الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في الأردن الاحتفال بعيد ميلاد الملك إذ يكون طريقا للنصب والاحتيال !
خالد عياصرة
2013 / 2 / 4مواضيع وابحاث سياسية
خالد عياصرة
ألو ... تحياتي عاكف بيك أنا ( فلان الفلاني ) رئيس مجلس إدارة الشركة - أحد الشركات الكبرى في عمان - نحن بصدد القيام باحتفال كبير بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملك ونريد منك (.....) ويشرفنا حضورك !
قبل أن يكمل الرجل مكالمته يبادره المعايطة ما يلي :
هل طلب جلالة الملك ذلك ؟ فيجيب لا، لم يطلب.
هل ذلك يرضي الملك ؟ يكتفي بالصمت.
ألم يعلن الملك عن عدم رغبته بذلك ؟ يرفض الاجابة ويفضل السكوت.
هذا نص المكالمة التي جرت بين رجال الأعمال الدكتور عاكف المعايطة، ورئيس أحد الشركات الكبرى في عمان.
في أمريكا يتم الاعلان عن احتفالات خاصة بالحزبين الجمهوري والديمقراطي بهدف جمع التبرعات لدعم حملات الحزبين والمرشحين، لا للاحتفال بأعياد ميلاد القادة والمسؤولين والاشخاص. لذا يتم بيع الكراسي والطاولات بالألف الدولارات، ثمة طريقة اخرى يتم التبرع فيها للحزبين دون الاحتفال. في كلا الامرين يكون القانون سيد الموقف فهو من يحدد شروطها بصرامة.
طبعا، الذي ينطبق على الحكومة الامريكية ورجالاتها، ينطبق على الشركات الخاصة واصحابها، فالكل خاضع للقانون.
اردينا : الأمر مختلف كليا، حيث تقوم بعض الشركات وبعض الافراد بابتزاز شركات ورجالات الاعمال آخرين، بحجة جمع الاموال للاحتفال بعيد ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني.
الملك شخصيا، وجهة الحكومة بضرورة عدم اقامة احتفالات رسمية وحكومية بعيد ميلاده، فإن كان صاحب المناسبة لا يحبذ القيام بها، لما يصر عليها البعض رغما عنه ؟
يا اللهي ... وكأن البعض يفهم الامر مقلوبا، فإن قال الملك لا تحتفلوا، قام هؤلاء بالاحتفال، وإن قال احتفلوا رفض هؤلاء الاحتفال، فالأمر بالنسبة لهم معكوس، كما عقولهم.
تصرفات الشركات وبعض الافراد البعيدة عن المسألة القانونية من قبل الجهات الحكومية ذات الاختصاص تدعو إلى الاشمئزاز، سيما وأنها لا تخضع لاعتبارات قانونية تحدد خطى "التبرعات، أو طريقتها أو الهدف أو كيفية إدارتها، بحيث لا يعرف أحد أين تذهب الأموال !
أضاف إلى ذلك، ماذا يعني إن يقوم أحد أصحاب الشركات الكبرى في البلد بإقامة حفل لعيد ميلاد الملك، الا يعني هذا أن الرجل ومن هم على شاكلته يبحثون عن موطئ قدم، الذي لا يمكن ايجاده الا من خلال القيام بمثل هذه الاعمال.
حسب منطق هؤلاء، كل من يحتفل يحب الملك، وكل من لا يحتفل يكرهه، هذه كذبة كبرى، الهدف منها يصب في اتجاهين الأول مادي بحت حيث لا يعلم أين تذهب الأموال التي قد تصل إلى مئات الالف من الدنانير، والثاني وصولي يستغل ظهور المتبرعين للوصول إلى مرادهم واضواء الشهرة !
المتبرعين في الحقيقة هنا يشبهون من يتبرع لشحاذ يجوب الشوارع سائلا الناس، دون ان يعرف المتبرع ان هذا المتسول يمتلك من الاموال والعقارات ما لا يقوى عليها شخصيا !
الأمر الذي يجلب " الجلطة " هو أن كان الملك وجه الحكومة بضرورة منع الاحتفالات بعيد ميلاده، الا يمتد هذا التوجيه ليصل كافة أصحاب الشركات والمؤسسات الكبرى، فالذي يحب الملك يتقيد بتعليماته، أليس كذلك.
في عين السياق، أليس من المعيب أن يتم الاحتفال بعيد ميلاد الرجل الرفض له أصلا، وثمة مصائب تقع على رؤوس الأردنيين من كل حدب وصوب، بدايتها أجواء البارد تجلد ظهرهم، وليس نهايتها دمار الشوارع !
المضحك في الأمر، أكثر من ذلك، هو أن الملك قام بالتبرع بـ 4 ملايين و400 ألف لتوزع على الأسر الفقيرة، أليس من باب أولى هنا أن يقوم أصحاب الجوقة بتوزيع الأموال على الفقراء والمساكين في البلد، سيما وأن صاحب المناسب قال بانه يريد اعتبار يوم ميلاده يوم عمل وانجاز لا يوم عطلة واحتفالات !!
في الختام، الملك طالب بمنع ذلك، ولم يطالب أحد الاحتفال، ومن الاستحالة أن يطلب، ولن يرضى بذلك، فلما تصرون على القيام بأفعال ضد رغبته، الا إن كان هناك اهدافا اخرى، غير التي تروجون لها تريدون تحقيقها.
هؤلاء في الحقيقة لا يختلفون عن أولئك تستروا بالملك، وفي عين الوقت مدوا اياديهم وسرقوا الدولة !
سؤال بريء جدا، لو افترضنا أن أحد الشركات قامت بجمع 200 ألف دينار من التبرعات للاحتفال بعيد ميلاد الملك، ومن ثم اقامت حفلا كلف 100 ألف دينار ، يا ترى أين تذهب 100 الف الباقية، هل تعاد إلى اصحابها، أم توزع على المساكين والفقراء، أم تراها تذهب إلى جيوب القائمين على الحفل باعتبارها بدل أتعاب ؟؟
هل يعقل أن تصل الوقاحة بالبعض لدرجة استخدام الملك والاحتفال بعيد ميلاده، بهدف للنصب والاحتيال؟
نترك الإجابة إلى أصحاب الضمائر الحية .
خالد عياصرة
[email protected]
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. 2024 النشرة المغاربية الخميس 28 مارس • فرانس 24 / FRANCE 24
.. المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية تؤكد ضرورة بدء تجنيد
.. لليوم الـ11.. استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع
.. محكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل بضمان إيصال المساعدات إلى غ
.. غزة.. ماذا بعد؟| نحو 20? من الأمريكيين يغيرون موقفهم من حرب