الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متاهة الحرب والحب

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2013 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


متاهة الحرب والحب

عبله عبد الرحمن

الدقائق تمر طويلة وثقيلة، والانفاس كانت تشرئب بين الحين والاخر بانتظار اليد الملوحة بالامل، الصخب الاتي من اعماق النفس يُبقي الوقت متيقظا لوعد ليس متخيلا ألا يأتي، وعود النفس دوما صادقة، كالشمس حين تتألق بثوب اليوم الجديد، على خجل تبدأ همسات اصواتنا حتى ياخذنا صخب الحياة ويلعب بنا شمالا وجنوبا فينقلنا فوق السحاب مرة ومرات كثيرة نكون حيارى بانتظار حاجات ضلت طريقها الينا وكأننا فقدنا بوصلة التواصل مع انفسنا حتى صار حالنا اقرب الى الطلاسم، كثير من المرات ننسى ان نسال انفسنا الى اين، وما الذي نريده.
نحلم دوما ان نلتقي وحافلة الحياة ولو لمرة واحدة اذ الخطوات دوما في لهاث حتى تضيع وجهتنا ويضيع منا الزمان.
حين يسكن الحزن انفسنا لا نستطيع ان نرى جيدا لان الاهداب تكون قد اثقلت بالدموع، كم يبقى من الوعي لنقول ونحاجج ان خطواتنا ما زالت تطرح صوتا وان ضعيفا على هذه الارض التي تترنح بالدم اكثر منها بالمطر.
كل الايام صارت صاخبة مثل يوم الجمعه الذي اصبح وعيدا لرصد الاصابات وعدد القتلة ومحطات الوداع، وقد كان فيما مضى عيدا وموعدا للافراح.
رعشة الانتظار تستنفذنا وقد تبدلت الى قشعريرة في هذا البرد الذي طال واستشرى، متى نستطيع ان نلبي صرخة طفل لاجئ بالعودة الى بيته وسريره المصنوع من الواح الخشب المهترئة، لكنها بيته، متى تشارك الابنه امها شقاء البكاء وقد سمعتها صدفة تبكي والدها الذي قتل ولن يعود، وقد كانت تتمنى لو انها تشاركها احلامها ونجاحاتها، متى يعود الانسان الى احلامه العادية ويحيا بأمان وليس بقانون طوارئ.
متى تنتهي طوابير الانتظار والاعاشة، ولا نعود كأعجاز النخل الخاوية مسلوخين عن اجسادنا في عالم ظلامه دامس.
مشكلتنا اننا اصبحنا الاكثر براعة في توقع المصائب، اذ لا نتوقع ترف الفرح لانه ما عاد من حقنا ما دمنا قد فشلنا في استكمال حلم الربيع الذي اصبح خريفا علينا حتى صرنا نتحسر على الايام البالية.
الفوضى لم تعد خلاقة في هذا الزحف اليومي الفار من آلة الحرب، وحمّى خيبات الامل تصيبنا جميعا حتى لا تستثني احد.
نحتاج الى معجزات ونيات طيبة للخروج من هذا المستنقع الذي يزداد تغولا.
رحماك يا الله: كيف الخروج من هذه المتاهة، تلك الصرخة كانت على لسان بطل رواية الجنرال في متاهته، وما زالت الصرخة نابضة واشد قوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا أمل في الخروج من هذه المتاهة الآن
ليندا كبرييل ( 2013 / 2 / 3 - 07:52 )
الحسابات الدولية التي تغذي الحرب والنزاعات فوق مصلحة المواطن
نحن وقود الحرب عزيزتي الأستاذة عبلة ، اضطر أقاربنا لنقل ابنتهم إلى جامعة أجنبية وبتكاليف عالية ومرهقة لأن الجامعات قد أغلقت أبوابها بسبب الحرب، وإذا كانت أحوال أقاربنا المادية جيدة تسمح لهم بذلك ، فماذا يعمل المعتّر المسكين الفقير ؟؟
وإذا كان أهل الفتاة يشترطون على الشاب لإتمام زواجه من ابنتهم أن يعمل وقد فقد وظيفته بسبب احتراق محله وبقي على الحصيرة، ماذا يفعل كل هؤلاء وغيرهم الكثير من المآسي التي نسمعها في الوقت الحاضر
مع الأسف . نطلب السلام والأمن لبلادنا
مع احترامي وتقديري


2 - الاستاذة المبدعة ليندا كبرييل
عبله عبد الرحمن ( 2013 / 2 / 3 - 16:30 )
تحياتي وتقديري استاذة ليندا
ما اصعب ان نعايش الالم ونمر عليه ولا نستطيع ان نفعل شيء ازاءه حتى الكلام يصبح خالي من حلوه
في مخيم الزعتري حكايا الم وبؤس واحلام من غير امل اطفال يصارعون البرد والمرض بالصراخ لا شيء يتحقق والخطى تبعد شيئا فشيئا عن امل العودة
وكما قلت صديقتي الانسان هو وقود الحرب
حتى الاماني صارت مستحيلة
تسعدني طلتك وقلمك المبدع
كل التحايا والاحترام


3 - عالم بلا معجزات
سيمون خوري ( 2013 / 2 / 7 - 17:38 )
العزيزة عبلة المحترمة تحية لك قرأت اليوم مقالتك هذه وهي جميلة لكن العالم لا تصنعة المعجزات كما تعرفين . المهم انك بخير فقد فقدت عنوانك الأيميل وفقدت معه معظم ما لدي من مواد وملفات وعناوين . لذا بإنتظار عنوانك على أمل عودة التواصل ...سيمون


4 - المبدع سيمون خوري
عبله عبد الرحمن ( 2013 / 2 / 7 - 17:49 )
الاستاذ المبدع سيمون خوري
فرحة كبيرة انك بخير
حقا العالم لا تصنعه المعجزات ولكنه اصبح صنيع اناس لا يقدرون معنى الحياة ويعشقون اللؤم والمؤامرة وحب الذات
مهلا استاذي العزيز معك لا يمكننا الا وان نتذكر كل ما هو جميل وساحر
ايميلي هو [email protected]
بانتظار رسالتك حتى اتمكن من مداومة الاتصال معك


5 - لا سبيل للخروج سوى بالوعي
فؤاده العراقيه ( 2013 / 2 / 7 - 22:17 )

أهنأ فيكِ اسلوبكِ الشيق وكلماتكِ ا
رحماك يا الله كيف الخروج من هذا المستنفع ؟؟
كلمة بقينا نرددها لقرون ولا من مجيب
واصبحنا اكثر براعة في توقيت مصائبنا وما عاد من حقنا ان نفرح , فلا زال الطريق شائك امامنا ولمن يبقى لدينا الأمل كبير
محبتي لكِ


6 - الاستاذة فؤادة العراقية محبتي لك
عبله عبد الرحمن ( 2013 / 2 / 8 - 09:14 )
الاستاذة فؤادة العراقية كل المحبة والاحترام
اشكرك على هذه التحية الرائعة والنابضة بامل النجاة
ليتنا نتنفس افراحنا لا احزاننا في هذا الزمن الذي يفيض بالنكبات
كل المحبة استاذة فؤادة العراقية

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة