الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بانتظار قرار الحكومة الكبير

اسماعيل شاكر الرفاعي

2013 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يفرض علينا الانطلاق من ارض الواقع لا من سماء الامنيات ، تصوير الحقيقة الملموسة التي تمشي على الارض بكلمات واضحة ، بل يجب ان تتحول الكلمات الى رصاص حي وتصيب مقتلاً من الطائفيين : علة انشطار العرب العراقيين الى سنّة وشيعة ، لا الى ديمقراطيين وغير ديمقراطيين . تفرض عليَّ عراقيتي { التي لا أؤمن بغيرها هوية لي } المشاركة في المظاهرات . لكن كيف اشارك في مظاهرات لا أجد نفسي في بعض شعاراتها ، وبعضها الآخر يشكل استفزازاً للطائفة الاخرى : شريك الوطن ؟ يريد البعض من الطائفيين للمظاهرات ان تسير في غير مسارها الطبيعي كحركة احتجاج مطلبية تنتهي بمفاوضات كما هو المعتاد ، ويريد البعض الآخر ان ينزع عنها أسبابها الداخلية بتضخيم دافعها الخارجي . أولئك حرموا المظاهرات من بعدها الوطني ، وهؤلاء ودوا لو القوا باللجنة التي شكلتها الحكومة برئاسة الشهرستاني الى الجحيم ، اذ كشفت عن الكثير من المظالم { الاسباب الداخلية للمظاهرات } . كلا الطرفين يحاولان افراغ المظاهرات من محتواها الحقيقي ، ويوظفانهما في خدمة اجنداتهم الطائفية فتكون النتيجة حرمان الجماهير الغفيرة من تلبية مطالبها الاجتماعية . طموح السياسي الطائفي ــ كما أثبتت تجربة لبنان ــ ان يجد نفسه قائداً لميلشيات لا ان يكون رجل دولة ، فهو ينظر الى السياسة من زاوية اقصاء الشريك ، فيما ينظر اليها رجل الدولة من زاوية التسامح واحتضان الشريك . حين اسمع بعض المتظاهرين يتحدثون بلغة مستعارة من شعارات احداث الربيع العربي أصاب بالدهشة ، لأنّ ما يقوله يوحي وكأنه يعيش تحت ظل سلطة تحاول سلخه من دينه وقوميته وقيمه واخلاقه ، حين يطالب باسقاط الدستور والحكومة والعملية السياسية كلها . وماذا بعد ذلك ؟ أقول لنفسي ما الذي ثقفت وتثقف به احزاب الجانبين أعضاءها ، ونحن نلمس الشك والريبة تتوسط العلاقة بين أعضاء الطائفتين ؟ وبلغة أخرى اصبح من الصعب قيام شراكات اقتصادية واجتماعية وثقافية بينهما ، مما يشير بوضوح الى ان الحديث عن مجتمع مدني : "حديث خرافة يا ام عوفٍ " . هل تستطيع منظمات المجتمع المدني مجتمعة ان تحشد في ساحة التحرير عدداً اكبر من العدد الذي يدعو اليه شيخ اصغر عشيرة في العراق ؟ واذا ما جاء الجواب بالايجاب فماذا تنتظر ؟ هل تنتظر انشطار البلاد لتوزع أثاث مكاتبها على : فرع الطائفة السنية في... وفرع الطائفة الشيعية في... ؟ نجح الطائفيون من الشيعة والسنة في تبشيع أعضاء الطائفة الاخرى وتحويلهم الى شياطين ، وفشلَ الوطنيون في الوقوف بوجه هذه الموجة العاتية من الكره والبغضاء . وهذا هو المناخ الذي يفرّخ الميليشيات : بث الذعر والخوف من الآخر الطائفي لكي يتم تحشيد الميليشيات المسلحة [ دفاعاً عن ابناء الطائفة ] . أين الحكومة من هذا الذي يجري ، وما تعريفها للأرهاب ، وزعماء الميليشيات على الجانبين يحدون من سكاكينهم ويتهيأون لنحر رقبة العراق واقتسام جسده الذبيح فيما بينهما ؟ اذا لم يتكوّن في العراق بعد مجتمع مدني فاعل ومؤثر يلم شعث الطرفين ، فعلى الحكومة ان تكونه في قرارات رشيدة . على السلطة ان تتعالى كقانون وتفرض سيادتها الدستورية بالطرق السلمية والسلمية وحدها { اذ لا قيمة تاريخية لوطن توحده الدبابة والراجمة } واذا لم تستطع ان تفرض سيادتها ذات المحتوى الديمقراطي ، فعليها كأحزاب وشخصيات ، لهما تاريخ نضالي مشرف ، ان لا يتحملا المسؤولية التاريخية في تقسيم العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حُرم من حلمه والنتيجة صادمة ونهاية حب مأساوية بسبب الغيرة! ت


.. إيران تلغي جميع الرحلات الجوية.. هل اقتربت الضربة الإسرائيلي




.. ميقاتي لسكاي نيوز عربية: نطالب بتطبيق القرار 1701 وأتعهد بتع


.. نشرة إيجاز - مقتل شرطية إسرائيلية وإصابات في بئر السبع




.. اللواء فايز الدويري والعميد إلياس حنا يحللان المعارك الضارية