الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرّاس اللوحات وتيه الكلمات الفظة

ابراهيم زهوري

2013 / 2 / 7
الادب والفن


حرّاس اللوحات وتيه الكلمات الفظة
إلى أمي " بدرية زواهري " للمرة السادسة .
ابراهيم زهوري
ذات ليل
ينهكني الوقوف كشجرة هرمة
والصمت وحده عن قصد
يعبث بجوف المسافات ,
لا الرماد على قوائمه
أطفأ قوس قزح
ولا العيون بقصائدها
امتطى الفرح
سلالم المدن المزدحمة ,
كنت مثل آخر الوحي
ربما زبد البحر
رباط صهيل الخيل
ربما ترتجف الأجراس
القنابل كالخرز الملون
ملحمة
والظلام دوي ساعة ,
وحدها آلة حفر
تنتشي بالفزع المبرمج
وتهدم عقارب الوقت ,
تزف الحداد لبراعم الورد
وشجر الزيتون
يهجر قمصان صداقاتنا
وتلتهمه نار شتاء
على مضض
أدغال خراب
والأيام سعيدة
تقطع الطريق
في احتفال منتصف الليل
والقوافي زاخرة
عناء العواطف الملطخة
والشعر احتفال المعدن
إعلان اﻹفلاس المقدس
في أكياس رمل الجنازات الجديدة ,
مازال المجيء إلى اللازورد
لا تكفيه جراحنا
من شاطئ مشئوم
وألوان أكفان لا حصر لها
تنطح أشلاء المغلوبين
وتغسل عارها
عن رجال يعبرون مدن الصفيح
بلمح البصر
زمن الموت الأصفر
حفيف إرث أسود
ذلّ السلاسل ومولد الهوان
رنين القذائف بين حروف الأبجدية
السماء مزورة
والأرض ترتدي كل أنواع الطائرات
شيخوخة المطر
عتاد أنقاض تتأهب
وأفق ينام رهينة
على جسد الأبدية
قرب عصافير الطفولة
رغم كل شيء
أفلت من دوران الظل
حاسر الرأس مطواعا
مشغولا
يتمتم بسحر عين الله
مثل صبّارة
على مهل يطوف
يرهف السمع
وفي الصخب
مثل ضوضاء تبّرمنا
يرسل لي التحية ,
وجه غريزة غير مكترث
وغمرة الأخبار
عيون العناكب الديبلوماسية ,
وحين صوب الفجر
تلد أنوثتها الأيائل
مراعي العهود الخوالي
لوحة العبيد
وطن خليج النور
حجرات الأرباب
عند سراج الحرية ,
تجوب الشوارع
أعقاب البنادق
براثن الثورات
مثل جسر يتكسر
حشد الكلمات الضائعة
إلهام مخلب الرمل
في المسرات أسماء فجيعة
غفلة تعداد اﻹحصاء
مرثية صنارة رغيف
وأقبية النشيد الوطني
سجع مرايا
وضلالة طائر الجمر ,
الوحل الأسمر على الجباه
والحروب حصاد القصور الفخمة
عظة خيمة مأهولة
تمائم القتلى
عروق نجمة صبح جليدية
ابتسامة وطأة
برزخ زلزلة
بوح يستريح ,
لم تكن غير عظامي
مغروزة في الريح ولا أثر
وعلى فمها الأغاني القديمة
أعمدة الهيكل
في حضنها شمس ظهيرة
وعباب السحر بغي
ثوب الصيف على رصيف البرية
لم تكن غير وبال ذاكرتي
قدم القلق المبعثر
صرح قبر على جبل
" على هذه الأرض ما يستحق الحياة "
من بعيد أفتح الأبواب
نخب استراحة موثقة بالأسلاك
لغة الأحياء
اختباء زخات الرصاص
ندم أنشودة هادئة
ومسيرة نصف الحب
عباءة جواز السفر
وجمرة شمل العائلة
لم تكن غير نقش دخولي في الزحام
فاكهة الجزر المنفية
جدائل حدائق صوفية
ودالية الحسرة شوق
أغصان حنين البرق
وبيدر القمح خرائط أقمار
على ما تبقى من موتي
يوغل في النسيان
الحياة قصيرة
والفوضى صنوبرة في فنجان
ثرثرة اليتيم حيرة
إلى الأمام ضوء غسيل الشرفات
إلى الأمام سقوف الصدى
ترتجل ذات نهار
كهوف التجوال
إلفة امرأة على مقعد
شال صفصافة
تفر في الصبح من عرين سلالاتها
وتقرأ من طيف وحشتنا
زفاف إيحاء
مايشبه اختلاف الروح
في العشاء الأخير ,
ذات نهار
أقلب نرجستي في ضيق
همس هزيع في كتاب اللامعنى
يستأنس في هاوية اليباب
مقتولا بنزوات بلح اليمن
وفي مكان ما
يرتجف وديعة لوعتي
كالكراسي
تكنس بالسعال وحدتها
بخار خطوات بعد صلاة العصر
منحولة تنهداتي
صدع ذيل الشتات
ولجام دمي طرائد نوم
تستدرج آخر المكللين
بالهواء
مرارة لوم مؤجل
يليق بخجل القبلات
مرصعة بالزغاريد
فخارة التكوين
يبعثر البيوت المجاورة
فحيح الأزل
من هنا مر زمهرير
ومن هنا بالنعمة اغتسل
دم وثني
على وتر قمر
ومن هنا استجار الماء
ردى مباهجه
وبين سراديب خيل
في ثياب ساحلية
أشاد نحيب أضلاعه
مطلع وسام التعب
تتهدل ذراه
أنين التراب البعيد
وعلى صدر ذكرها
يوشك
في البراري
يتسول
وعلى مراسم بعض سيرتنا
في أول فحولة خوف
ينكرني بلا إيقاع
جسدي
احتمال خاصرة الكلام
وفي الهواء الطلق
خاتمة باب لم يقفل
مشيئة شرود ذائع الصيت
غشاء حماقة الموتى
عرس جنيات البحر
والمنفى
ليس كمثله
هيولى الطرق المألوفة
وشم كمال ناقص
محراب طيف الغريب
وموطئ غواية النحل
يتقاسم في الغياب عبراتي
وعلى عنب الشام
يأوي وشاح رماحه ويتحّسر .
5-21/11/2012
مخيم النيرب









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان درويش صيرفي: أعطيت محمد عبده 200 دانة حتى تنتشر


.. بأنامله الذهبية وصوته العذب.. الفنان درويش صيرفي يقدم موال -




.. د. مدحت العدل: فيلم -أمريكا شيكا بيكا- كان فكرتي.. وساعتها ا


.. مين هو أعظم مطرب قام بالتمثيل في السينما المصرية من وجهة نظر




.. عوام في بحر الكلام - مدحت العدل: من حسن الحظ أنك تقابل فنان