الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صور

هالة طلعت

2013 / 2 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


صور كثيرة تتصادم داخل عقلي , أحاول جاهده أن أهدئ من صخب تصادمها بلا جدوى.
تمتزج الصور بأصوات موسيقية متداخله ( عدى النهار و المغربية جايه , خلي السلاح صاحي , مصر يا ام الدنيا يا حبيبتي يا بلدي , فدائي ,فدائي ) , نرقص جميعنا طربا في ميدان طلعت حرب المتفرع من ميدان التحرير و هتاف "الشعب خلاص اسقط النظام" يرج قلوبنا فرحا و املا .
صوت سائق الميكروباص يوقذني من احلامي (الاخر يا مدام ), انظر اليه ذاهله ألملم أشيائي , بسرعة "النظارة " , "الكتاب "..... يتعال مع صوته الاجش موسيقه صاخبه (هاتي بوسه يابت , حجرين على الشيشه , الست لما و .... ) أسير بخطوات متعجلة لإستكمال رحلة الذهاب الى عملي .
عربات كثيرة تتداخل مع بعضها البعض , يعلوا صوت نفيرها ليقضي على البقية الباقية من تركيزي, مازالت صورتي و انا أتمايل مطلقه زغرودة الفرح وسط اصدقائي و نحن ندور في حلقات إحتفاليه في الميدان تقاوم من اجل بقائها داخل ضوضاء الصور التي تدور حولي.
تصطدم عيني بصورة شاب معلقه في ميدان الجيزة , كتب أسفلها تلك الكلمات التي اصبحت تشبه غيرها (مش هانسيب حقك يا شهيد) – (يا نجيب حقهم يانموت زيهم)!.
احاول جاهده العبور بين العربات لأصل الى مكان تجمع "التكاتك" الذي سأكمل به طريقى الى عملي. تختلط الصورة و الافتات في مزيج عجيب داخل عقلي مع وقع خطواتي المسرعة بتفاصيل ما حدث في ميدان الجيزة ليصبح خالي تماما من الباعة الجائلين , منتهيا بمصرع هذا البائع الشاب و تحوله الى صورة و شعار مثل غيره ممن سبقوه.
يعلم الجميع أن هؤلاء الباعة الجائلين سيعودون تدريجيا الى الميدان , و أن رجال الامن سيعاودون محاولاتهم أيضا لفرض سلطانهم الضائع بإزاحة الباعه من أماكنهم , معركة ستظل قائمه بينهم ملونه بدماء من مات .
السؤال الذي أضاء فجأة داخل عقلي المبعثر مثل خطواتي هل ستعلق صور اخرى بجوار صورة هذا الشاب و هل ستحمل نفس ملامحه الصغيرة المستكينه ؟.
اخيرا وصلت الى حيث يقف التكتوك مستقله أحدهم , إنطلق يشق طريقه داخل الشوارع الجانبية المتشابكة وسط زحام لا ينتهي و أصوات صاخبه متداخله تخترقني مما يزيد من توتري و اضطرابي.
كما اعتدت دائما, تأكدت أن السائق يعرف الطريق, ثم انطلقت روحي المجهده بعيدا عن كل ما يدور حولي , نافضة رأسي بقوه علي أستطيع محو الصورة المعلقة وغيرها من الصور التي ملأت جدران الشوارع مصحوبة بتلك العبارات !
تبدأ صورتي الراقصة وسط الميدان تفرض وجودها من جديد داخل مخيلتي , يبدأ خدر الاسترخاء يسري داخل أوصالي تدريجيا ,أغيب للحظات عن العالم المحيط سابحه داخل عالمي الوهمي , صرخات السائق تنتزعني عنوه , دافعه بي الى ارض الواقع مره اخرى " حاسب يا بني" ,
تلتقي عيني بعين صبي في مثل عمر أبني , يحمل وجهه نفس الملامح البريئة التي يبدو فيها طفولة تحاول ملامح الشباب أن تشق طريقها خلالها ,وهو يحاول عبور الطريق غير عابئ بكل العربات المنطلقة و كانه يسير وحده في الصحراء .
استدار الصبي و كأنه اكتشف وجودنا خلفه فجاءة , تقلصت ملامح وجهه متحوله الى مسخ مخرجا من حنجرته صوت اجش و كأنها حشرجة الموت , مصحوبه بسيل من الشتائم .
تقلصت عضلات وجه السائق غضبا , ليتحول هو الاخر الى مسخ و يخرج من التكوتك بسرعه ممسكا بالصبي من قميصه و بدون أي مقدمات إمتلأ المكان بشر .
لم أفكر كثيرا , انطلقت مسرعة بعيدا عن ارض المعركه باحثه عن توكتك آخر يوصلني الى مكان العمل , ظهر واحد من بعيد , جريت و انا اناديه ليقف , أخيرا سمع صوتي و توقف , قفذت فيه بسرعة وحمدة الله على سرعة الفرار .
بوبة المصلحة التي اعمل بها تتراقص أمام عيني, ما زالت الصور تتطاردني :
الميدان ,الهتاف , صورة الشاب, الصبي , العربات المتداخلة !!
أمسكت القلم , فتح وكيل شئون العاملين دفتر التأخيرات التقيا معا دون شوق كالمعتاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي


.. United Nations - To Your Left: Palestine | كمين الأمم المتحد




.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل