الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى 41 لحركة 5 فيفري

عمر بن منير بن عمر بلخشين

2013 / 2 / 4
الحركة العمالية والنقابية


سنتعرّض في هذا المقال الى:
الأسباب المباشرة لحركة 5 فيفري
التذكير بأهم الشعارات التي رفعتها الحركة الطلابيّة
الوعي بواقع الحركة الطلابية وضرورة بناء رؤيا أخرى لهذه الشعارات
هناك عدت أحداث مباشرة مهدت لحركة فيفري72:
ــ الحدث الأوّل هو طرد الطالب فريد بن شهيدة المرسم بالسنة الأولى بكلية العـلوم بتونس لمدة سنة وذلك ، بعـد مثوله أمام مجلس التأديب بسبب » لنشاطه الإعلامي بعد انقلاب قربة و موقفه الماس من كرامة أستاذة تونسية«. وقد شنّ طلبة كلية العـلوم يوم 21 جانفي 72 إضرابا عاما عـن الدروس للمطالبة بإرجاعه فورا لمقاعد الدراسة.
ــ والثاني هـو البدء في محاكمة المناضل أحمد بن عـثمان الرداوي وزوجته سيمون للوش واللذان ينتميان للفصيلان الطلاببيان العامل التونسي ومجموعة آفاق. وكان أحمد بن عـثمان قد وقعـت محاكمته سنة 1968 في إطار قضية تجمع الدراسات والعـمل الاشتراكي التونسي من قبل محكمة
أمن الدولة ثم أطلق سراحه عام 1970
وقد دفع هذان الحدثان أغـلبية الطلبة إلى إعلان إضراب عام في كافة المؤسسات الجامعـية يومي الإثنين 31 جانفي والثلاثاء 1 فيفري 1972. ويوم محاكمة أحمد بن عـثمان تظاهـر الطلاب أمام قصر العـدالة بشارع باب بنات وساحة باب سويقة حتى وصلوا إلى قلب العاصمة بشارع بورقيبة.
رغـم أهمية هذين الحدثين، إلا أنّ المحرك الأساسي لحركة فيفري هو ما جدّ في المؤتمر الثامن عـشر للاتحاد العام لطلبة تونس الذي انعـقد في الفترة المتراوحة ما بين 12 و20 أوت 1971 بمدينة قربة بولاية نابل و قد تمكنت المجموعة الديمقراطية من حصد أغلبيّة داخل قاعة المؤتمر حيث تمكنت من الحصول على 105 نيابيات من إجمالي 180 نيابة وهو ما دفع بالدساترة إلى محاولة عقد مساومة والدعوة لتشكيل قيادة توافقية يحصلون من خالها على ثلث المقاعد واقتسام الباقي ما بين اليساريين والمستقلين وهو ما تم رفضه على اعتبار أن العمليّة يجب أن تكون انتخابيّة وتشديدا على ضرورة فرض استقلاليّة المنظمة عن السلطة وحزبها.
وبعد أن أصبحت الفرصة سائحة شرعت اللجان المشكلة بإعادة صياغة النظام الداخلي في اتجاه إعلان استقلالية الاتحاد والحد من صلاحيات المكتب التنفيذي ووضع لجنة مراقبة من قبل القواعد الطلابيّة لإرساء الديمقراطية أكثر.
أمام هذه الحنكة التنظيمية وهذه القرارات والمواقف الثابتة اتجه الدساترة للاستنجاد بالبوليس لمحاصرة قاعة المؤتمر واعتقال الطلبة النواب وفرض إيقاف الأشغال بعدها أعلن الدساترة قيادة جديدة للاتحاد.
حينها قرّر الطلبة إعداد تقرير إعلامي حول حيثيات انقلاب قربة وكشف الحقائق وفي السنة الجامعية 1971-1972 تم توزيع التقارير على كل الطلبة .

وكانت اللجنة الإعلامية المفوضة تتكون من: رشيد مشارك وخالد قزمير وعـيسى البكوش وعـياض النيفر ومصطفى بن ترجم، لتوضيح ما حدث في هذا المؤتمر لكلّ الأطراف.
منذ هـذه الواقعة تفجرت معـركة مفتوحة بين الحزب الحاكم وأجهزته من جهة والحركة الطلابية وقواها المناضلة من جهة أخرى.
ومع بداية فيفري تجمّع ما يفوق الثمانين بالمائة من طلبة الجامعات التونسية بكلية الحقوق للمطالبة بعقد مؤتمر استثنائي خارق للعادة وتم تشكيل لجان تحضيرية وهي اللجان السياسية،لجنة الشؤون النقابية،لجنة الشؤون الداخلية،لجنة الصحافة والإعلام،كما رفعت عدت شعارات من أهمّها
* اتحاد عام لطلبة تونس مستقل ديمقراطي ممثل ومناضل
*جامعة شعبية تعليم ديمقراطي ثقافة وطنية
*الحركة الطلابية جزء لا يتجزأ من الحركة الشعبية
*الاتحاد العام لطلبة تونس فصيل تقدمي يناهض الامبريالية والصهيونية ويساند كل قضايا التحرر في العالم وعلى رأسها القضيّة الفلسطينيّة
*انجاز مؤتمر 18 خارق للعادة
*لا مجاهد أكبر إلا الشعب
خمسة شعارات تعتبر الأساسيّة سنحلّلها بالتدقيق فيما قد رفعت أيضا شعرات أخرى لا بد من الوقوف عليها ونقدها
كشعار القطيعة السياسيّة والتنظيميّة مع الحزب الحاكم
الإشكال هنا في القطيعة السياسيّة فحين نقول القطيعة السياسيّة يعني هذا عدم التفاوض مع سلط الإشراف وعدم الضغط عليها لتحقيق مطالب الطلبة وهذا غير معقول فمن مهام الحركة الطلابية والنخبة الطلابية كاتحاد عام لطلبة تونس التفاوض مع السلطة ودخول اللعبة السياسية معها من باب تحقيق الهدف النقابي.
إن الاتحاد العام لطلبة تونس هو الذراع النقابيّة للحركة الطلابيّة وهو مستقلّ ديمقراطي ممثل معنويا وقانونيا وهو مناضل بقياداته ونخبه وقواعده.
وقد رفع هذا الشعار للتشكيك في الاتحاد العام لطلبة تونس وتشويه صورته و تكاثر محاولات الانقلاب عليه من الحزب الحاكم.

إن الحركة الطلابيّة جزء لا يتجزأ من الحركة الشعبيّة،شعار مركزيّ ومهمّ فالطلبة يمثلون النواة العضوية لكلّ مجتمع وهم لا ينفصلون أبدا عن المشهد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
من الخاص إلى العام كان هذا الشعار أيضا مهم فقد أثبت انفتاح المنظمة على القضايا الإنسانية في كلّ العالم.
*الاتحاد العام لطلبة تونس فصيل تقدمي يناهض الامبريالية والصهيونية ويساند كل قضايا التحرر في العالم وعلى رأسها القضيّة الفلسطينيّة
شعار *انجاز مؤتمر 18 خارق للعادة
هو الشعار المركزي والمحوري الذي تمخّضت منه كلّ هذه الشعارات.
أخيرا شعار تمثّل في ردّ قوي مؤيدي الحزب الحاكم
ففي يوم السبت 5 فيفري 1972، وقبل تلاوة البيان الرسمي والختامي للمؤتمر، تدخلت ميليشيا الحزب الحاكم، التي كانت ترفع شعار »يحيا المجاهد الأكبر«، فيرد عـليها الطلبة بشعار » لا مجاهد أكبر إلا الشعـب
لا مجاهد أكبر إلا الشعب
إن واقع الحركة الطلابية يظل بعيدا كل البعد عن هذه الشعارات التي تقتضي تضحيات كبيرة كما تقتضي إعادة فهم وبناء رؤيا جديدة لرحمها فلقد خربت الأطراف الإصلاحية والانتهازية والثورجية هذه المنظمة الجماهيرية و جعلت الطلبة يفقدون الثقة في النضال فممارساتهم سيئة دائما يصرخون فوق الطاولات ولا ينفعوننا في شيء هكذا أضحى معظم الطلبة يقولون.
لكي نقف عند كل هذه المشكلات سنحتاج إلى دراسة متعمّقة أكثر أمّا هذا فمقال لإحياء ذكرى 5 فيفري المجيدة.

جامعة شعبية تعليم ديمقراطي ثقافة وطنيّة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة كاليفورنيا يواصلون اعتصامهم للمطالبة بوقف حرب غزة


.. استمرار اعتصام الطلبة في جامعة نورث ويسترن با?يلينوي




.. شاهد: فرق الإطفاء تستمر في إخماد حريق اندلع بمأوى للمشردين ف


.. كلمة أخيرة - كيف استفادت الحكومة من تجربة التأمين الصحي الشا




.. كلمة أخيرة - بعض الناس عايزين يقاطعوا اللحوم والبيض زي الأسم