الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغوص في الفلوجة – الجزء الأول

كهلان القيسي

2005 / 3 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الغوص في الفلوجة – الجزء الأول
السفر إلى الجحيمِ والعودة منها مَع منتج الفلم الوثائقيِ مارك مانينج
Nick welsh
ترجمة كهلان القيسي

غوّاص البحرِ العميقِ مارك مانينج منتجَ الأفلام الوثائقيَة, سَألَني إذا كَانَت عِنْدي ستّ دقائقِ اخصصها له (طلب غريب)!!، والحقيقة لقد صرفنا ساعتان نتحدث فيها عن سفرةِ مانينج الأخيرة إلى الفلوجة، قلب العراق الدامي” المثلثِ السني”. ستّ دقائقِ كَانتْ لا شيءَ، لذا مانينج وضع مجموعة أفلام قصيرة صورها في العراق وبدأ يعرضها. وبمقارنتها مع فلم (بعد غد) للمخرج توم لا منت, فان الشاشة مَلأتْ بصورِ البناياتِ المدمرة و الحيوانات الميتة و رجال مُدنيون مسلحون و معدن ملتوي و أكوام الأنقاضِ وفي كل مكان أطفال الفلوجة وكأنهم فرقة تمثيل إغريقية مصبوغة الأجفان لا تحمل شواهد قليلة على ما جرى لهم بل كانت تحمل اتهامات غير مسموعة منهم. لقد كانت نظراتهم مؤلمة لي جعلتني أدير وجهي لهم. بعد أن سافرت ألاف الأميال والمخاطرة بحياتي لكي استشف الحرب من خلال عيون هؤلاء الأطفال.
لقد سافر مانينج من سانت بربارة المشمسة إلى بقايا مدينة المقاومين الفلوجة المحروقة, التي أراد فيها أن يتكلم مع هؤلاء الناس الذين احرقوا وقطعوا المقاولين الأمريكان. وكما يقوا مانينج من اجل مقابلة هؤلاء أنا قصدت الفلوجة.

في السنتين الماضيتين، كان مانينج ينتج أفلاما وثائقية عن أراء الأمريكيين ويسألهم عن السبب الرئيسي الذي دفع أمريكا لشن الحرب على العراق. لقد خُذِلَ بشكل كبير لأنه بقلةِ الحقائقِ والمعلوماتِ الدقيقةِ هناك. عدد قليل ً جدا من الناسِ الذين قابلَهم يُمْكِنهم ُ أَنْ يَدْعمَوا آرائهم بالحقائقِ. والأسوأ من ذلك انه هو أيضا لم يستطع إدراك الحقيقة. لذلك قرّرَ بأنّه لا بُدَّ أنْ يَرى ما هو شكل الحياةَ في الجانب الأخر من “عملية الحرية الدائمةِ. وقال “ كمواطن أمريكي,“ شَعرتُ بأنني شخصياً مسئول عن الذي حَدثتْ إلى شعبِ الفلوجة". نحن نعيش في أمريكا كبلد ديمقراطي لكن حكومتي تشن عملية عسكرية هناك باسمِي. بالنسبة لي، أنا لست طرفا مباشر في ذلك.

مانينج ربما هو المواطن الأمريكي الوحيد، الذي لم يعمل لوكالة أنباء، لكي يخاطر بنفسه في الفلوجة لأجل الحصول على المعلومات. هو لَيسَ مجنونا كما يعتقد أكثر الناسِ — مجنون أَو لَيسَ مجنون —، لكن كما قال صديق عنه، مانينج “ شجاع مجنون. ”, “ مارك كَانَ عِنْدَهُ أفكارُ كبيرةُ دائماً ومخاطرات كثيرةُ، لكن ليس للذِهاب اعزل إلى الفلوجة!! ؟ ذلك هو الجنونُ.”

الحياة في العراق خلاف لأي مكان هي مرعبة دائماً. لقد قضى مانينج أغلب وقتِه في الفلوجة مختفيا أولاً في بيت مهجور احتل مِن قِبل القنا صين الأمريكانِ، ثمّ في مزرعة خارج البلدةِ مَع لاجئي الفلوجة.
سافر مانينج إلى بغداد أيام الانتخابات. وكانت " زرقاء" امرأة عراقية رائعة كدليلِ لمانينج خلال رحلته في البلادِ التي مزّقتها الحربِ. ((لحمايتِها، زرقاء لَيس اسمها الحقيقي. ) لقد أطلقت عليه النار ْ ثلاث مراتِ، حَجزَ مرّتين، أختطف تقريباً مرّة واحدة، وسحب عليه السلاح عدة مرات..وربى لحية وارتدى الكوفية والعقال وتَعلّمَ أن يعَيْش حياته كعراقي. “ و تَتعلّمُ بأنّه أنت كعراقي عندما تَستيقظُ في الصباحِ، فأنك لا تَعْرفُ إذا كنت سَتَعِيشُ بما يكفي لرُؤية غروبِ يومك. ,” قالَ. “ جِئتُ إلى هنا مسالما قرّرتْ أَنْ لا احْملَ السلاح معتمدنا على الزرقاء ومهمّتي المزعومة في الإغاثةِ الإنسانية.

من خلال تَسليمه الإمدادات الطبيّة إلى اللاجئين العراقيينِ، استطاع مانينج من إجْراء العشراتِ من المقابلاتِ المهمة — صوّرتْ بالفديو بشكل سري —حوالي 25 ساعةَ مهمة وذات قيمة. مُتَكلِّم مَع المواطنين العراقيينِ - رجال ونِساء وأطفال – الذين كانوا هم الشَاهِدُ الحقيقي على الحربِ،
مانينج كان يسْألُ الناس: “ ماذا تُريدُ إخْبار الشعب الأمريكي؟ هل يَمكن أن يكون سلامُ بين بلدينا ؟ كيف كانت حياتكَ قبل أن تَبْدأَ الحربَ؟ ” لقد كانت أجوبتهم متماثلة دائما وهو إن السلام ممكننا، لكن العراقيون أخبروه" بان الوقتَ قد بدأ يَنْفذُ".

لقد قال مانينج ان هناك أعداد مرعبةَ مِنْ الأمهاتِ العراقياتِ الأتي قَتل أمامهن أبنائِهم، إخوانهن أخواتهن، بأيدي الجنود الأمريكان. وان اغتصاب المدنيين كان بالجملةِ من قبل القوَّات الأمريكية والعراقية. مانينج قال بأنّه سَمعَ تقاريرَ عديدةَ عن الحصارِ الثانيِ للفلوجة من قبل القوات الأمريكيةِ التي انتهكت المعاهداتِ الدوليةِ في استخدام الأسلحة من — النابالم، الأسلحة الكيميائية، القنابل الفسفورية، وقذائف "تدميرِ المخابئ" المزودة باليورانيوم المنضّبِ. ان إستعمال أيّ من هذه الأسلحة ضدّ المدنيين هو انتهاك للقانونِ الدوليِ.

أردتُ أَنْ أَتكلّمَ مع الصامدين، الرجال العتاة. لِهذا ذَهبتُ إلى الفلوجة. — مارك مانينج

http://www.independent.com/cover/Cover956.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواندا: جيل كاغامي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيرانيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم.




.. كيف تراشق ترامب وبايدن خلال المناظرة الرئاسية التي نظمتها CN


.. استخبارات غربية: إسرائيل و-حزب الله- وضعا خطط الحرب بالفعل




.. رئاسيات إيران.. كم عدد الأصوات التي قد يحصل عليها المرشحون و