الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى المسرحي العراقي

رشيد كرمه

2005 / 3 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الى من أعتلى خشبة المسرح مرةً واحدة ً ثم مات!!!
إلتقيته مسرعاً ,مشيراً عليَََََََََ بأن لامجال لطرح الأسئلة. وعليَ أن أُسرع فقد يبدأ عرض مسرحية _ سعد الله ونوس_ رأس المملوك جابر , وهذه تجربةجديدة في إخراج قاسم محمد لها. حيث جلس المتفرجون على خشبة مسرح معهد الفنون الجميلة في أواخر السبعينات , بينما إنتشر الممثلون على المدرجات وحيث لا وجود للكواليس وكل شئ يتم امام النظارة.إنها تجربة جديدة حقاً , على الأقل بالنسبة لنا نحن هواة المسرح وعشاقه ومتابعيه ......
ولقد عاتبني بمرارة وحسرة وزعل دام لأيامٍ معدوداتٍ. إذ كيف أفلحتُ في الدخول الى قاعة مسرح أكاديمية الفنون الجميلة دونه يوم عرض المخرج والممثل المسرحي سامي عبد الحميد عمله السنوي المقرر _ مهاجر بريسبان _لجورج شحادة . وكان وقتها زُحاماً شديداً ومكاناً ليس ملائماً لجمهرةٍ من طلاب الأكاديمية وأصدقائهم حيث ناضلتُ ما أستطعت من الثبات والولوج من كوة من البشرالى داخل القاعة ليس فقط دون صاحبي وإنما دون قميصي الذي إشتريته من ( لنكَات ) الباب الشرقي الذي أُنتزع مني لشدة الزحام والتدافع وكأننا في يوم حشرٍٍ. وكم كنت خجلاً من منظري الغير مألوف , ولكن جمهوراً مسرحياً واعياً كذاك الذي كان لم يشعرني بعقدة الذنب, وكم أعجبت بالممثلة _ نهله فرنسيس _ لأداءها , وقد حصلت فعلاً على جائزة أحسن ممثلة للموسم المسرحي ذاك. في حين لم يحصل المخرج على أية جائزة تذكر , لذلك عمد سامي عبد الحميد على إخراج ( ثورة الزنج ) في عمله اللاحق مما جعله مؤهلاً لأن يحصد أغلب الجوائز في ألإخراج والنص والإنارة و كأحسن عملٍ مسرحي.
ولقد راودت صديقي أفكاراً ليست خيالية ,( ولكنها صعبة كصعوبة الفاشية وهولها ) بأن يصبح ممثلاً سيما وإن الوقت متاحاً والمسرحيون في أوج نشاطهم وعلى كل الصُعُد . فمن مبادرات – عوني كرومي – وإفتتاح مسرح الستين كرسي ونشاطات المسرح الجوال وإلى مبدعي – بهلوان آ خر زمان- وكان ياما كان لفرقة الفن الحديث . بدأ ينمو في الأفق وعلى الواقع جمهوراً يبحث عن المسرح الجاد والملتزم عزوفاً عن الهابط من الأعمال المسرحية منها والسينمائية ولربما التلفزيونية. وهي ما حسمت با لتالي تردد صاحبي بإتخاذه قرار أن يتقدم الى إدارة معهد الفنون الجميلة _ قسم الفنون المسرحية_ وليصبح ممثلاً وكان ذلك ممكناً جداً إن إستوفى على الشروط الصعبة والغير عادلة والمنافية لأبسط الحقوق الإنسانية. وبدأنا نعد العدة.. وكنا نسكن في غرفة متواضعةقريبة من مبنى قاعة الفن الحديث المجاورة لجدارية فائق حسن والذي إستلهم منها شاعرنا سعدي بن يوسف أحد أهم وأجمل قصائده. وكانت غرفتنا مكاناً للقاء عدد من الفنانين التشكيلين والسينمائين والمسرحيين والأصدقاء ومنهم المسرحي _ جواد الأسدي _ حيث إختار نصاً من هاملت شكسبير وتحديدا ً دور عطيل .
وننتهي من حفظ النص ليأتي دور التمثيل حيث أثبت_ جواد_منذ ذلك الحين قدرته ليس على الإخراج وإنما في صنع أدوات المسرح ومنها الممثل.
ولعل طريقة إخراجه لمسرحية ( العالم على راحة اليد ) لفتت اليه انتباه المسرحيين والنقاد على حد سواء وحيث فُوجئنا جميعاً بالعمل بعد عرضه رغم لقاءاتنا المتكررة .
وعندما حان موعد الإختبار ذهب صاحبي لمقابلة أساتذة المسرح وإدارة معهد الفنون الجميلة وحراسها وشرطتها الجدد حيث أثبت ( المتقدم ) مهارته في إلإلقاء والحركة والتعبير وغيرها ولم يبقى إلا ألإجابة على سؤال لايمت صلة بالمسرح ومكوناته وحيث لم يتوقع سُئِل . : _
هل أنت رفيق ؟ ولم ينتظر لحظة للتفكير مجيباً نعم . ( رغم أنها لا قطعاً ) فالسؤال يعني هل هو بعثي ؟ثم كتب إسمه وعنوانه وتوقيعه , وحيث إلتقينا بعد الإختبار بقصد الإستفسار عن نتيجة المقابلة . اُصبنا بدوارٍ من نوع خاص , إذ توجب علينا إخراجه من ورطة ألإ نتحال والتزوير العفوية وحيث فلحنا مؤقتاً ألا أنه عُذب فيما بعد حيث أذاقوه مر العذاب في دهاليز النظام وأعدموا له خمسةً من أشقائه ورموا بعائلته الكادحة خارج حدود العراق الذي أراد أن يكون أحد بناة مسرحها من خلال إعتلاء المسرح مرة واحدة . مرة واحدة لم تتكرر حيث مات كمداً وحسرة وألماً فلذكرى يوم المسرح .... سلاماً ميثم مهدي ووداعاً .

رشيد كَرمة السويد 26 آذار 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة