الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة الصدمة

مهند بنّانه

2013 / 2 / 7
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


خرافة الصدمة
"لا يوجد وقت مناسب لقول الحقيقة"

يذكر المؤرخون العرب والأجانب بإستغراب مريب "سرعة تعريب الأمازيغ" و "سرعة إعتناقهم للإسلام" وهي من وجهة نظري تساؤلات غير منطقية روّج لها من يغرقون في الحمولات الأيديولوجية بدل القيمة التاريخية الصحيحة، لـِ أسباب وهي:

1-لم تكن عملية تعريب الأمازيغ سريعة، إذا حسبنا قيام كل الدول الأمازيغية بمحاولة تعريب نفسها بنفسها ونذكر هنا المرابطين والموحدين والمرينيين والوطاسيين والحفصيين والژيانيين وحتى تأثير الدولة الرسمتية الإباضية والفاطمية الشيعية، اضف إلى ذلك بأنه حتى القرن الخامس عشر كانت أغلب الجهات المعروفة بأمازيغيتها مازالت تحافظ على أمازيغيتها ونستثنى من هنا القرى والمناطق التي تم تهجيرها وتخريبها، مع ذكر الأسباب التي ادت إلى تعريب الأمازيغ وهي عديدة منها: المكانة الإجتماعية والفائدة الإقتصادية والقيمة الدينية والوعاء الثقافي والسند السلطوي السياسي، انهي هذه النقطة بالقول بأن تعريب الأمازيغ احتاج إلى تسعة قرون (منذ عام 1045) فأي سرعة أو عظمة في ذلك؟ فإذا نظرنا إلى ما حققته فرنسا في الجزائر منذ عام 1870 حتى 1960 فهو يتجاوز كل ما فعله العرب مع سلاحهم الديني (وهو الأساس) فلماذا لم ينظر بنظرة إستغراب إلى فرنسة المجتمع الجزائري؟ مع الإشارة بأنها لم تكن تملك سند ديني أو اسطوري كما هي العربية ولم يكن هناك حملات إستيطانية فرنسية بدوية! فالمستوطنون الفرنسيين كانوا اقلية وتمركزوا في نقاط محدودة. اضف إلى ذلك بأن الأمازيغ على السواحل دائماً ما تكلموا لغات أجنبية مثل اليونانية والفينيقية واللاتينية لـِ الأسباب المذكورة أعلاها، فكان دائماً سكان الساحل يتكلمون هذه اللغات الأجنبية لـِ أغراضهم الإقتصادية والسياسية المعهودة، والشيء الذي يحمي العربية اليوم هو الدين الإسلامي فقط، وعدم وجود قوة أجنبية جديدة ذات دين جديد (إنتهاء عصر بروز الديانات) مع ملاحظة أن اغلب من يشتغلون في الإقتصاد في دول تونس والجزائر والمغرب يستعملون اللغة الفرنسية، كونها اكثر فائدة لهم، ويستعمل الشيوخ وتجار الدين اللغة العربية، كما كان في الماضي يستعمل العلماء والمفكرين اللغة اليونانية والسياسيون اللغة اللاتينية وتجار الدين اللغة الفينيقية، أما الأمازيغ فكانت دائماً لغة التمرد والثورة والمهمشين خارج الليمس.

2-اما حول إسلام الأمازيغ السريع فهي ايضاً نقطة غريبة، فإذا وضعنا مقارنة بين مسيحية الأمازيغ وإسلامهم نجد أن مسيحية الأمازيغ أكثر إعجاب وتميز عن إسلامهم، لـِ أسباب، منها بأن الأمازيغ دخلوا المسيحية طواعية منذ نشوء الديانة المسيحية وتحوي ليبيا على واحده من اقدم الكنائس في العالم (كنيسة مرقس) والتي اسسها مرقس بنفسه، مرقس الليبي والذي كتب احد اهم الأناجيل المسيحية الأربعة (اقدمها) ومؤسس الكنيسة القبطية في مصر، وتزخر دواوين الشهداء الأوائل في سبيل المسيحية بأسماء الأمازيغ من ليبيا وتونس والجزائر، هذا مع الإسهامات العظيمة التي قدمها الأمازيغي للفكر المسيحي، نذكر هنا فقط اربعة اسماء وهي ترتلّيانوس ودوناتوس واغسطين واريوس، وهم يعتبرون اساسات قوية في الفكر المسيحي ومؤسسي مذاهب كبرى اما الإسلام فقد دخله الأمازيغ بحد السيف ولم يكن للإمازيغ خيار إلا الدخول في الإسلام أو دفع الجزية (والتي دفعوها حتى بعد إسلامهم!) أو تقديم زوجاتهم وبناتهم للخليفة وأغنياء قريش، وحرقوا قراهم وتهجيرهم واسرهم وسلب ونهب ممتلكاتهم، هكذا انتشر الإسلام في شمال إفريقيا بالدم والنار، فأي غرابة في سرعة إعتناق الأمازيغ لـِ الإسلام!! فدفاع الأمازيغ عن الإسلام لا يوازي قداسة وطهارة دفاعهم عن المسيحية.

مهند ؤ نانا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت