الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم

شادي جابر

2005 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم

لم يكن المشهد اللبناني منذ اتفاق الطائف كما هو عليه اليوم من التعقيد والضبابية وخلط الأوراق بعد جريمة اغتيال "رفيق الحريري" رئيس الوزراء اللبناني السابق والتداعيات الخطيرة والانقسامات الحادة التي نتجت عن هذه الجريمة الوحشية.. بما لهذه الشخصية من وزن وتأثير لبناني دولي وحضور سياسي واقتصادي فاعل اعتبر صمام أمان لسنوات بعد طي صفحة الحرب الأهلية في هذا البلد..
أحداث دراماتيكية وردود فعل داخلية وخارجية.. مظاهرات شعبية في ساحة الشهداء عفوية وأخرى غير عفوية رافعة العلم اللبناني ومطالبة بالانسحاب السوري.. تتوحد المعارضة اللبنانية مع كتلة الحريري لتقود هذه التظاهرات لأغراض سياسية مختلفة باختلاف أصحابها وتوجهاتهم وأهدافهم ولتلتقي مع جهات دولية غربية..
في الجانب الأخر وبالتزامن مع إعلان الرئيس السوري بشار الأسد عن سحب قواته من لبنان وبدء هذا الانسحاب تنطلق مظاهرة حاشدة في ساحة رياض الصلح بدعوة من حزب الله ومشاركة أحزاب وجهات موالية لسورية.. وتتوالى المظاهرات والمظاهرات المضادة ويزيد الاحتقان.. كما تستقيل فجأة حكومة عمر كرامي لتبدأ لجنة تقصي الحقائق زيارة إلى لبنان بتكليف من كوفي عنان, وفي هذا الوقت الشديد الحساسية يحصل انفجار في منطقة مسيحية ومن ثم تغادر لجنة تقصي الحقائق بعد شهر من زيارتها حاملة تقريرها المسيس باعتراف أطراف المعارضة نفسها والذي يوصي بلجنة تحقيق دولية ويتهم أجهزة الأمن اللبنانية والسورية بالتقصير وعدم كفاءة وقدرة الأجهزة اللبنانية على المساعدة في التحقيق حتى بوجود لجنة تحقيق دولية... بعد التقرير بيوم انفجار آخر في منطقة مسيحية أخرى..
المشهد الساخن أوشك على الانتهاء ليبدأ مشهد أخر بسيناريو قد يكون أشد سخونة وربما دموية خاصة في حال استمرار توافق التوجه الأميركي الفرنسي مع توجه المعارضة اللبنانية عن قصد أو غير قصد لجهة تشكيل لجنة تحقيق دولية مخترقة على الأغلب من الـCII كما حصل في العراق..
الوضع في هذا البلد يتجه إلى التدويل والمزيد من التأزم مما يتطلب حكمة وبصيرة ووعياً أكثر من أي وقت مضى ويحتم ضرورة الوصول إلى الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري..
لبنان الجريح أمانة بين أعناقكم.. وشعب لبنان الذي علم العالم الأبجدية كان وسيبقى منارة الحرية والفكر والرقي الإنساني..
على جميع الأطراف اللبنانية إعادة حساباتها ونبذ الخلافات أو تأجيلها لوقت آخر والجلوس على طاولة الحوار لبحث كيفية إجراء انتخابات نزيهة تكون حجر الأساس في تشكيل حكومة لبنانية وطنية.. ودراسة آلية حكيمة للخروج من هذا المأزق الذي يهدد بخسارة كل ما تحقق من إنجازات وبناء على يد الرئيس الشهيد قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم وتكون الخسارة خسارة الوطن.. وهو المشهد الذي ينتظره ويخطط له أعداء لبنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ماذا عن إصدار محكمة عسكرية حكما بالسجن سنة بحق المعارض


.. مشاهير أمريكا. مع أو ضد ترامب؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الولايات المتحدة وإسرائيل ..الدعم العسكري| #التاسعة


.. ما هي التقنيات الجديدة لصيانة المباني الشاهقة؟




.. حماس تتهم إسرائيل بقطع الطريق على جهود الوسطاء | #غرفة_الأخب