الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاشتراكيه ...حلم البشريه

فراس عبد الحسين

2013 / 2 / 5
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الاشتراكية ..حلم البشرية الازلي
في فتره المشاعيه الاولى ومنذ الاف السنين كان البشر يعيشون ضمن طبقه واحده بسلم وأمن وسلام. عندما كانت الارض مشاعه للجميع, يعملون بها ويتقاسمون خيراتها على حد الكفاية, عندما كان يسود مجتمع خالي من الطبقات والاستغلال والاضطهاد, حيث الفرد للكل والكل للفرد.
واستمرت هذه الحياه الرغيدة والهانئة لحين ظهور النقطة السوداء التاريخية الفاصلة في حياه البشرية على وجه الارض, وسر بلائها وويلاتها الى يومنا هذا وهي (الملكية الخاصة ) التي غيرت المسار التاريخي للبشرية اجمع.
فقد شوهت المجتمع الانساني وادت الى ظهور الطبقات المتصارعة المتناحرة. عندما قامت فئه قليله من الناس باغتصاب مساحات الاراضي من الاخرين بالقوة وبحجج واهيه ولأسباب ومختلفة ,بإعلانها ملكيات خاصه, واجبار بقيه الناس على العمل بها مقابل لقمه العيش التي بالكاد تسد رمقهم.
وظهر نتيجة ذلك مجتمع الطبقي من مستغَلين ومستغِلين من المضطهَدين والمضطهِدين. وظهور طبقه المترفين اصحاب الكروش, الذين قاموا بخلق طبقات مقهورة من عامه الناس وعملوا على استغلالهم واضطهادهم , وعملوا على تأبيد الفقر والجوع والحاجه المستمرة, لتأبيد الطبقية المقيتة.
ومنذ ذلك الحين ولوقتنا الحاضر ظل الحلم بالاشتراكية يراود العقول, للتخلص من الاستغلال والظلم. والسعي لا شاعه العدالة الاجتماعية والمساواة.
عرفت بذور الفكر الاشتراكي منذ اقدم العصور. كانت جمهورية أفلاطون المثالية المبنية أساساً على النخبة المتميّزة الموهوبة من الناس جمهورية اشتراكية أرستقراطية. كما جاءت الديانتان السماويتان المسيحية والإسلام بمجموعة مبادئ, تعتبر من صميم الفكر الاشتراكي. كذلك عرف العالم حركات تمثل رفضاً للواقع، ومحاولة لبناء مجتمع جديد يقوم على أساس العدالة والمساواة مثل ثورات العبيد في روما, وثورات الزنج والقرامطة في العصر العباسي، وحركات الفلاحين في الوطن العربي وسواه بمختلف الازمان.

فقد عرفت العصور الوسطى عدداً من رجال الدولة ورجال الدين من حملة المبادئ الاشتراكية والإصلاحية مثل «أبي ذر الغفاري» الصحابي المشهور و«توما الإكويني» و«توماس مور» المفكر الإنكليزي الإنساني النزعة و«كامبانيلا» الذي نادى ببناء مجتمع لا يعرف الاستغلال وسلطة المال، وغيرهم الكثير.
واستمر الحال لحين ظهور الثورة الصناعية التي تعتبر ايضا نقطه تحول هامه في تاريخ الإنسانية وضهور (راس المال) الذي خلق طبقه البرجوازيين التي باتت تتحكم برأس المال والتجارة ورسم سياسات العالم اجمع حتى اصبح نظام عالمي بامتياز.
وردآ على المظالم والتفاوت الطبقي الذي ولده نشوء الرأسمالية في أوربا, طرح عدد من المفكرين الأوربيين مبادئ تهدف إلى نبذ الرأسمالية, وإقامة اشتراكية بديلة تستند على الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج.
وقد انتقد هؤلاء تناقضات المجتمع البرجوازي وانعكاساته السلبية على الطبقات المقهورة من السكان. ويأتي في مقدمة هؤلاء المفكرين الذين وصفوا «بالاشتراكيين الطوباويين» سان سيمون، وشارل فورييه الفرنسيان، وروبرت أوين الإنكليزي. وكان هؤلاء يعتقدون أن بالإمكان إقامة مجتمع اشتراكي جديد بإقناع الطبقات الحاكمة بضرورة الاشتراكية من خلال تطوير «الطبيعة البشرية» وإقامة الجمعيات التعاونية. ومع أن الاشتراكيين الطوباويين استطاعوا التنبؤ ببعض ملامح النظام الاشتراكي المستقبلي فإنهم لم يكونوا قادرين على ربط نظرياتهم بنضال الطبقة العاملة من أجل إقامة المجتمع الاشتراكي والقضاء على أسلوب الإنتاج الرأسمالي.
فظهرت حركات التحرر في جميع شعوب العالم قديما وحديثا في سعيها للاشتراكية واتخذت مسميات مختلفة مثل الاشتراكية الخيالية أو الطوباوية، ظهرت بنهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر رداً على ما جلبته الثورة الصناعية ونمط الإنتاج الرأسمالي من بؤس وظلم واستغلال، نادت بالقضاء على النظام الرأسمالي وبالتحول السلمي التدريجي إلى النظام الاشتراكي. وحلم الاشتراكيون الطوباويون بمستقبل يتم فيه بناء مجتمع تتعايش فيه مصالح الرأسماليين والعمال بطريق الإقناع.

والاشتراكية الديمقراطية التي تمثل تياراً في الحركة العمالية المعاصرة ونوعاً من الاشتراكية الإصلاحية، فتقر باتباع الطرائق السلمية والتدريجية للتحول، وتفهم الاشتراكية على أنها مقولة أخلاقية أدبية.

وأما الاشتراكية الشعبية populism وهي نوع من الاشتراكية الطوباوية البرجوازية الصغيرة التي ظهرت في روسية القيصرية، فإنها تمزج بين أفكار الديمقراطية الزراعية الفلاحية والأحلام الاشتراكية والأمل في تجنب الرأسمالية. في حين تؤكد الاشتراكية العلمية مبادئ إلغاء استغلال الإنسان للإنسان، والتطور المخطط للمجتمع من أجل تحسين الوضع المعاشي والحياتي للجماهير الشعبية بما يتفق عموماً مع تحسين وضع كل فرد في المجتمع. وتعد الاشتراكية العلمية نظرية في إثبات الحتمية والضرورة التاريخية للاشتراكية وقانونية تحولها التدريجي إلى ومن وجهة النظر الماركسية، تمثل الاشتراكية المرحلة الأولى للشيوعية، وأساسُها الاقتصادي الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج، وقاعدتها السياسية الجماهير الكادحة بقيادة الطبقة العاملة.
والشيوعية هي اعلى مراحل الاشتراكية التي تؤدي الى اضمحلال الحكومات تدريجيا ثم وزوالها نهائيا. بعد ان يذوب مجتمع الطبقات المتعددة في طبقه واحده وتعيش البشرية بسلام وأمان بلا تناحر واستغلال بدون اضطهاد وحروب طاحنه والى الابد.
وتبقى الاشتراكية الحلم الجميل الذي يستحق ان نحيى من اجله ولأجله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى الرفيق عبدالحسين
عقيل صالح ( 2013 / 2 / 4 - 23:55 )
نشكر الرفيق عبدالحسين لنشره هذا المقال .
و لكني أود أن ادون بعض الملاحظات حول مقالك هذا :

1- الاشتراكية بشكلها العلمي وجدت على يد ماركس و أنجلز , بينما الاشتراكية التي كانت حلم البشرية منذ العصور القديمة كانت مبنية على أفكار غير علمية و كانت تعتمد على مفاهيم مثل المساواة و التوزيع العادل للثروات .

2- لاحظت في مقالك الجملة التالية : (( ومنذ ذلك الحين ولوقتنا الحاضر ظل الحلم بالاشتراكية يراود العقول, للتخلص من الاستغلال والظلم. والسعي لا شاعه العدالة الاجتماعية والمساواة.)) المشكلة الأساسية التي نراها في معظم رفاقنا هي خلط ما بين الاشتراكية و العدالة الاجتماعية , حيث لا يتم فهم الفرق الجوهري بين المفهومين .الاشتراكية تعني الغاء الطبقات بينما العدالة الاجتماعية تعني توافق الطبقات , المفاهيم مغايره و مختلفة تماماً عن بعضها . و مثل الشيء يقع في مفهوم المساواة حيث في فترة الاشتراكية لا توجد مساواة بين البروليتاريا و البرجوازية , حيث تبسط البروليتاريا دكتاتوريتها على البرجوازية فيستحيل المساواة بين تلك الطبقتين .

نتمنى ان نرى المزيد من المقالات , تحياتي لك . مودتي


2 - شكرا لك رفيق صالح
فراس عبد الحسين ( 2013 / 2 / 5 - 16:19 )
شكرا جزيلا لمداخلتك الرائعه والقيمه رفيق صالح. لكني اوردت في المقال انواع الاشتراكيات ومنضمنها الاشتراكيه الطوباويه التي كانت قبل ماركس والاشتراكيه العلميه..
وكذلك من الممكن ان تسود العداله الاجتماعيه قبل مرحله دكتاتوريه البروليتاريا..وشكرا مجددا لتعليقك القيم
وكذلك قبل نشوء الاشتراكيه


3 - شكرا لك رفيق صالح
فراس عبد الحسين ( 2013 / 2 / 5 - 16:22 )
شكرا جزيلا لمداخلتك الرائعه والقيمه رفيق صالح. لكني اوردت في المقال انواع الاشتراكيات ومنضمنها الاشتراكيه الطوباويه التي كانت قبل ماركس والاشتراكيه العلميه..
وكذلك من الممكن ان تسود العداله الاجتماعيه قبل مرحله دكتاتوريه البروليتاريا..وشكرا مجددا لتعليقك القيم
وكذلك قبل نشوء الاشتراكيه

اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل