الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوثيق المسرحي

منصور عمايرة

2013 / 2 / 2
الادب والفن



الأرشفة والتوثيق/ الأهمية: إن الوعي الأرشيقي والتوثيقي في الوطن العربي يبين عن مقدار المعرفة، ومدى مساهمة الوطن العربي برقي الحضارة الإنسانية، والتشاركية بفاعيله في بناء المجتمع الإنساني من خلال تمكنه المعرفي المتمثل بامتلاك الأدوات الثقافية المتنوعة بكل مجالات الحياة، فأهمية الأرشفة تنبع من قدرة الوطن العربي على امتلاك أدوات الأرشفة، من خلال توفر الأوعية المناسبة لذلك، وفي مختلف العصور، بدءا من الورقة وانتهاء بآخر ما وصلت إليه التقنية الأرشيفية، وإذا ما كانت العملية الأرشيفية ذات أبعاد مهمة ومسؤولية كبيرة تتحملها المجتمعات العربية للرقي بمستواها الثقافي العام، فهي أولى أن توثق للمسيرة الثقافية العربية، لكل البلاد العربية، وهذه الغاية من أجل تشكل وحدة معرفية تواصلية، تمثل الوجهة الحضارية للوطن العربي كوحدة كلية، تتساوق مع مساهمات البلاد العربية كلها، وهذا لا بد أنه سيندرج في إطارية التأثر والتأثير في نطاق البلاد العربية أولا، وفي نطاق العالم ثانيا، إن هذه العملية التوثيقية القائمة على الرصد والاستقصاء واالتخزين، هي من أساسيات البحث العلمي الرصين، ومن أساسيات نقل الثقافة العربية إلى الآخر، ومن أساسيات البعد التواصلي المعرفي العربي. إن المسرح وتوثيقه كجزئية ثقافية كبرى له الأهمية المعرفية الشاملة، وخاصة أن المسرح هو فكر إنساني، يبني الحضارة الإنسانية التي تقوم على الفكر والإبداع، وفي عالمنا العربي يفترض أن نكون أكثر المجتمعات في العالم حرصا على هذا التوثيق وجمع المعلومة وحفظها، وخاصة أننا ندين بديانة الإسلام، والتي طالبنا بها رب العزة بأيات تحثنا على العلم والمعرفة والبحث والتفكر والتأمل، كما قال تعالى: (اقرأ)1 وقال تعالى: (نون والقلم وما يسطرون)2
***
الأرشفة والتوثيق/ المفهوم والأدوات: انطلاقا من أهمية هذه الدراسة، كان لا بد من الوقوف على المعنى المعجمي للتوثيق، حيث نجد في معجم الوسيط تحت مادة وثق: وثّق الأمر: أحكمه، ووثق العقد ونحوه: سجله بالطريق الرسمي، ووثّق فلانا قال فيه إنه ثقة، والوثيقة: الصك بالدين أو البراءة منه، والمستند وما جرى هذا المجرى.3 وفي قاموس المورد الحديث archive يؤرشف: يجمع أو ينظم. archives الأرشيف: محفوظات، سجلات. ومكان حفظ السجلات. ومخزن معلومات.4
من خلال المادة المعجمية نجد أن التوثيق إحكام الشيء بطرق منهجية معروفة، والتوثيق يحمل معنى اصطلاحيا يعني الوقوف على حقيقة الشيء، وإزالة ما تعلق فيه من شوائب تقلل من صحته، ومن خلال المادة المعجمية أيضا، نجد أن الوثيقة هي ما كان صكا أو مستندا، أو ما جرى مثلها، وهذا يعني أن المادة الصورة والفيلم ما هي إلا وثيقة، وبالتالي نستطيع القول أن العرض المسرحي هو وثيقة أيضا. والغاية من هذه الوثيقة والتوثيق الوقوف على المادة المعنية لتحقيقها وعرضها، لتكون مرجعا ودراسة منسوبة إلى الفترة الزمنية التي توافرت فيها، والمكان الجغرافي الذي احتواها، وكيفية حفظها وتخزينها واسترجاعاها، وخاصة أن هذه العملية التوثيقية تحفظ بوسائل شتى ومتعددة، وآخرها الشكل الإلكتروني المعاصر.
وقد كان في الماضي أن عانى العلماء أو الباحثون كثيرا، وهم يبحثون عن النسخ الموثقة و "التي اعتقدوا أنها صحيحة واستنسخوها بأنفسهم، وكانت العادة أن يوقع مالكو الكتب واﻟﻤﺨطوطات نسخهم باعتبار ذلك جزءا من تراث التوثيق الصحيح"5 فالتوقيعات على النسخة المخطوطة من قبل المؤلف توثيق يعطي مصداقية صحة المعلومات المنسوبة، وخاصة بتعدد المادة وتواجدها في أماكن مختلفة، وهذا ما يجعل لعملية التوثيق أهمية كبرى في ركب الحضارة الإنسانية.
في العصر الحاضر نجد أن التوثيق صار متشعبا لتشعب أنواع الوثيقة، ولكن الأمر يندرج في إطار توثيق النصوص والروايات أي الأخبار والأحاديث، وسنجد أن العرب والمسلمين وثقوا الأحاديث النبوية، وهم بهذا قد سبقوا الأمم الأخرى بكثير "فتوثيق النصوص والروايات قديم عند علماء المسلمين، بدأه رواة الحديث النبوي "6 وهذا يؤكد أقدمية العرب في عملية التوثيق، حيث اشتغلوا به قبل الغربيين "ويبدو أن علماء أوروبا لم يضعوا فن التوثيق موضع عنايتهم إلا في عصور حديثة عندما اتجهوا إلى تحديد مفهومات العلوم وطرق دراستها "7 أما هذه الحكاية والقصة التوثيقة ما بين العرب والغربيين فقد انقلبت، لنجد أن الغرب لديهم قدرة كبيرة وفائقة في عملية التوثيق، ولديهم وسائل مختلفة بحفظ الوثيقة للرجوع إليها بشتى الطرق الآن، ومن خلال توافرها على خزانات توثيقية كثيرة، تبدأ من الورقة وتنتهي بالوثيقة الإلكترونيية، ولهذا سنجد أنفسنا نحن العرب أمام وضع محرج، عندما نجد أننا اقل مقدرة على التوثيق، وأقل مقدرة على عرض الوثيقة، وأكثر حجبا ومنعا للوثيقة تحت مسميات كثيرة تعني تراجع معرفتنا بشكل عام. ومن الوثائق التي تهمنا في هذا الحديث توثيق المسرح، وخاصة أن المسرح يمكن أن يوثق بوسائل شتى في الوقت نفسه، من خلال الورق والعرض الحي، والمادة التلفزيونية والسينمائية والفيديو، والمادة الفلمية "كصورة "، وبيانات إلكترونية.
***
يعتبر توثيق المسرح ليس سهلا؛ لأنه يتكون من جزئيات متعددة، أولها: الكتاب وهو في حالة النص المسرحي،
وفي حالة النقد المسرحي كدراسة عن المسرح، سواء أكان النص المسرحي أو العرض المسرحي أو نقد النقد المسرحي.
ثانيها: النقد والدراسة في حالة الأبحاث الجامعية على مستوى دراسة الماجستير ودراسة الدكتوراة المتخصصة في المسرح.
ثالثها: العرض المسرحي في حالة التمثيل والعرض والمشاركة في المهرجانات المسرحيّة.
لذا تبدو عملية التوثيق المسرحي ذات مصادر متنوعة ومختلفة، فهي تندرج في إطار الكتاب الورقي المنشور، وفي إطار البحث الجامعي غير المنشور، وفي إطار العرض المحفوظ على الوسائط المتعددة، مثل: الشريط السينمائي، والتلفزيوني، والإذاعي، والقرص الممغنط الإلكتروني، ومواقع الإنترنت.
فهو ثلاثة أنواع من حيث الحالة الوسائطية وكيفية التعامل معه:
1- مرئي مقروء كتاب، دراسة، قراءة إلكترونية عن الشبكة، أو عن القرص الممغنط.
2- مسموع إذاعي، من خلال الإذاعة أو من خلال شريط التسجيل الإذاعي.
3- مرئي مسموع مثل شريط السينما، التلفزيون، الفيديو، العرض الحي، القرص الممغنط الإلكتروني. فالوثيقة "لا تشتمل على الكتب فحسب، وإنما على المقالات في المجلات والدوريات والخلاصات الخاصة بالمؤتمرات وتقارير الأبحاث، وهناك كذلك ركائز الإعلام الجديدة الا وهي الفيلم والبطاقات الصغيرة والأشرطة المسجلة "8 التوثيق هو وسيلة وغاية للحفاظ على المعلومات، فأما كونه وسيلة فيعني أن هناك طرقا عدة للحفاظ على المعلومات وهي متدرجة منذ أزمنة بعيدة، منذ الكتابة على الحجارة والجلود، والرواية الشفوية إلى البطاقات الورقيه والفهارس والطريقة الممغنطة مثل الشريط والميكروفيلم والأقراص الليزرية حتى الانترنت في العصر الحالي من خلال المواقع الإلكترونية. وأما الغاية فهي للمعرفة التراكمية البنائية التي مر بها الإنسان عبر العصور المختلفة للوقوف عليها دراسة وأبحاثا وتوثيقا ونقلا ومعرفة وانتشارا بين الأمم.
إن توافر أرشفة المسرح على كل المستويات من كتاب أو بحث ودراسة أو عروض مسرحية، دليل واضح على رقي المجتمع الذي يسعى لرصد ثقافته من خلال الأدبيات المتعاقبة، ليكون التوثيق مصدرا تراكميا مرجعيا عبر الأجيال، وهذا الجانب المهم في حياة المجتمعات الإنسانية، يقع على عاتق المجتمع المنتج لهذه المعرفة أولا، ثم يقع على عاتق المجتمع الآخر، والذي يرصد نتاجات المسرح في ذاك المجتمع من أجل التواصل معه ومع هذا النتاج، وخاصة إذا ما كان الحديث يندرج في إطار الثقافة العربية، والتي تبدو متداخلة وتواصلية، نظرا لتشابك العلاقات الإنسانية المتشابهة في هذه المجتمعات، من خلال منطلقات عدة كاللغة والدين والاجتماع والفكر والتطلعات.
إن جوانب التقصير في الأرشفة العربية تتحملها جهات عدة، طالما نصبت نفسها الحارس على الثقافة المحلية والعربية، مثل وزارات الثقافة العربية، الاتحادات والروابط للكتاب، المكتبات الوطنية، الجامعات، دور النشر، ويمكن تجاوز كل السلبيات من خلال تعميم الكتاب والوسائط على كل المؤسسات الثقافية والعلمية في كل بلد عربي.
إن قيمة البحث، تتعلق بالأهمية الكبرى كمصدر معرفي ثقافي عن المسرح العربي، فمن حيث البعد التاريخي برصد مراحله التأريخية، وكمصدر ثقافي معرفي إبداعي فيما يتعلق بالتأليف المسرحي العربي.
قد نطرح بعض الأسئلة البدهية التي تدور حول توثيقية المسرح العربي:
هل الدول العربية توثق للمسرح العربي؟
هل هذا التوثيق متاح؟
وكم حجم هذا التوثيق؟
هل هناك دراسات حول هذا التوثيق؟
***
توثيق المسرح العربي: فالتوثيق بداية الطريق لأي عمل يقوم به الإنسان، فهو يمثل الخطة والنظرة التقعيدية، ليكون التوثيق المنطلق كقاعدة تأسيس، وليكون مرة أخرى كأدبيات سابقة تراكمية تبين عن موضوعية العمل، ليكون العمل متواصلا من دون فجوات، ولذا يعتبر التوثيق عامل نجاح في أي مشروع، لأنه قادر على قراءة الخلل، وقادر على تدارك إصلاح الخلل، وقادر على وضع خطة بديلة أو تصحيح المسار والرؤية، ومعرفة جوانب التقصير، ويمتاز بالعمل الجاد وبالديمومة، لأنه يتماشى مع الزمن، ويمتاز بالدينامية من خلال التغذية الراجعة، وفتح أسباب الخلل والقصور. بات الأمر ملحا لتأسيس مشروع الذخيرة المسرحية العربية، ليشمل كل ما يعني المسرح في الوطن العربي، وإن التوثيق دين للجيل القادم، يتوجب على الجيل الحاضر أن يحافظ عليه وينقله بأمانة لغد أفضل.
فمن خلال مشروع مقترح لتوثيق المسرح العربي، نتوقف على مشروع مهم للمسرح العربي، لنجعله تحت مسمى مشروع ذخيرة عربية للمسرح، إذا ما تحدثنا عن التنمية المسرحيّة في الوطن العربي، لا بد أننا نشير أولا إلى أنه لا توجد هناك خطة في المسرح العربي، وثانيا نشير إلى التشتت في المسرح العربي، وهذا منطلق لبناء خطة أوجب من الرؤية الأولى، على اعتبار أنه يوجد مسرح عربي، ولكنه يعاني من التشتت، وهناك بنى للتنمية المسرحيّة في البلاد العربية في المشرق والمغرب، يشتغل عليها لتأسيس تنمية مسرحية، وهناك بنية مهمة، وإن كانت تعاني من التشتت، ألا وهي البنية الإلكترونية من خلال المواقع المختلفة والتي تعنى بالمسرح، وبعضها يتسم بالمحلية، والأخرى تتسم بالتعددية العربية على مستوى النقد والنص المسرحي، ومتابعة العروض المسرحيّة والندوات والمؤتمرات.
إن الإستراتيجية "Strategy " تشكل امتعاضا عند الكثير إذا ما كانت تلك الخطة التي ينظّر لها على الورق ثم
يطويها النسيان، ويطوي القائمين عليها بشكل قصدي ينم عن نقصان في الفجوة الثقافية والتشاركية، لأن الإستراتيجية تتطلب تضافر جهود كثيرة، لتصل إلى النجاح. وهذا الأمر يتطلب إدارة، فالإدارة جماعية تضع نصب أعينها تنفيذ خطة ما مشتركة من أجل النهوض بالمسرح، والإدارة تعني توزيع العمل في الميادين المختلفة على مستوى التنظير والتطبيق، ولذا فنحن بحاجة لإدارة تنمية مسرحية على مستوى الوطن العربي كله. وإذا ما نظر للإستراتيجية على أنها تشاركية عندئذ ستأخذ طريقها الصحيح، ويبدأ التنظير لهيكلة المسرح العربي برمته، ولا يكتفى بالترميم، بقدر ما يصار إلى إحداث حالة تأسيسية، وترسيخ المؤسس، لتشكل رؤية لتنمية المسرح العربي من خلال جوانب عدة:
* الجانب "البحثي "التوثيق: إن التوثيق بداية الطريق لأي عمل يقوم به الإنسان، فهو يمثل الخطة والنظرة التقعيدية، ليكون التوثيق المنطلق كقاعدة تأسيس، وليكون مرة أخرى كأدبيات سابقة تراكمية تبين عن موضوعية العمل، ليكون العمل متواصلا من دون فجوات، ولذا يعتبر التوثيق عامل نجاح في أي مشروع، لأنه قادر على قراءة الخلل، وقادر على تدارك إصلاح الخلل، وقادر على وضع خطة بديلة أو تصحيح المسار والرؤية، ومعرفة جوانب التقصير، وما هي الأمور التي يمكن أن نستند إليها، ويمتاز التوثيق بالعمل الجاد، وبالديمومة، لأنه يتماشى مع الزمن، ويمتاز بالدينامية من خلال القدرة على الرجوع إلى الوراء، وفتح أسباب الخلل والقصور، ولذا فإن التوثيق كتنمية مسرحية في الوطن العربي يعنى بـ:
- توثيق المسرح العربي، وكل على حدة، لتشكيل نواة توثيقية شاملة، كأن تقوم كل بلد عربي بجمع كل الوثائق المسرحيّة، وهي متنوعة، لتكون نواة جزئية من تنمية المسرح العربي ككل.
– توثيق كُتاب المسرح في الوطن العربي، وكل على حده، ويتمثل بإيجاد "إنطولوجيا "تتضمن أسماء الكتاب العرب في المسرح، ويحدد كل حسب البلد العربي كجزئية، لتكون الإنطولوجيا شاملة لكل الكتاب العرب.
– توثيق العروض المسرحيّة العربية في كل بلد عربي، والغاية من ذلك معرفة مدى التنمية المسرحيّة في الوطن العربي، وإحداث ديمومة تواصلية بين كل الأقطار العربية، وفتح المجال للإطلاع عليها، ومحاورتها على مستوى النقد والتمثيل.
– توثيق عروض الأطفال، وهذه الجزئية قد تبدو متراجعة كثيرا في الوطن العربي، من حيث الاهتمام بمسرح الطفل بشكل عام، والغاية من هذا التوثيق إعطاء عناية أكثر، وقدر أكبر من الاحترام والتقدير لمسرح الطفل، الذي سيكون "المسرحي "في المستقبل، وهنا إشارة إلى الاهتمام بالذائقة الفنية، وتربية الطفل عليها، لإنتاج مسرح عربي في المستقبل. ولا ننسى أن لهذا المسرح دور كبير في تنمية المجتمع على كل المستويات.
- توثيق المهرجانات المسرحيّة العربية، وهذا يمثل بيبلوغرافيا شاملة لمعرفة إنتاج الوطن العربي على مستوى المسرح، وللأسف نحن نعاني من صعوبة الوصول إلى هذه المهرجانات بسبب ضعف التوثيق، وبسبب الممنوعية، والإدارة البيروقراطية التي تعاني من الذاتية، وعدم الاهتمام بأهمية الموضوع، لذا فإن المهرجانات المسرحيّة بعيدة عن تناول البحث والدراسة.
- توثيق ودراسة حالات ما قبل المسرح/ الطقوس/ الأعراس/ الأفراح/ الأشكال الخطابية/ و(الحكواتي، والقوال، والمحدث، والتعليلة كبنية مسرحية) والتعليلة معروفة في الأردن، وكتبت عنها مقاربة "اثنوسينوغرافيا"في بحثي الموسوم بـ: المسرح الأردني/ البدايات.
* الجانب "الإداري ":
- إقامة مشاريع نوى "مسرحية "وخاصة في المناطق الريفية، فهذه الأبنية فلها فوائد متعددة: كتوعية حضارية، توعية بأهمية المسرح، تعريف الناس بالمسرح ودوره الفاعل في إحداث تغيير مجتمعي، تنمية القدرات المسرحيّة، إعداد المسرح لاستقبال قدرات فنية، إدماج أطراف المجتمعات بصياغة الرؤى المسرحيّة على مستوى الوطن.
- إنشاء بيوت للمسرح في الدول العربية تكون مرتبطة مع بعضها البعض من خلال منظمومة اتصال إلكتروني، والغاية من هذه البيوت ضم المسرحيين، وتوثيق النشاط المسرحي، والقيام بإيجاد سبل تواصل بشكل دائم بالمسرحيين على مستوى الكتابة، والاخراج، والتقنيات.
– إقامة متحف "للسينوغرافيا "، أو متحف لتقنيات العروض المسرحيّة المختلفة، والغاية منها التذوق الجمالي، واعتبارها كجزئية رئيسة في تنمية رؤى مسرحية تقوم على التشكيل المتنوع، وخاصة أن السينوغرافيا جزئية باتت ضرورية في العرض المسرح، بتقدم التقنيات الفنية والإلكترونية بشكل يومي، وبات المسرحي والمسرح مطالبا بأن يواكب هذا التطور التقني، ويقوم بالتشارك فيه، وإدماجه في رؤاه الكتابية والإخراجية والتمثيلية والنقدية.
* الجانب "الفني ":
- إصدار مطبوعة خاصة بمسرح الطفل، أهمية مسرح الطفل لا يختلف عليها المسرحيون، هو بحاجة ماسة لكل الرؤى، ومن هذه الرؤى تثقيف الطفل مسرحيا، إن هذه المهمة تقع على جزء مهم وكبير في مسرح الطفل، إنها المطبوعة التي تتحدث عن مسرح الطفل بصفة عامة.
– للجوائز أهمية كبيرة تنبع من التحفيز على الاستمرار في العمل المسرحي على كل المستويات الفنية، والإدارية، الدراسات والأبحاث، والكتابة المسرحيّة والنقدية، ولذا يتوجب أن تكون هناك جوائز سنوية تشمل كل الميادين، لا يكتفى بجوائز المسرح الكتابة النصية للكبار والأطفال، يفترض أن تكون هناك جوائز للأبحاث والدراسات، ومن خلال مشاركة يتم الإعلان عنها حول موضوع مسرحي ما في كل عام.
- اللغة العربية الفصحى هي أساس المهرجانات العربية للمسرح، هذا الشرط مهم في إنتاجية مسرح عربي على مستوى الوطن العربي، قد يغفر للعرض المسرحي بعض المداخلات في العامية، ولكن من الواجب أن تلتزم العروض المسرحيّة باللغة العربية الفصحى لأكثر من هدف، ومنها التواصل العربي بلغتهم الواحدة التي
تجمعهم، وهذا هادف سام.
– أن تكون المهرجانات المسرحيّة عربية الطابع على مستوى الكتابة. إعطاء النص العربي الأهمية الأولى، وهذه الأهمية تدعو للتوقف عن الاقتباس والاقتداء بالآخر، وتدعو لأهمية كبرى في إنتاج إبداع مسرحي عربي، وتشير أيضا إلى الابتعاد عن الإعداد المسرحي من دون الارتكاز على نص عربي مثلا، لتتشكل لنا رؤية نهائية حول المسرح العربي وعناصره المتنوعة: المخرج، الكاتب، الممثل، الناقد، ويشترط أن يقوم كل واحد بجزئية واحدة فقط، لإحداث تنمية مسرحية.
– الاهتمام بالنقد العربي لتبني رؤية عربية تخدم المسرح، وهذه الجزئية يبدو أنها تغيب بشكل قصدي، المسرح العربي على مستوى النقد بحاجة ماسة لتراكمية ثقافية نقدية مسرحية، وعليه لم لا تكون هناك ندوات متخصصة في النقد المسرحي، وليس شرطا أن تكون مقرونة بالمهرجانات والعروض المسرحيّة المحلية.
- إصدار كتب مشتركة، بمعنى أن يكون الكتاب يحوي أكثر من كاتب على غرار المجلات التي تصدر نوعا واحدا من الدراسات، وهذه الكتب على مستوى المسرح في الوطن العربي مفقودة باستثناء المطبوعات التي تخرج بعد الانتهاء من مؤتمر مسرحي في بلد عربي، ولكننا نريد أن تكون هناك دراسات مشتركة في موضوع واحد، وتخرج لنا على شكل كتاب.
- إقامة محاضرات وندوات عن المسرح المقروء، وهذه الجزئية تنبع أهميتها من خلال الوقوف على المسرح العربي في البلاد العربية على مستوى الكتابة، وإحداث عملية نقدية، واكتشاف طاقات كتابية في الكتابة المسرحيّة، المشكلة في الوطن العربي ما زالت تعاني من الدعوة للزمرة والجماعة والأقارب والمعارف، وكانت النتيجة سيئة، وهي بالتالي ستقلل من ثقافة المسرح، والثقافة بشكل عام وهذه الأمور هي نتاج ضعف بالرؤى ووضع خطط تنموية مسرحية، قادرة على أن تجعل الآخرين يشيرون إلى ثقافتنا المسرحيّة .
– تبويب المسرح العربي مثل الحكواتي، المسرح السياسي، المسرح الاحتفالي، وهذا التبويب يكون على مستوى الدراسة النقدية، والعرض، والكتابة.
- توثيق المسرح العربي كله على موقع إلكتروني. الكُتاب، والكتابة المسرحيّة، العروض، النقاد، الندوات، المهرجانات للصغار والكبار، المحاضرات، والغاية التواصلية على مستوى الوطن العربي وبمرجعية موضوعية .
– توثيق المسرح العربي في التلفزيون والقنوات الفضائية.
– مشاركة طلاب المسرح بالمهرجانات المسرحيّة المحلية، والندوات والمحاضرات، أقل ما يمكن أن يكونوا متفرجين، هذه جزئية مهمة جدا لإيصال رسالة المسرح أولا إلى الأشخاص المعنيين بالمسرح وإنتاجية المسرح، وهؤلاء هم الطلاب الذين يدرسون المسرح بأشكاله المتعددة، وكذلك من الواجب أن يكون هناك تشارك من قبل طلاب كلية الفنون، لأن المسرح بحاجة للفنيات، وبحاجة للرسم التشكيلي والديكور. ولذا فإن حضور طلاب كليات الفنون في الوطن العربي للمهرجانات والعروض والندوات والمحاضرات، ضرورة يفترض أن تدرج بعمل تخرج الطالب مثلا.
- المختبر المسرحي، أمسى المختبر المسرحي ضرورة أيضا، وهنا الحديث عن مختبر مسرحي في مديريات المسرح كمؤسسات ثقافية مسرحية، والجمعيات المسرحيّة، والنقابات الفنية والفرق المسرحيّة، بالإضافة إلى إقامة المختبر المسرحي في الجامعات التي يتوافر فيها كليات للفنون كمتطلب إجباري.
الهوامش:
1 - سورة العلق الآية1
2 - سورة القلم الآية1
3 - المعجم الوسيط مادة: وَثِقَ.
4 - منير البعلبكي، قاموس المورد مادة: archive.
5 - ينظر توبي أ. هَفّ، فجر العلم الحديث، ترجمة د. محمد حسن عصفور، عالم المعرفة، ع219، الكويت، 1997
6 - عبد المجيد عابدين، التوثيق تاريخه وأدواته، دار الحرية للطباعة بغداد، 1982
7 - عابدين، المرجع نفسه
8 - جاك شومييه، أصول التوثيق، ترجمة انطوان عبده، منشورات دار عويدات – بيروت 1974
***
منصور عمايرة كاتب وناقد مسرحي أردني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ