الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي والمختار

محمد صادق عبود

2013 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يذهب البعض الى تشبيه المالكي رئيس الوزراء العراقي بالشخصية الإسلامية والتاريخية المختار الثقفي الذي عرف بأنه اخذ بثار الإمام الحسين عليه السلام وانتقم من قاتليه الذين استباحوا حرمة ال بيت الرسول محمد صلى الله عليه واله .
ويمكن القول بان هناك أكثر من طرف أصبح يتخوف من هذا التشبيه بين المالكي والمختار حيث يتخوف منها البعض من أصحاب المالكي حسدا لأنهم يعتقدون ان هذا التشبيه يعد ميزة تعكس تفاعل الجماهير مع هذه الشخصية وتمنحها صفة تحقيق العدالة الاجتماعية والقصاص من القتلة بينما يخاف منها أعدائه لأنهم يعتقدون إنهم مستهدفون جميعا , ولكن لابد من الإشارة هنا الى ان من أطلق هذه المقاربة يقصد بان المستهدفين بسيف المختار او المالكي هم أعداء الشعب العراقي وأعداء أتباع اهل البيت فقط ممن يستهدفون أرواح الأبرياء وليس كل من يخالف المالكي في الانتماء الطائفي او المذهبي .
الشبه هنا يكمن في عدة أمور أولها ان المختار جاء بعد ان تعرض الحسين وأهل بيته عليهم السلام لفاجعة كربلاء المعروفة والظلم الكبير الذي تعرضت له الأمة الإسلامية تحت حكم الطاغية يزيد بن معاوية بن ابي سفيان , كما جاء المالكي للحكم بعد عقود من الظلم والطغيان الذي تعرض إليه جميع أبناء الشعب العراقي بكل مكوناتهم سيما أتباع أهل البيت ممن تعرضوا للقمع والتنكيل والاعتقال والإعدامات إضافة الى جريمة المقابر الجماعية التي ارتكبها صدام وأعوانه والتي يندى لها جبين الإنسانية .
المختار قام بتنفيذ القصاص العادل بقتلة الحسين وقام بقطع الرؤوس العفنة التي استباحة دماء المسلمين , وهكذا فعل المالكي عندما قام بالتوقيع الشجاع على إعدام الطاغية صدام وأزلام النظام السابق أمثال علي حسن المجيد وغيرهم ممن استباحوا الدم العراقي وشاركوا في جرائم إبادة جماعية بحق أبناء العراق كجريمة حلبجة وقمع الانتفاضة الشعبانية وجرائم كثيرة .
وهكذا أقرّ المالكي عيون الأمهات الثكلي وانتقم لشهداء المقابر الجماعية وقام بتعويضهم ماديا ومعنويا ليكون في نظرهم مختار العصر .
ومن جانب اخر تصدى المالكي لمحاولات البعث والقاعدة التي أرادت ان تغطي نشاطاتها بعباءة المذهبية واستهدفت زوار العتبات المقدسة في العراق في استعداء طائفي ومذهبي مقيت حيث تابع الجميع تلك التفجيرات التي تستهدف الزوار إضافة الى تسخير السياسيين لأفواج حماياتهم لاستهداف المناسبات الدينية وما ارتكبه فوج حماية المدان الهاشمي كان دليلا على ذلك فتصدى المالكي لهذه المحاولات وتحمل المخاطر الجسيمة المترتبة على كشف جرائم مسؤول كبير في الدولة بمستوى نائب رئيس الجمهورية كما تصدى الى حمايات لمسؤولين آخرين مؤخرا في نفس الإطار .
وهناك امر آخر يدعو أنصار المالكي للمقارنة بينه وبين المختار وهو الشبه في مواقف أصحابه حيث قام البعض منهم بالوقوف مع أعدائه حسدا منهم له وهذا ما يحدث اليوم مع المالكي حيث ابتعد عنه أصحابه بل حاربوه ووقفوا بوجه مشروعه في بناء دولة الإنسان ومحاولته لمعاقبة المجرمين الذين أعلنوا معاداتهم للعراقيين جميعا ولإتباع اهل البيت خصوصا والذين مازالوا يتعرضون للظلم بالرغم من كونهم أغلبية شعبية وسياسية .
ختاما نقول بان المالكي يحاول ان ينصف الشعب العراقي ويحميه من الاجندات الطائفية التي تحاول اعادة التاريخ من خلال محاولة القضاء على مختار العصر وتقويض صلاحياته حيث تعمل الاجندات الخليجية والتركية على التعاون مع ازلامها لاسقاط المالكي ويظهر ذلك واضحا من خلال مشاريع سحب الثقة المتكررة التي تعاون عليها الاعداء والاصدقاء كما اسلفنا . الا اننا هنا ندعو ابناء الشعب العراقي الى عدم التفريط بهذه الشخصية الوطنية التي ساهمت في ايقاع القصاص العادل بحق قتلة الشعب العراقي وعدم ترك هذا الرجل بمواجهة مخططات التطرف لوحده كما حدث مع المختار الثقفي كي لانندم مرة اخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة