الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همسات في أذان المتظاهرين

محمد باني أل فالح

2013 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


تمر بنا هذه الأيام زوبعة لو تمادى معها البعض ونسى حقيقة أن الإخوة والمحبة رهان التعايش السلمي وبوصلة الأمان في ربوع وطننا الذي عاش سنوات من الحرب والدمار وأزمة طائفية حرجة أشاعت في مجتمعنا الخوف والهلع عن كل ما يمت إلى الإنسانية بصلة فأننا والحال هذه سنكون على أبواب صومال ثانية أو يوغسلافيا جديدة وسيكون لنا حال ليس بأهون من سوريا أو مصر أو غيرها من البلدان العربية التي عزف على أوتار وحدتها اللوبي الصهيوني وتمكن من تمزيق أوصالها عبر هتاف الديمقراطية الذي نسجت خيوطه في دهاليز تل أبيب وأنقرة ومن لف لفها لجعل بيوت الدول العربية المحيطة بأمن إسرائيل أهون من بيت العنكبوت وعلى جميع العقلاء وأصحاب المبادئ والروح الوطنية القفز على بعض مصالحهم والتقرب إلى بعضهم ونبذ خلافاتهم والنظر الى أبعد ما هم فيه من تخرصات تموج بهم نحو الهاوية بفعل بعض الطارئين على السياسة حيث صرح السيد حيدر الملا الناطق باسم القائمة العراقية بأن بعض السياسيين وبما فيهم هو نفسه قد أمنوا وضعهم ووضع عوائلهم خارج البلاد في حال خروج الأمر عن نطاق السيطرة وحصول حرب طائفية والسياسيون هم أصحاب أجندة نفعية في حال حصول المطالبين لحقوقهم واحتساب ذلك لمصالحهم كدعاية انتخابية وفي حال انفلات الأمور فأنهم والحال هذه سيعبرون الحدود غير إسفين على ما تركوه خلفهم من حرب ودمار .
ويقينا فأن الدعم الخارجي لبعض السياسيين والتدخل في الشأن الداخلي أنما يأتي لخدمة المصالح الإسرائيلية والغربية في أثارة الشارع السياسي وأحداث أزمة سياسية لمنع استقرار البلد وأربأك الحكومة ومنعها من أداء دورها في البناء والأعمار وبالتالي فأن الأيدي القذرة التي تتعاطى النهج الطائفي في ميدان التظاهر أنما هي أيدي سياسية آثمة تلطخت بدماء العراقيين وعاثت فسادا في المال العام لخدمة مصالحها الحزبية وتنفيذ الأجندة الخارجية وما المطالب غير القانونية التي رفعها بعض المجندين من المتظاهرين المطالبة بالعفو عن ألقتله والمجرمين وتبييض السجون وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المسألة والعدالة ألا دليل على تسييس التظاهرات وألباسها ثوب الأزمة السياسية بعد أن كانت تطالب بتحسين الخدمات والإفراج عن بعض السجينات المعتقلات في سجون الداخلية .
وكان لتدخل بعض السياسيين وركوبهم موجة التعصب الطائفي الأثر الواضح في تأجيج الشارع السياسي وتحويل موجة الخطاب من المطالبة في الإصلاح الى المطالبة بإسقاط الحكومة دون وعي من قبل المطالبين بما تعنيه تلك الأجندة التي ينادون بها من حراك سياسي لا يمت الى الشراكة الوطنية بمنطق من الحقيقة والمصداقية وذلك ما أثبته وزراء القائمة العراقية وتركهم حقائبهم الوزارية ومغادرتهم الى خارج العراق بسبب يقينهم بأن سقف المطالب والأجندة المرسومة لها لا ينتهي ألا بحرب طائفية رسم لها السيناريو وأخرجها رجال الحرس الجمهوري وأزلام مخابرات النظام السابق الذين باتوا يشكلون خلايا وزمر تتآمر على أمن واستقرار البلاد بدعم قطري أمارتي مشترك وخارطة طريق إسرائيلية لزعزعة أمن الدول المحيطة بها والتمكن من التوغل في ثنايا تلك البلدان من خلال عملائها الذين باتوا ينفذون لها كل ما يأتمرون به من أعمال قذرة بحق الشعوب العربية وذلك من أجل بقائهم فترة أطول في الحكم رغم ما تعانيه بلدانهم من نهب للخيرات من قبل شركات الدول الغربية واستعمال أراضيها كقواعد عسكرية لتهديد الدول المجاورة وفي كل ذلك تبقى تلك الحكومات مجرد خادم ذليل وعبد مطيع وصعلوك منفذ لأوامر سيدتهم تل أبيب .
ويمكن رؤية حقيقة الاستهداف الإسرائيلي للدول العربية المحيطة من خلال معرفة ما حصل لدولة مصر بعد توقيع اتفاقية السلام مع أسرائيل في كامب ديفيد عام 1978 وفتح السفارة الإسرائيلية في القاهرة وحصول التطبيع بين الطرفين وكيف حدث التطور العمراني والسياحي لمصر وكذلك ما حصل للأردن بعد عام 1996 عند حصول أتفاق بين الحكومتين وفتح السفارة الإسرائيلية هناك وتطبيع العلاقات مع المملكة الأردنية ومدى العمران الهائل الذي حصل للعاصمة عمان رغم أن الأردن يعتاش في اقتصاده على المساعدات الدولية وهناك سفارة في قطر الراعي الرسمي للتطبيع مع أسرائيل ومشروع أفتتاح سفارة لأسرائيل في طرابلس بعد التغيير الذي حصل في ليبيا وكذلك في سلطنة عمان ووجود علاقات حميمة مع المملكة المغربية ومملكة البحرين والمملكة السعودية ودولة جنوب السودان ومن ذلك المنطلق فأن على الدول العربية أما تطبيع العلاقات واعتراف بإسرائيل وأما دمار وخراب وحرب طائفية ولآت حين مناص .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 5.4 مليار دولار تكلفة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة


.. تصاعد الانقسامات السياسية.. حرب غزة لم تنجح في توحيد الصف ال




.. طفلان يختبئان داخل تنورة والدتهما من البرد في غزة


.. كتائب القسام تعلن أن مقاتليها قطعوا إمداد قوات الاحتلال شرق




.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه