الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراقيون معاً .. تجمعنا الروابط المشتركة والمصير الواحد

عباس ساجت الغزي

2013 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



امتاز العراق على مر العصور بمكوناته المتعددة ، بأطيافنا.. قومياتنا ومذاهبنا تجمعنا في عراقنا مقومات هي أساس تكويننا في المجتمع ، ارض العراق بترابها وثرواتها ملك لنا جميعا هي الوطن و قدرنا أن نعيش ونموت فيها وهي أساس قيام المجتمع الذي نفتخر أن نكون نواته وبذرته الصالحة التي تحفظ وحدته وتماسكه وديمومة قوته .
ولنا حضارة هي انعكاسات ثقافتنا على مر العصور فيها أجدادنا صنعوا المجد والخلود ونفتخر بأنهم الوجه المشرق للعالم ، ومن حضارتهم تعلم الإنسان الكتابة وفي طينتهم خطوا الحرف الأول في سومر لينير العالم بنور المعرفة ، وخطوا على حجر الديوريت الأسود في بابل مسلة سميت باسم مشرعها الملك حمواربي الذي أدرك أهمية معالجة جميع شؤون الحياة ، وأول من سنَّ القوانين التي تحفظ واجبات الإفراد وحقوقهم في المجتمع .
وتاريخنا المشترك الذي صنعناه بملاحم الفكر والعزيمة في تحقيق المنجزات التي كانت منهل للأجيال ودروس في العمل والصبر والعزيمة والإصرار ، والتي ضربت أروع الصور في الوحدة والتآخي في صد العدوان والحفاظ على الأرض والحضارة والموروث وتوحيد المشاعر والعواطف لما لها من دور مهم في الوحدة الوطنية .
وتربطنا مصالح وأهداف مشتركة فنحن جسد واحد في توادنا وتراحمنا ولي في الحديث حكاية حدثت معي ، ذات يوم كنت اعمل مراقب عمل ( فورمن ) في شركة مقاولات تعمل على مد طريق بين محافظتي ذي قار وبغداد ، وكان يعمل معنا مقاول من مدينة الانبار الحبيبة وهو يملك العديد من آليات الحدل ولديه سيارة صالون خاصته نوع مارسيدس موديل حديث في وقتها ، وفي احد الأيام والوقت كان الظهيرة كنا في موقع العمل قرب ناحية الغراف وحضر المقاول بسيارته وأوقفها على الكتف الترابي من الطريق ، وترجل نحونا فتجمعنا حوله وكنا سبعة أفراد في موقع العمل من مربع الطريق ، وإذا بسيارة مسرعة متجهة نحونا كانت نوع نيسان صالون توقفت ونزل منها أشخاص مسلحين ملثمين عدد أربعة من غير السائق الذي بقي جالس في السيارة وهو يصوب مسدسه نحونا .
صرخ احدهم علينا وهو يصوب بندقيته .. أين المقاول ؟ خيم السكون علينا ولم نتفوه بكلمة ، كرر السؤال وهو ومن معه يصوبون بنادقهم على صدورنا .. فلم يتكلم احد منا ، أعاد السؤال بصيغة أخرى لمن هذه السيارة ؟ لم نتكلم .. فأطلق رصاصات على الأرض تحت أقدامنا وهو يصرخ .. أين مفاتيح السيارة ؟ وإلا قتلتكم جميعا .. فرمى المقاول المفاتيح على الأرض ، التقطهن احد الأشخاص الملثمين وصاح على الأخر خذ المفاتيح وادر محرك السيارة ، وأدار بوجهه نحونا وأشار إلى المقاول .. تعال هنا يبدو انك المقاول ، سحبنا الرجل خلفنا وكنا درعا له ، فأطلق الملثم عياران في الهواء .
كنا ننخفض إلى الأرض لتجنب الإصابة ، وإذا صوت بقوة من قرب سيارة المقاول .. ارموا أسلحتكم جميعا وإلا قتلت صاحبكم ، نظرنا وإذا بسائق صهريج الماء الذي يعمل معنا يمسك بالشخص الملثم الذي اخذ المفاتيح ليقوم بقيادة سيارة المقاول وهو يصوب المسدس نحو رأسه .. ويعيد ارموا أسلحتكم أو اقتل صاحبكم ، فقال له احد الملثمين .. سوف نقتلك ، فأجابهم بثبات وقوة نموت جميعا ولن يخرج احد منا حيّ ، كان صراع بين الموت والحياة في لحظات توقفت فيها القلوب ألا من الدعاء والتوسل لله بالخلاص من المأزق ، فصاح احد الملثمين أن تركت صاحبنا نأخذ السيارة فقط ونترككم بأمان وهذا وعد ، فصاح عليهم لن تأخذوا أي شي ألا وأنا ميت ، صاح بهم احدهم أن الوقت يداهمنا يجب أن ننسحب .
فأشار من يبدو انه كبيرهم إلى صاحبنا .. نترك السيارة وتعطينا الأمان بان نرحل دون إصابات أو نقتل جميعا هنا ولك الخيار الأخير ؟ فقال صاحبنا لهم : لكم الأمان اركبوا سيارتكم وسوف أطلق سراح صاحبكم حين تصعد سيارتكم على الطريق العام ، صعدوا سيارتهم وهم يصوبون بنادقهم نحونا وجهة صاحبنا حتى الطريق ، فأطلق صاحبنا سراح الرجل الملثم بعد أن فك لثامه عنه وقال له سوف أجدك لن تضيع عني ، فأسرع الرجل مهرولا نحوا جماعته وركب السيارة وانطلقوا وهو يتوعدون بأنهم سوف يرجعون للانتقام لكرامتهم المهانة .
عانقنا بعضنا بدموع الفرح للنجاة ، وسألنا صاحبنا وهو فرحاً يلوح بلثام قطاع الطرق تعبيرا لنشوة النصر من أين لك المسدس ؟ فأجاب بان عمله في العراء وذهابه إلى مناطق نائية لجلب الماء يتطلب منه الاحتفاظ بالسلاح ، وكان أكثرنا بكاء أخينا المقاول وقال بالحرف الواحد : لو كنت بين إخوتي ما فعلوا لي ذلك .. وسوف أكافئكم بما تطلبون من المال ، ضحكنا لسذاجته وقلنا له نحن أبناء وطن واحد وروابط مشتركة ويجمعنا مصير واحد وهذا واجبنا اتجاه بعضنا ولدينا الغيرة العراقية الواحدة . فذكر أن نفعت الذكرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية #سوشال_سكاي


.. بايدن: إسرائيل قدمت مقترحا من 3 مراحل للتوصل لوقف إطلاق النا




.. سعيد زياد: لولا صمود المقاومة لما خرج بايدن ليعلن المقترح ال


.. آثار دمار وحرق الجيش الإسرائيلي مسجد الصحابة في رفح




.. استطلاع داخلي في الجيش الإسرائيلي يظهر رفض نصف ضباطه العودة