمجرد وجدانكم لهم ، بل اقصدوهم بالحصار في معاقلهم وحصونهم ، والرصد في طرقهم ومسالكهم حتى تضيقوا عليهم الواسع ، وتضطروهم إلى القتل أو الإسلام ؛ ولهذا قال : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ( ابن كثير ) هل يستطيع أحد ان يشرح للآخر أي الانسان الغربي كيف تكون هذَه الرحمة مع كل هذَا القتل و أي اله هذَا الذَي يطلب من أتباعه أن يقتلوا باسمه في كل مكان و أن يتبعوا المشركين إلى منازلهم و قتلهم

اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة