الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تبادل الإتهامات عوضاً عن الزهور !!

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2013 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


مايحدث اليوم فى المشهد السياسي فيما يخص علاقة دولتي السودان ( شمال ، جنوب ) هو فى الحقيقة أمر محير ويدعو للريبة والشك فى وجود أجندة خفية ومشتركة بين الحزبين الحاكمين شمال وجنوب ، ويجعلنا نظن أن هناك مؤامرة تحاك ضد الشعب السوداني بشقيه الشمالي والجنوبي على حد سواء من خلال الحزبين الحاكمين وعن طريق تنفيذ تلك الأجندة الخفية ..!!

فليس من المعقول أن تصبح المشكلة الشمالية الجنوبية لهذه الدرجة من التعقيد والتشابك على الرغم من نيل جنوب السودان إستقلاله عن شماله ، وكان فى السابق تصور لنا المشاكل كلها على انها بسبب وجود الجنوبيين فى الشمال وبسبب الإضطهاد الشمالي للجنوب دون حتى تعريف لماهية الشمال ، وأذكر جيداً ذلك الإستطلاع الذي قام به تلفزيون السودان الحكومي حول رأي المواطنيين فى تقرير المصير وإنفصال الجنوب - ولكون التلفزيون يعبر فى كل برامجه عن سياسة الحزب الحاكم – فإن ذلك الإستطلاع كان بمثابة تشكيل للرأي العام لتقبل الإنفصال ، وكانت تلك العينة التى إختارها التلفزيون بعناية فائقة ودقة لتتحدث عن رأي الشماليين ، والتى عبرت بكل براعة عن رأي الحزب الحاكم والتى إتفقت حول أن الجنوبيين ، ( لا يشبهون الشماليين لا فى اللون ولا فى الشكل ولا فى الثقافة ولا فى الدين ولا فى العادات والتقاليد ولا فى اللغة ) ولهذا خير لنا أن ينفصلوا ، وكان هذا حينها يعبر بكل دقة عن الخط السياسي للحزب الحاكم ، والذي كان يدعم الإنفصال ويمهد له بكل نفاق بإعتباره كان يظهر حينها خلاف مايبطن ، وكذلك فعلت الحركة الشعبية التى كانت شريكة فى الحكم وشريكة فى دعم الإنفصال وشريكة فى تفتيت البلاد ..
نعم عادت بنا الذاكرة لتلك الأيام ، لممارسات اليوم المشابهة لذات ممارسات الأمس والتى تدعم التوتر والحروبات وتدعم الصراعات القبلية والجهوية وتدعم تخلف البلدين ومعاناة الشعبين ، فليس من المعقول أن تتواصل اليوم ذات الإتهامات القديمة بين الحزبيين حينما كانا شريكين وبذات الأجندة القديمة ، ولا يخفى هذا الأمر فكل العالم يعلم تماماً أن هذين الحزبين هما سبب معناة الشعب السوداني وسبب تخلفه وسبب الحروبات اليوم بين الشمال والجنوب وسبب النزوح والتشرد والفقر وسبب تدهور إقتصاد البلدين وسبب ضياع النفط وسبب الفساد ، وكل العالم يعلم أن الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني لم يأتيا للسلطة بخيار الشعبين ولن يكونا فى يوم من الأيام خياراً للشعبين لحكم البلدين ، بسبب تلك الأجندة الحربية التى لا تخدم السلام ..

الجنوب يتهم الشمال بشن غارات جوية على مدن حدودية جنوبية وقتل جنود من الجيش الشعبي ، الشمال ينفي التهم الموجهة إليه ويتهم الجنوب بحشود عسكرية على الحدود ، الشمال يتهم الجنوب بدعم الحركات المسلحة ، الجنوب ينفي التهم ويواصل فى إتهام الشمال بعرقلة المفاوضات ، الشمال يتهم الجنوب بخدمته لأجندة إسرائلية ومخطط إسرائيلي فى المنطقة ، الجنوب يتهم الشمال بخرق إتفاق نيفاشا وعدم إلتزامه بتفيذه ، الشمال يرد ذات الإتهامات على الجنوب ..
هكذا يتواصل المشهد وتتواصل الأحداث بذات التكرار الممل وذات العقلية القديمة وذات المزاج الشخصي والأيدلوجيا الحزبية والنظرة العنصرية للبعض والأجندة الخفية ، وفى تقديرنا أن الحل الوحيد لحل الأزمة الشمالية الجنوبية يكمن فى ذهاب وإسقاط الحزبين الحاكميين ، حينها فقط سيتم تبادل الزهور بين الشعبين عوضاً عن تبادل الإتهامات بين الحزبين ..

ولكم ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي