الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الله ليس القاعدة وطالبان وشيطنته لا تغير بالميزان

حسن عماشا

2013 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



يلاحظ المراقبون:
ان هناك حملة مكثفة تستهدف المقاومة وبالتحديد حزب الله تهدف الى شيطنته (وان لم تكن جديدة) انما يجري تسعيرها هذه الفترة مع وصول القوى الدولية جمعاء الى قناعة بان إسقاط سوريا بات امرا عسيراً. ما يوحي بسيناريو اعتمد سابقا بمواجهة حركة طالبان في افغانستان والتي كانت تندفع بردود فعل تخدم الحملة الدولية المنظمة ضدها من جرائم التطهير العرقي وتدمير التراث الحضاري الانساني، الذي شكل الارضية والمناخ الداعم للحرب عليها اخلاقيا.
يبدو بما لا يدع مجالا للشك ان الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها الدولية والاقليمية والمحلية فقدوا القدرة على الابداع التكتيكي المراكم باتجاه تحقيق الأهداف الاستراتيجية.
رغم الدروس العديدة المستخلصة من التجارب السابقة في التعامل مع حزب الله لا يبدو ان أحدا من اعدائه - باستثناء العدو الصهيوني - يدرك ان حزب الله ظاهرة مختلفة عن القوى التي سبق وتعاملت معها الولايات المتحدة وأدواتها على مختلف المستويات.
ابرز الميزات التي تشكل فرقا جوهريا عن من سبقه هي أنه يملك استرايجية واضحة ومبنية على دراسة الظروف الموضوعية والتي بضوئها يرسم تكتيكاته وسياساته اليومية بعيدا عن ردود الفعل والاستجابة لأفعال تحرفه عن ما يخطط له ويعده من برامج استعدادا لمواجهة المعارك الحقيقية التي تغير فعلا وليس وهما في الوقائع الموضوعية.
وحده الكيان الصهيوني يدرك مع من يتعامل وان كان يسعده ان تكون المناخات المحيطة بحزب الله غير مريحة الا انه يعرف ان في ساعات الجد والحقيقة تسقط كل هذه المناخات او تنزوي دون ان يكون لها وزن حقيقي في معادلة الصراع.
بينت تجربة العام 2005 وما سبقها من تحريض على المقاومة وحزب الله والمتوج باغتيال رفيق الحريري أن المقاومة لم تتوقف عن تعظيم قواها ولم تتأثر بكل المناخات المحيطة بها والحملات التي تستهدفها وخاضت أطول حرب بتاريخ الصراع العربي الصهيوني لتخرج منها منتصرة مع ما تضمنته من مفاجآت لا زال العدو الصهيوني لا يستوعب تداعياتها حتى اليوم.
ومن جانب اخر كانت التحضيرات لخلق قوة داخلية تواجه حزب الله عملت على تجهيزها وتحضيرها دول كبرى غربية وعربية من أوروبا الى مصر الى السعودية فضلا عن أمريكا والكيان الصهيوني. ومستندة الى "غطاء شرعي" محلي وعربي ودولي. وعلى مدى ثلاث سنوات في تهيئة الظروف المناسبة، وبعد ان اعتقد الجميع انهم اصبحوا جاهزون لتحقيق هدفهم في ضرب المقاومة وعزلها. كان رد المقاومة صاعقا ومدروسا بحيث انها أستطاعت ان تزيل التهديد وتفكك قواه بسرعة مذهلة لم تطول العملية اكثر من يومين.
ان الوهم الذي سوقته الدعاية المعادية للمقاومة من ان قوتها ترتبط بالنظام السوري هو الذي جعل الكثيرين اليوم يعتقدون ان سقوط النظام في سوريا او حتى اضعافه سيؤدي الى اضعاف حزب الله وسهولة الانقضاض عليه.
هو الذي يشكل خلفية تجعل البعض يتجرأ في الداخل والخارج على توجيه التهم اليه وإظاهر التحدي له خصوصا في الداخل.
من الضروري ان يكون حزب الله معنيا في تأمين أفضل الشروط للإستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولا شك ان هناك تقصير في الدور المناط به على صعيدي الحكومة والمجلس النيابي من جهة والوزن السياسي الذي يمثله مع حلفائه من جهة اخرى.
الا انه بالتأكيد ليس هو المسؤول عن تعميق الازمات والتصدعات التي طاولت البنى الاجتماعية ومؤسسات الدولة. وان كان كل هذا قابل للبحث ومن الضروري البحث فيه، يبقى ان الجوهر بالنسبة الى القوى والدول مآل قوة حزب الله وقيمتها في معادلات الصراع في المنطقة وكما يبدو لدى اكثر المتفائلين عند أمريكا والغرب وأدواتهم الأقليمية والمحلية دولا وقوى سياسية.يعتقدون ان حزب الله هو اقوى بعشرات المرات عن ما كان عليه إبان حرب تموز آب 2006. وبعضهم يذهب الى حد القول انه في حال وقع حرب جديدة سيكون على "اسرائيل" مواجهة مقاتلي حزب الله في الجليل ونهاريا وعلى عمق يتراوح ما بين الثلاثة والسبع كيلو مترات. هذا فضلا عن تعاظم القوة الصاروخية كما ونوعا.
وهذه حقائق لا يمكن لعاقل ان يتجاهلها واذا كان الضجيج المرتفع في لبنان والمنطقة حول حزب الله ودوره له أسبابه واعتباراته الانتخابية والسياسية والمصالح الخاصة. يقابله صمت حزب الله فإن الميزان الواقعي للقوى لا تنخدع فيه مراكز القرار وبشكل خاص في الكيان الصهيوني لأن المغامرة هذه المرة قد تشكل خطرا حقيقيا وليس افتراضيا في تقويض الكيان الصهيوني فهل من يجرؤ في هذا الكيان على خوض هذه المغامرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذه تربيه الاسلام
البغدادي ( 2013 / 2 / 7 - 13:51 )
هکذا يصنع الاسلام يصنع افرادا مجاهدين مخلصين يسترخصون النفس والنفيس في سبيل العرض والارض والمقدسات وهکذا رئيناهم في الثوره الاسلاميه في ايران

اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة