الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهكذا انحرفت الثورة عن أهدافها

أحمد عبد العزيز

2013 / 2 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


منذ خروج ثورة 25 يناير 2011 قامت الدنيا ولم تقعد حتى هذه اللحظة على مدار عامين كاملين، تجرع فيهما المصريون كؤوس الذل والخيبة واليأس، وتضاربت الأقوال والأحكام والطموحات، فمنهم من صب جام غضبه على تلك الثورة ووصفها باللعينة، فقد تأثر الكثيرون بأحداث الثورة، ومنهم من استمر في ثورته في شكل وقفات متقطعة ما بين جمعة وأخرى، ومنهم من انضم لصف الحاكم وأصابه داء التبرير بمطنق أو بلا منطق، فالحاكم هو المسئول عن الشعب ولا يخطىء، وقد أرسله الله إلينا ليطبق شريعته، ومن يهاجمه كافر مباح الدم.
مضت الأيام بسرعة ولم يتوقف نزيف الدماء، فمررنا بأحداث ماسبيرو، وأحداث محمد محمود، إلى أن انتخب الشعب المصري رئيساً لم يكن في الحسبان، لكن كيف أصبح مرسي رئيساً لمصر؟
القصة يمكن تلخيصها في مثلث الفقر والجهل والاستقطاب الديني، فالشعب المصري به شريحة كبيرة تعاني الفقر المدقع، ولم تجد المساندة من النظام السابق، ولم تجد من يقف إلى جوارها، لكن هناك من تذكرها وقت الانتخابات بزجاجات الزيت وأكياس السكر واللحوم المخفضة أو المجانية، أضف إلى ذلك القوافل الطبية المجانية، كل هذا يأتي قبل مواعيد الانتخابات بفترة قصيرة، ومن ثم تكون النتيجة أن تذهب أصوات شريحة كبيرة إلى اتجاهات بعينها، وفي الواقع تلك الشرائح لم تكن لتصوت، ولم تكن تعنيها العملية الانتخابات يوماً.
ننطلق إلى الضلع الثاني للمثلث وهو الجهل، بدءاً من المناهج الدراسية التي لم تتطور منذ وقت بعيد، مروراً بالطريقة التي تدار بها العملية التعليمية في مصر، ثم انطلاقاً إلى تنشئة الطفل منذ صغره على التلقين، فهو يحفظ ما يملى عليه، ويكتبه في ورقة الامتحان ليعبر إلى السنة التالية، وهو ما يفعله الكثيرون في الانتخابات، فهم يكتبون ما يملى عليهم في ورقة التصويت التي لا تعنيهم كثيراً كورقة الامتحان.
ننتقل إلى الضلع الثالث وهو الاستقطاب الديني، حيث يتم توجيه الكثير لاختيار قوائم حزبية معينة أو شخصاً بعينه طبقاً لشعارات لا تغني ولا تسمن من جوع، كالقول بأنه عليك اختيار هذا الشخص التقي النقي القريب من الله؛ لكن عنصر الكفاءة لا حاجة له، وهو ما جعل الكثيرون ينخدعون في اختياراتهم، لنرى أنفسنا في النهاية أمام أشخاص تم اختيارهم فعلاً، لكنهم ليسوا أهلاً للقيام بالأدوار التي تم اختيارهم لأدائها.
فرح الكثيرون وهللوا بعد سقوط الفريق أحمد شفيق، واستقبلوا الرئيس الفائر في الانتخابات الدكتور محمد مرسي استقبال الفاتحين، وظنوا أنه أتى ليخلصهم من براثن نظام مبارك، لتمضي الأيام، ويكتشفون أن الأوضاع تحولت للأسوأ في عهده، فبدلاً من حكايات تعرية المعتقلين والتعذيب في السجون، ترصد الكاميرات لقطات سحل وتعرية أحد المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، وتضاربت الأقوال حول تلك الحادثة، ليس فقط من المحللين والمتابعين، بل حتى الشخص المسحول نفسه تضاربت كلماته، فنفى تعدي رجال الشرطة عليه قبل يوم من تأكيده تعدي رجال الشرطة عليه، وهو ما يؤكد أنه قد تم تهديده أو التأثير عليه.
لم يتغير شيء، هذه حقيقة الأوضاع التي تجري في البلاد، فالنظام السابق كان يصم آذانه عن سماع أصوات معارضيه، وكانت الداخلية تتعامل بوحشية مع المتظاهرين ومع المعارضين، وهو ما يحدث الآن في عهد مرسي، فما تم من إعلان دستوري ثم دستور غير توافقي مع عدم احترام لأحكام القضاء، ومحاصرة المحكمة الدستورية، ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، هو استمرار لسياسة تكميم الأفواه، وهو المشهد الذي لم تقم الثورة لنراه بعدها بعامين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تصلح الثورة
محمد بن عبد الله ( 2013 / 2 / 4 - 18:10 )
لا تصلح ثورة بتهييج شعب غالبيته من الجهلاء المتدينين

الحل في نشر العلم
والتشجيع على استخدام العقل والتفكير الحر
وترك الدين داخل دور العبادة إن لم يكن نبذه كلية
تأخرنا قرونا بالنسبة للدول المتحضرة يجب أن نفهم أن القفز على المراحل مستحيل رغم تعودنا على (الفهلوة) والسطحية...قد يتطلب ذلك عشرات السنين..هتاك مراحل لا مناص من اجتيازها فلا توجد حلول سحرية فورية...

ثورة قبل ذلك لن تؤدي إلا إلى الهمجية

لذا نرى اليوم ارهاصات الهمجية من جهة السلطة الفاشية الظلامية
وقريبا جدا ستنتقل تلك الهمجية إلى الشعب في شكل ثورة جياع


كل ثورجي أهوج لم يحسب نتيجة إشعال هياج الجماهير على نفسه جنا وعلينا

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين وصحفيين بمخيم داعم لغزة


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -




.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش