الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخدع السياسية تغير الشرق الأوسط إلى الأسوأ

أحمد سالم أعمر حداد
(Ameur Hadad Ahmed Salem)

2013 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


عبر التاريخ السياسي، المدون منه، والمحكي، دمغت السياسة بالمجال الأرحب للخداع ونصب الفخاخ وصناعة المؤامرات. وعند اعتبار السياسة الوجه الآخر للحروب العسكرية ،ظل الخداع على مر العصور يلعب دوراً رئيساً في نجاح التخطيط الاستراتيجي لكل الدول، من أجل حماية مصالحها الوطنية بالطرق المشروعة وغير المشروعة. وعند اعتبار أن ما سمي ربيعا عربيا، كان خديعة كبرى تفضحها الأيام والنتائج يوما بعد يوم، تماما على شاكلة الخدع الإعلامية الكبرى التي رافقت غزو العراق وتدميره ثم استعماره وإحالته إلى فوضى سياسية وأمنية غير منتهية،من فتنة طائفية ومذهبية وتناحر الأحزاب،بدل تعاونها،ناهيك عن فوضى الخطف ومسلسلات القتل والتهديد، وهو تغيير فوضوي يعود إلى بوش وإدارته الخلاقة التي بشرت بشكل مخادع ببناء شرق أوسط جديد، حيث استخدمت ترسانة قاتلة من الخدع السياسية تمثلت في : صدام حسين ديكتاتور كبير،وصدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل تجب إزالتها،أو خديعة تغيير العالم التي سبقتها سنة 2001، وأقصد هنا تدمير برجي التجارة العالمية التي تم على أساسها غزو أفغانستان،بحجة التخلص من نظام طالبان، ثم نشوء وارتقاء العقيدة الأمنية لحلف الناتو إلى مستوى التدخل العسكري المباشر في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة كاملة تحت أسانيد واهية مثل: نشر الديمقراطية وحرية التعبير وإزالة النظم الديكتاتورية،وهي ذات الأسانيد التي تم على أسسها،استغلال القوى الغربية لاحتجاجات الشباب العربي وتسميتها بالربيع العربي،للتدخل في شؤون دول وشعوب المنطقة،ليصبح مستقبلها غامضا محفوفا بالمخاطر والتحديات،وباستخدام نفس الخدع السياسية،عوقبت ليبيا ومصر وسوريا، وهناك العديد من الشعوب والأنظمة،تنتظر العقاب والتدمير والانهيار،على لائحة الربيع العربي،الأداة الإعلامية لتنفيذ خدعة الفوضى الخلاقة الأمريكية.

وعلى اعتبار أن كل خديعة سياسية كبرى تضم بين ثناياها حزمة دقيقة من الخدع الصغيرة والمجهرية،وهو ما ينطبق على حالة ما يسمى بالربيع العربي،وواقع حكم الإخوان المسلمين للبلدان العربية التي اجتاحتها رياح التغيير بالعنف، فالخديعة الكبرى تمثلت في كون الربيع العربي سوف يزيل الأنظمة الديكتاتورية،لصالح تغييرديموقراطي بمثابة فتح سياسي ضخم عند حكم الإخوان المسلمين،الذين وصلواعبرالخديعة الكبرى،لازمة السياسة الدولية الحالية،وهي الديمقراطية،وذلك،عبر صناديق الاقتراع والاستفتاءات الشعبية.كل تلك الخدع البنات، والأم طبعا،تمت عبر تحالف وتوافق إخواني غربي،في شكل تحالف سياسي اعتقد طرفاه أنه سيضمن لهما تحقيق حزمة من الأهداف السياسية،بالنسبة للإخوان تتمثل في ممارسة الحكم نكاية في أنظمة سياسة عربية مارست عليها القمع والإقصاء،وبالنسبة للغرب،خاصة الولايات المتحدة الأمريكية،تتمثل المصالح المراد تحقيقها في :إرساء دعائم حليف استراتيجي قادر على ضمان مصالحها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

لكن،واقع الحال على أرض الشعوب العربية التي "فتحها" الربيع العربي ،يقول : أن الإخوان المسلمين عاجزين فعلا عن إرساء وتثبيت أركان حكمهم في الدول المفتوحة،كما أن الغرب،خاصة الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت يراجع حساباتها في المنطقة ،بل ويبدو أنه نادم على تدخله غير المحسوب في شؤون الدول والشعوب العربية،مع تعاظم التحديات الأمنية والسياسية التي خلفها الربيع العربي،ذلك أن الاحتجاجات لم تستطع أن تنتقل من حالة العنف ،إلى واقع الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي. وهنا،يجدرالتساءل:استنادا إلى مخلفات الربيع العربي السياسية والاقتصادية والأمنية،وعند دراسة حالة التحالف الاخواني – الغربي ، من فخخ الآخر وقام بتوريطه سياسيا و أمنيا؟هل الإخوان المسلمين خدعوا الولايات المتحدة الأمريكية وكل الكتلة الغربية التي قامت بتزكية وصولهم إلى الحكم،أم أن العكس صحيح،الغرب من خدع الإخوان المسلمين ،ودفعهم إلى الحكم في ظروف سوف تحرقهم سياسيا،لصالح قوى نائمة يريد لها الغرب أن تحكم الشرق الأوسط،وفي أحسن الأحوال ،لصالح الفوضى الخلاقة التي تخدم المصالح الغربية أحسن،تماما على شاكلة الحالة العراقية،كمثال واضح على كيفية عمل بالخدع السياسية الغربي لتغيير الشرق الأوسط إلى الأسوأ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل