الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجنس بالجنسية الإسبانية.. حلم مغاربة إسبانيا.

منير الغيواني

2013 / 2 / 2
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


كم هو رائع و مثير للإرتياح ، لما يعثرُ المرئ على شخص أخر يفهمُه و يتَفهمه و يحس بما به؟.
الجالية المغربية في إسبانيا ،و بعد طول إنتظار و قلق ، سخر الله لها رجلا و وجها سياسيا معروفا ، يفهمها و يحس بضرها ؟؟.
إنه " ماريانو راخوي "...
"ماريانو راخوي " و حكومته ، و في عز الأزمة الضاربة في العمق الإسباني ، أبان عن حنكة و دهاء كبيرين في التعامل مع المهاجرين في بلده ، تحديدا المهاجرين المغاربة بإعتبارهم أكبر جالية من خارج الإتحاد الأوروبي ،مقيمة فوق التراب الإسباني.. بل الظاهر أن زعيم الحزب الشعبي ، له دراية عميقة إلى حد بعيد، بما يدور في راس لمغاربة ديال سبنيول ، و يعرف جيدا ما الذي يريده؟؟ كل مغربي و مغربية ، بعدما إستعصت عليهما الأوضاع المعيشية و ضاقت بهم السبل هنا .
و إذا كان "أخونا اليميني" ،رئيس الحكومة الإسبانية الحالية ،من جهة .. و الإشتراكي ، رئيس الحكومة الإسبانية السابقة ، من جهة أخرى.. قد إتفقا و إلتقيا حول مسألة مفادها، أنه لا مناص من رحيل و مغادرة أكبر عدد ممكن من الأجانب البطالين عن إسبانيا ، مادام ما كان يستدعي وجودهم فيها ، قد إنتفى وإنعدم ؟؟ و ما بقى فيها ما يدار.. الخدمة ماكانش و المساعدات شحيحة و الأفاق مظلمة و دائرة الأزمة ما فتئت تتمدد... فإنهما - أي "راخوي و ثاباتيرو" - إختلفا إختلافا كبيرا ، و تباينت سياساتهما إزاء الوسيلة و الإجراءات التي ينبغي إعتمادها ، قصد الوصول إلى تحقيق هذا الهدف الحلم .
السيد " خوصي لويس ثاباتيرو، إكسْ رئيس الحكومة" و للبلوغ إلى هذا الهدف الحلم ، أرادت حكومته التخلص ، و بطريقة فنية ؟؟ من الأعداد الهائلة للمهاجرين ، الذين تحولوا بين عشية و ضحاها، من طاقة نشيطة تساهم في دوران عجلة البناء و الإقتصاد ، إلى عبء و ضيف ثقيل جدا ، يرهق الدولة و يسبب لها صداعا مزعجا .. فبعد مرور شهور معدودة عن بداية الأزمة سنة 2008 ، بادرت وزارة الشغل و المهاجرين إبانها ، إلى إطلاق مبادرة عجيبة ، و هي مبادرة المُغادرة الطوعِية، التي يتمكن من خلالها كل مهاجر فاقد لفرصة شغل ، أن يتنازل عن حق الإقامة بإسبانيا ، و يتخلى عن أوراقه ، ثم يعود عن طيب خاطر إلى بلده الأم ، مقابل أخذه لكامل مستحقاته المالية، التي وفرها بإنخراطه في صندوق الضمان الإجتماعي .
****
مسكين سينيور " ثاباتيرو" لم يفهمنا حينها ؟؟؟، كما يفهمنا سينيور " راخوي " في هذه الأيام، ... فنحن المغاربة - خمسة في عينين لعدو - ، جعلنا "مبادرة المغادرة" تتلاشى و تتلاشى ، و تبور و تبور .
لقد ضربنا بـمبادرة " ثاباتيرو"عرض الحائط ، إلى أن حانت ساعة رحيله هو عن كرسي الرئاسة و عن المشهد السياسي برمته ، أما نحن أبناء و بنات المملكة المغربية الشريفة، فلقد كنا أخر من يستجيب و يلتفت إلى هذه المبادرة الحمقاء ؟؟ مقارنة مع الجاليات الأخرى المتواجدة في إسبانيا.
في وقتنا الراهن، و كما ترون .. ها نحن لم نتنازل عن أوراقنا ، و لم نرحل ، و لم نغادر هذا البلد ، بل بالعكس نحن فيها باقون ، كمسامير ’’بط هنا النبت’’ رغم أنف التقشف و لاكْريزيس ، و ما تزال أعدادنا تتصدر لائحة الجاليات.. فحتى إخواننا الذين يقال أنهم عادوا إلى لَبلادْ بفعل تداعيات الأزمة ، مازال يربطهم بإسبانيا حبل سُـري؟؟ و الفاهم يفهم؟؟؟ .
****
بكل سخرية .. على الحكومات الإسبانية المتعاقبة ، أن تعلم بأنه ليس بمجرد إطلاق مبادرات أو سن قوانين جزرية أو منحها للمغاربة قدرا من الأورويات لكي يرحلوا.. سيلعن ، أولاد الجارة الإفريقية المقيمين فوق هذه الأرض الأوروبية ، الشيطان الرجيم .. ثم ينزعون مساميرهم و أوتادهم المغروسة فيها، و يعودون بكل بساطة و أريحية ، من حيث جاؤوا و توافدوا.
بالنسبة للمغاربة ’’ خطة المغادرة الإرادية ’’ منذ البداية ولدت ميتة ، بل إن الكثير منا لم يكلف نفسه ، حتى سماع ما تحمله بين ثناياها من أفكار و مقترحات .
إذن إنها الحقيقة ، فصاحبنا مول المبادرة، لم يفهم هؤلاء الناس القادمين من المغرب .. أرادهم أن يرحلوا ، لكن حشم يقولها لهم فوجههم، فقام يُشرع و يُبدع الخطط .. لكنه أخطأ في إختيار الوسيلة لتحقيق ذلك .
و عودة إلى العبقري "ماريانو راخوي " ، فهو كذلك مسكين حشمْ يقولها لنا فـلوجه ، لكي نجمع قشنا و نذهب عن إسبانيا .. لكنه و في المقابل ، عرف كيف يضع الأصبع على مكمن الضر؟؟ .. ضر المغاربة الي ما يحشموش ..لأنه و فريقه يدركون بأن ’’رعايا محمد السادس’’ يفضلون الإستمرار و المكوث في ’’مملكة خوان كارلوس’’ ، و لو إقتضي الحال بجمع القمامة و العيش بالزبالة ، و مد يد التسول إلى المنظمات الخيرية التي تمنح الزيت و الحليب و السكر و الدقيق...على أن يعودوا إلى بلدهم الذي لن يمنحهم ؟؟ ما تمنحه لهم إسبانيا ..
حكومة اليمينيين بزعامة" ماريانو راخوي " عبقريتها تجلت في عدم إعادتها الروح و نفخها في مبادرة زميلتها السالفة حكومة " الإشتراكيين " ، بل بادرت إلى ضخ دماء الحيوية و التحديث في دواليب وزارة العدل ،و بالظبط في مكاتب المعالجة و البث ملفات طلب الجنسية ، و التسريع في منحها لمن تقدموا بطلبها .. فالحصول على التجنس بالنسبة للمغاربة ، يعد بمثابة خبزة نزلت من السماء ،و باب فُتح من أبواب الفرج ،و حبل للنجاة من مخالب الأزمة الخانقة التي تشهدها جارة المغرب الشمالية..
فعلا ، و بعد أسابيع معدودة من الشروع في هذا العمل، بدأت تصل إلى بريد المغاربة ، رسائل القبول و بشرى الحصول على الباسبور لحمر .. و معها بدأت ترتسم علامات الإنشراح على وجوه أبناء المغرب الهاربين في الديار الإسبانية ، بالطبع الفرح و السرور ليس لأننا سنصبح إسبان، نتقن اللغة القشتالية أو نفتخر بالوطن الجديد أو نأكل لحم الحلوف..، لا، طبعا لا ، و لكن الفرح كل الفرح ،لأننا سنستأنف تجربة هجرة ثانية ،سنهرب إلى بلدان توجد الفوق ، بلدان يتوفر فيها نوع من الأمان الإقتصادي و الدعم الإجتماعي المريح ، بالمقارنة بما هو عليه الوضع و الحال في إسبانيا.
فالحمد لله الذي سخر هذا الشخص " ماريانو راخوي "، هذا الوجه السياسي الذي فهمنا و حس بضرنا ؟؟..
لقد إستوعب "راخوي" الدرس جيدا ، و أيقن بأننا لن نجمع حقائبنا و لن نصرم مسامرنا من بلده ، سوى بهذه الخطوة-الحيلة : منح الجنسية الإسبانية للمهاجرين ..المغاربة...
فإمنح لنا الجنسية و عجل بالباسبورات الحمراوات يا السي "راخوي" ،و بعد ذلك إنتظر كيف سيتحقق لك الهدف الحلم؟؟ الذي عجر عن تحقيقه السي " ثاباتيرو " ،ألا وهو رحيل الأجانب و خاصة المغاربة عن بلاد الثور الذي غلبه الوهن و الأزمة، حتى سقطت قورنو .

منير الغيواني مغربي لاجئ إقتصادي بكاطالونيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا