الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نستفيد من تجربة الأرجنتين ?

سيدة عشتار بن علي

2013 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


مما لا شك فيه وما هو واضح من خلال ممارسات الاحزاب الدينية التي امسكت بزمام الامر اثر الثورات العربية ان هذه الاحزاب الحاكمة تخطط للاستحواذ على الحكم واحتكاره ,ويبرز ذلك من خلال ممارساتها القمعية مع المتظاهرين المعترضين على سوء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومن خلال تلويحها الدائم بتكفير التيارات المعارضة في محاولة للعزف على الوتر الديني لدى الفئات الشعبية الجاهلة رغم ان هذا الاسلوب بات مكشوفا وعاريا يفهمه ويفقهه ابسط عامل امّي في البلاد العربية فهذه الاحزاب الدينية فضحت نفسها بنفسها من خلال تجاهلها لمطالب الشعوب التي من اجلها قامت الثورات بل ان سياسة القمع التي تنتهجها وصلت الى حد تقتيل الشعب من المتظاهرين وغير المتظاهرين باطلاق النار بصفة عشوائية ضاربة بالقوانين عرض الحائط ,فمن منا لا يذكر ذلك المشهد البشع الذي حصل خلال الايام الاخيرة حين قامت قوات القمع الاسلاموية باطلاق النار على رجل مقعد على كرسي متحرك هو وابنه الذي كان يرافقه هذا بالاضافة الى عزفها سمفونية المؤامرة في محاولة لتصفية المعارضة فقد وصل الامر في مصر بطلب استتابة الاحزاب الوطنية والعودة الى دينها وصوابها والتوبة والعودة الى الصواب طبعا بالنسبة لهؤلاء هي الطاعة والخضوع وصم الاذان والصمت عما يجري من مهازل وخيانات اصبحت النخب والشعوب واعية بها على اكمل وجه ....الغريب ان هذه الحكومات مازالت بعد كل ممارساتها القمعية تغني اغنية الديمقراطية والحرية وتتبجّح بالثورية ,ولا اعرف ان كانت بذلك تغالط نفسها والشعوب ام ان فهمها للديمقراطية ومعناها فهم مغلوط واعتقد ان مفهومهم للديمقراطية بالنسبة لهؤلاء ما هي الا مجرد انتخابات تجرى لمرة واحدة و يتسنى لهم بموجبها حق التلاعب بالدستور والانقلاب على الشرعية ومنح الحكومة سلطة مطلقة يحق لها بموجبها العبث بمصير الشعب الذي انتخبها وقمع ارادته في حين ان الديمقراطية تعنى الكثير فهى لا تمنح تفويضا لا نهائيا للرئيس ولو كان ناجحا فى الانتخابات بنسبة تسعين بالمائة كما تعنى أيضا الرأى والرأى الآخر واحترام حقوق الأقليات والمرأة والمهمشين وغيرهم وتعنى أيضا استقلال القضاء وحرية الاعلام والصحافة وتعنى تساوي الفرص بين المواطنين وتعنى تلازم السلطة والمسئولية، ولكنها بكل تأكيد لا تعنى سلطة بلا مسؤولية ولنا ان نذكر هنا تجربة الارجنتين في التحول الديمقراطي وكيف قام الشعب خلال عامين فقط بتغيير الرّئيس ثلاثة مرّات ...أنها إرادة الشعب الّتي لا تعلى عليها ارادة ,فقد تابع العالم بذهول كيف أطاحت انتفاضة الجياع او انتفاضة الطّناجر في الأرجنتين والتي تسمى رسميا بـ «أحداث 2001» برئيس الجمهورية «فرناندو دولاروا» الذي حاول قمع المحتجين واعلان حالة الطّوارئ مستعينا بقوات الشرطة والحرس الوطني وحرس السواحل ثم قام الرئيس قرناندو بخطاب للشعب دعا فيه المعارضة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة الأزمة، لكن المعارضة سارعت الى رفض الطلب وبعد الخطاب مباشرة حمل آلاف الناس طناجرهم وخرجوا الى الشوارع وتجمعوا في ساحة «ثورة مايو» في وسط العاصمة مساء 19 ديسمبر. .... كانت ثورة اقتصادية بامتياز رفع فيها المتظاهرون الطناجر وأرغفة الخبز وأعطوا لتحركهم اسم «ثورة الجياع»،
ثم تلاه في الحكم ادولفو رودريغت الذي لم يحكم الا ثلاثة اشهر فقط خلال سنة الفين وواحد ثم ادواردو دوالده الذي حكم بداية من يناير 2002واضطر الى الاستقالة في 25ماي 2003
اردت من خلال الاستشهاد بالارجنتين ان حجة الشرعية الانتخابية التي يرددها الحكام الاسلاميون اليوم ويرددها من وراءهم عشاق العبودية ما هي الا حجج واهية وبائتة لان هذه الحكومات انتخبتها الشعوب على اساس معين لكنها دمرت هذا الاساس وانتهكت القوانين وانقلبت على الدستور والشرعية واطلقت بلطجيتها وميلشباتها لتصفية المعارضة والمحتجين فهل نستفيد من التجربة الارجنتينية ?!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس