الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجاعة فى أحدث دولة فى العالم !!

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2013 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


قلنا وقالوا قبل إنفصال الجنوب انه ستكون هناك تحديات كبيرة أمام الدولة الجديدة ، وسيكون أمامها خيار أن تكون وخيار أن لا تكون ، وتوقع البعض حدوث حروبات أهلية وقبلية ومجاعات ونزوح ، بمجرد الإنفصال لطبيعة الجنوب الجغرافية والإجتماعية ، وتوقع البعض صراعات سياسية وتوترات فى المنطقة بسبب أطماع الدول العظمى فى خيرات الجنوب ، وتوقع البعض عدم إستقرار سياسي لكون الجنوب سيتحكم فيه حزب واحد وجيش تابع لهذا الحزب ، وقليلون هم من تنبؤوا بإستقرار وتنمية وتطور جنوبي ..
وكل تلك التوقعات مسنودة بإفتراضات سياسة الدولة الجديدة ، هل ستكون دولة مسالمة تبحث عن مصلحتها كدولة وعن مصلحة شعبها أم ستحركها المصالح الشخصية والحزبية والفساد الإداري والإنتماء القبلي ؟
واليوم جنوب السودان يعتبر أحدث دولة فى العالم ، ومحط أنظار دول المصالح ، ولا يهم تلك الدول أن يعيش شعب الجنوب فى رفاهية أو لا يعيش ، فكل همها – دول المصالح - هو مصلحتها ونصيبها من البترول والموجود على الأرض ، أما مصلحة شعب الجنوب يجب أن يحفظها أبناء الجنوب ، وحكام الجنوب ، فعليهم البحث عن مصلحة دولتهم الوليدة وعدم الإنجراف برمال السياسة العالمية المتحركة ..
وعلى الشعب السوداني أن يعرف تماماً أن إستقرار الشمال من إستقرار الجنوب والعكس ، وأن تعيش دولتي السودان فى سلم وتعاون جنباً إلى جنب هو الطريق الوحيد للتطور والتقدم ..
وماحدث بلأمس عن إعلان دولة الجنوب عن موت العشرات من مواطني الجنوب جوعاً بسبب نقص الغذاء وأي كانت أسباب هذه الفجوة الغذائية ، طبيعية كانت بعدم هطول الأمطار أو سياسية كانت بسبب سياسات الحزب الحاكم ، فإن الأمر خطير ولا يبشر بخير ، فأن يصل الأمر إلى أن يموت العشرات جوعاً هو فى تقديرنا قمة الفشل وقمة التخلف وقمة عدم الإهتمام ، وليس من المشرف لدولة جنوب السودان أن تصنف كمنطقة مجاعة لتعيش تحت رحمة المعونات و مصالح المنظمات العالمية ، وليس من المشرف أن تعلن دولة الجنوب بوجود مجاعة بأراضيها وهي أحدث دولة فى العالم ، كان الجميع ينتظر منها ، الكثير من الإنجازات والبحث عن مصالحها كدولة حديثة النشأة ..
لم نكن نتوقع أن تتطور الأوضاع بهذه السرعة لتصل لدرجة مجاعة ونقص فى الغذاء فى دولة بترولية وزراعية تمتلك أنهار ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والرعوية وتمتلك ثروة حيوانية لا يستهان بها ..
ولكن هي كما قلنا المصالح الحزبية الضيقة والصراعات السياسية ، فالحركة الشعبية بدلاً عن الإهتمام بالتنمية والتعمير والتعليم إتجهت ، لتبحث عن أبيي والحدود وخلافات فارغة حول سعر ترحيل البترول عبر أراضي الشمال وهلم جرا من مشاكسات لا تسمن ولاتغني من جوع ، وليعرف شعب الجنوب أن سلطة لا تبحث عن مصالح شعبها وتنتظر حتى يموت المواطنين جوعاً هي سلطة غير جديرة بالإحترام وغير جديرة بالبقاء فى الحكم ، وليعلموا أن ألم شعب الجنوب من ألم شعب الشمال ومازلنا جسد واحد وشعب واحد رغم ماحدث بفعل فاعل ومع سبق الإصرار ..
ولكم ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن