الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فراغ سياسي وفلتان أمني ومسؤوليةحكم!

هادي فريد التكريتي

2005 / 3 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ أن انعقدت الجلسة الأولى للمجلس الوطني العراقي ، بعد اكثر من شهر ونصف من إعلان النتائج ، دون أن يسفر هذا الاجتماع عن أي نتيجة ، لا تلك القضايا العالقة بمصير الشعب والتي يتطلع إلى حلها الشعب العراقي بأسرع ما يمكن ، ولا تلك التي تؤشر على بدء انتقال العراق إلى مرحلة دستورية جديدة ، فالكتل الفائزة قد خيبت آمال الشعب العراقي ، وأثبتت بالملموس أنها غير قادرة على تجاوز مصالحها الضيقة ، ومطالبها الفئوية التي تتناقض وادعاءات، هذه الكتل ، من أنها حريصة على مصالح كل الشعب العراقي ، فالحريص على مصالح الشعب ، هو الذي ليس يشعر ويحس بمأساته فقط ،وإنما الذي يعمل جاهدا على حلها ، وتذليل الصعوبات وتجاوز المعوقات التي تعترض سير المساومات التي تسعى اليها الأطراف المتحاورة للخروج من مأزقها ، سواء فيما يخص المطالب الكوردية ، أو فيما يخص توزيع المناصب والحقائب الوزارية، وكل أطراف وشخصيات ، قائمة الائتلاف ، والقائمة الكوردية يحددون موعدا لانعقاد الدورة الثانية إلا أنه سرعان ما يتغير هذا الموعد ، والكل لا يصارح الشعب بما يدور في الغرف الغلقة ، ولم يعلن عن المعوقات الحقيقة لعدم الإتفاق ، ولو كانت هناك معوقات حقيقة لبادرت لطرحها الجهات المعنية علنا للملأ، وهذا ما يؤكد أن خلافاتهم تتعلق بالمحاصصة وتكريسا للطائفية البغيضة ، فكل طرف يريد أن يحصد أكبر وأكثر المناصب ، من سيادية وغيرها ، وما يدعونه من أنهم يسعون الى تشكيل حكومة إئتلاف وطني ، تشترك فيها كل مقومات الشعب العراقي ، ما هو الا تضليل وغير حقيقي أو غير حاصل فعلا ، بدليل أن الكثير من هذه القوى ، المفروض ان تكون ضمن حكومة الائتلاف ، لم يتصل بهم أحد ولم يجر التشاور معهم ،وما يشاع من اتصالات بقوى من خارج القائمتين ، الكوردية والإئتلاف ، ما هو الا زيف وخداع للجماهير الواسعة التي أعطت ثقتها ، لمن لا يستحقها ، الكل يعلم إن المسنود شعبيا عندما تعترضه مشلكلة يستعصي عليه حلها ، يتوجه للجهة التي تدعمه وتؤيده لمصارحتها ، وما يجري في الدول الديموقراطية أن المصارحة لا تشمل المؤيدين فقط بل لكل من يهمه الأمر ، وهذا ما يتعارف عليه رجال حكمنا حاليا ب "الشفافية "، عندما كانت القوى السياسية ،كلها وليست فئة دون أخرى، في المعارضة كانت تطالب بالشفافية والمصارحة ، وتتناسى مبادءها وقيمها عندما تكون في السلطة ..
ياسادة العراق الجدد صارحونا بأنكم غير قادرين على تجاوز مصالحكم الخاصة على حساب الشعب المنهك ، والديموقراطية تعني فيما تعنيه المصارحة والمشاركة ، وأن تعلنوا عدم قدرتكم على تجاوز مصالحكم الضيقة ، وهي بالتأكيد ليست مصالح الشعب العراقي ، وفي هذه الحال أن تبادروا الى عقد جلسة فورية للمجلس الوطني وتصارحوه ، باعتباره ممثلا للشعب ، فشلكم في تشكيل مؤسسات الدولة ، وفشلكم أيضا في الإتفاق على تشكيل الحكومة ، ليتسنى للمجلس تكليف من يليكم في الثقل ، للبدء بما فشلتم به ، وهذه هي من قواعد اللعبة الديمقراطية التي ترددونها دائما ، أليس كذللك ؟، أما أنكم حزتم على الأغلبية وهذا هو نهاية الطريق ، وليذهب الشعب إلى الجحيم ، فهذا استهانة واحتقار للشعب الذي تدعون تمثيله، خصوصا وانه يعاني ليس من الفلتان الأمني القادم الينا من خارج الحدود ، بل من ممارسات قوى طائفية ظلامية من الداخل ، مهدت لمجيئها الى السلطة الفتاوى الطائفية والمال المتدفق عبر شط العرب ، وتصمتون صمت القبور عن ذكرها وإدانتها ، كل القوى السياسية والطائفية ، الحاكمة والمحكومة ،تعلم أن هذه القوى الظلامية تمارس القمع والقتل وسلب حريات الناس تحت سمعكم وبصركم ، وبعلم ودراية الحكومة المنتهية ولايتها ، والغير قادرة على اتخاذ أي إجراء يخص حماية المواطن ، وانتم، جميعا، يا من تملكون ليس الأكثرية والتأثير في مناطقكم فقط ، بل تملكون الفتاوى التي تحد من نشاط هذه الفئات الضالة ، التي تجاوزت كل الحدود وتخطتها ، وربما الكيل سيطفح ونتائجه وخيمة ليست عليكم فقط ، بل وعلى كل الشعب العراقي ، نطالبكم ، يا من فزتم " فوزا ساحقا " بتأثير من فتاوى المرجعية، كما نطالب المرجعية التي نصرتكم بفتاويها ،أن تدينوا جميعا ما يجري في البصرة من جرائم ، مثلما أدان الشعب العراقي ،كل الشعب ، الجرائم التي تسبب بها الإرهابيون المجرمون، القادمون من خارج حدودنا ، من قتل المئات من أبناء شعبنا في الموصل والحلة وسلمان باك وبعقوبة ، ولا زال الدم يراق رخيصا في كل المدن العراقية الصابرة ، ولا زلتم غير عابئين بما يجري من أحداث ، وكأن الأمر يجري بالإتفاق معكم .. أدينوا الجرائم تتسع شعبيتكم ، ويتأكد منكم الشعب العراقي أنكم لم ولن تفرقوا بين البصرة وكربلاء والموصل والحلة وبعقوبة وغيرها من المدن المنكوبة ، تحملوا مسؤولياتكم بشجاعة ونكران ذات ، فالحكم ليس كراسي فقط ، انما هو مسؤولية وطنية يحاسبكم عليها الشعب إن عاجلا أم آجلا ، وإن تذكرتم حكم البعث وتجلياته وما آل إليه ،تهون عليكم المناصب والصراع الغير مبدأي عليها ، فهل ستبررون ثقة الشعب يامجلس الشعب ،الشعب ينتظر دون قدرة على المزيد..!
26آذار 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا