الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءه وتساؤلات في تحديات المرحلة

ابوعلى طلال

2005 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


قراءه وتساؤلات في تحديات المرحلة
(القسم الاول)
ابوعلى طلال

منذ عشر سنوات تشهد المنطقة العربية والعالم تحولات جذرية تطال معظم المشهد السياسي والبنى الاجتماعية ...وقد كانت احداث الحادي عشر من ايلول نقطة الدفع المركزية في تسريع مشروع امريكي استراتيجي للعالم وللمنطقة على وجه الخصوص فما هي ملامح هذا المشروع وما هي المبررات والمقومات التي يرتكز عليها وماهي الفرص المتاحة امام شعوب العالم والمنطقة من التملص من براثن هذا المشروع الكاسح ؟
ان الولايات المتحدة الامريكية والتي تديرها وتحكمها ديمقراطية شركات النفط والسلاح العابرة للقارات والمحافظون الجدد والتي تستند على قدرتها الهائلة في مجالات التكنولوجيا المتطورة في كل المجالات واقتصاد مرن قادر على التكيف مع كل متغيرات وتحديات العصر متجاوزا كل ازماتة المتجددة والدائمة في ظل عولمة متوحشة لامكان فيها لكل الضعفاء مقدمة مشاريعها بغلاف اخلاقي يتناسب وتطلعاتها ومصالحها.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وهيمنة الولايات المتحدة على العالم كان لابد لها من العمل بكل جهد لترسيخ هذة الهيمنة باسرع وقت مستخدمة كل الوسائل المتاحة لديها لتشكل امبراطورية العصر الحديث.....وبعد ان كانت تدير مصالحها الاستراتيجية بشيء من الشراكة بالعديد من مراكز القوى في مواجهة حلف وارسو القديم او عبر انظمة تسير بفلك تلك المصالح وسياسات ملحقة بها.. لتتحول نحو الاشراف مباشرة على مصالحها الاستراتيجية في العالم مما خلق لديها العديد من المشكلات وخاصة مع حلفاء الامس القريب وكانت التفجيرات التي شهدتها العديد من العواصم الافريقية والتي استهدفت السفارات والمصالح الامريكية الاشارات الاولى لاحتدام هذا الصراع والذي تجلى بشكل واضح باحداث الحادي عشر من ايلول مما ادى بالادارة الامريكية لتسريع خطواتها وتبديل اولوياتها بخطوات تنفيذية فاندفعت بقواتها نحو افغانستان ناشرة قواعدها في العديد من دول الاتحاد السوفيتي سابقا لتفرض سيطرة على خاصرة العالم الشرقية ومنابع النفط في بحر قزوين.
وفي نفس الوقت التي كانت تمركز فيه الولايات المتحدة الامريكية قواتها في تلك المنطقه كانت تعيد ترتيب اوراقها لتطال بسياساتها ومشاريعها الثقافات والبنى الاجتماعية المختلفة والتي ترى فيها تهديدا لمصالحها وتطلعاتها كما يلاحظ من خلال تدخلها في مناهج التعليم في المنطقة العربية على وجه الخصوص واعادة تشكيل انظمة الحكم في العديد من دول العالم مستغلة كل نفوذها وقدراتها وماتعانية تلك الدول وشعوبها من مشكلات.
فقد سارت الولايات المتحدة الامريكية بخطين متوازيين لتنفيذ مشروعها ومخطاطاتها ففي العراق وافغانستان استخدمت احدث وسائل القتل والتدمير ضاربه بعرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية ومجلس الامن وفي سياق اخر استخدمت كل قدراتها المالية والاعلامية لتحقيق غاياتها ومبتغاها كما الحال في النموذج الاوكراني.... وفي العراق حيث قامت بتوحيد كل اطراف المعارضة وحملة دولية من التضليل فيما يتعلق باسلحة الدمار الشامل ولجان تحقيق دولية مأجورة لتمهد الطريق لاجتياحها للاراضي العراقية ناشرة الفوضى والقتل والدمار والشقاق والفتنة بين اطيافة الطائفية والعرقية.....وها نحن نشهد اليوم نموذجا اخر في لبنان على دوي اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري وهاهو نائب وزير خارجيتها يجعل من سفارتها في لبنان مقرا لتدخلاتها السافرة في لبنان والمنطقة.
فماهي المسوغات والمبررات التي تستخدمها الولايات المتحدة الامريكية ؟
ان التخلف والدكتاتورية وغياب الديمقراطية شكلت الارضية الخصبة لرسول الديمقراطية الامريكية ( والتي شكلت على اساسها المسوغ الاخلاقي لتدخلها وغزوها المتعدد الاوجه لدول المنطقة والعالم ) ونحن نشاهد فصولا من الديمقراطية الامريكية التي تجلت في معتقلات اغوانتنامو وابوغريب.....
صحيح ان الولايات المتحدة الامريكية تغلف تدخلها السافر تحت العديد من المبررات المحقة وتستند في ذلك للعديد من الفئات والمجموعات المحبطة والمهمشة والمقموعة في مجتمعاتها من خلال انظمة لم تسعى لتطوير وسائل حكمها وبما يضمن اوسع مشاركة شعبية في رسم مستقبلها وتطلعاتها والدفاع عنها.
وامام هذا المشهد السياسي العام الذي يشهدة العالم والمنطقة على وجه الخصوص وعلى ابواب الاول من ايار يوم الطبقة العاملة وتطلعاتها وبعد انحصار المشروع العربي الوحدوي التحرري وذوبان التطلعات نحو الوحدة والاشتراكية لصالح قطرية تلاشت ولم تصمد امام هذا الغزو الكاسح يتسأل العديد من المهتمين في هذا الوطن العربي الكبير...هل من فرصة في مواجهة هذا المشروع...وماهي الارضية الفكرية والثقافية التي ستستند اليها الممانعة العربية في المرحلة المقبلة....؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعش يتغلغل في أوروبا.. والإرهاب يضرب بعد حرب غزة | #ملف_الي


.. القرم... هل تتجرأ أوكرانيا على استعادتها بصواريخ أتاكمز وتست




.. مسن تسعيني يجوب شوارع #أيرلندا للتضامن مع تظاهرات لدعم غزة


.. مسؤول إسرائيلي: تل أبيب تمهل حماس حتى مساء الغد للرد على مقت




.. انفجار أسطوانات غاز بأحد المطاعم في #بيروت #سوشال_سكاي