الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكالية حزب الدعوة و تصريحات وزير التعليم العالي

جعفر مهدي الشبيبي

2013 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


قبل ايام الهبت تصريحات لوزير التعليم العالي و البحث العلمي و القيادي في حزب الدعوة الاسلامي السيد علي الاديب عندما قال ما ترونه اليوم في العراق هو امتداد لرغبة آخرين بان تكون هناك فوضى شاملة في المنطقة العربية لمصلحة إسرائيل وهنا أتساءل لماذا الأحزمة الناسفة كلها تنسف أبناء الوطن الواحد لماذا لا يذهبون إلى إسرائيل وأوضح قائلا "الناس الذين عذبونا في الماضي لا زالوا يزاولون التعذيب ويقتلوننا بالأسلحة الكاتمة والأحزمة الناسفة ويفخخون السيارات ولن يتوبوا" وكان قبل فترة يدعوا الى أن طرح النظريتين الشيعية والسنية للتدريس نوع من الاصطفاف الطائفي وتأسيس لمرحلة جديدة. لقد الهبت الشارع العراقي في نار التفريق و عدم الفهم للطرف الاخر المتشارك في الدين و الحكومة و المجتمع و هذه الاشكاليه تتطلب منا فهما من خلال النظرة لتاريخ تاسيس حزب الدعوة و ايضا يتطلب منا فهما نحو الحلول التي يجب ان تقال هنا في هذه المرحله الراهنه.
ان مؤسس حزب الدعوة اختلف عليه الكثير من المؤرخين الحديثين و المواكبين لبداياته في خمسينيات القرن الماضي و لسانا هنا لتقصي حقائق الموضوع و لنسلم جدلا أن حزب الدعوة أسسه الشهيد محمد باقر الصدر لكننا لا يمكن ان نسلم و ننسب الايديولوجيا الحالية و نبوغها فكريا لهذا المفكر الكبير الذي اتخذ من كل المرجعيات الفكرية بوابة لقبول الأخر و الانطلاق من نص القرءان الكريم ((ولولا نفر من كل فرقه منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)) و من الحديث النبوي اختلاف أمتي رحمه لقد أمن السيد محمد باقر الصدر بأن الفكر لا يمكن إلى الذهاب الى تكفيرة و غلق النافذة عليه كما فعل الحكيم المرجع عندما أفتى بالماركسية كفر و الحاد بل ذهب إلى الأخذ الفكري و التعاطي منطلقا من مقولة أن الأفكار لا يمكن أن تغلق عليها بالترهيب فأنها ستجد نافذة لكي تطل من جديد و خير مفاده على احتوائه لكل مرجعية يراعه الذي احتوى الجميع و كبر قلبه الذي انجذب له الجميع من مفكرين ماركسين وماديين واسلاميين حتى أن وجودة الشخصي لم يبخل به على السني أولا في معادلته الشهيرة عندما قال لقد أفنيت وجودي لك ايها السني قبل الشيعي .
و ان فكرة تكفير الطرف الاخر و النظر و التسليم بلفكرة الطائفية الانتهازيه التي تقول اما اكو او لا يكون هذه بعيدة جدا عن الأخلاق التي تدعوا للإسلام كما هو أصل تسميته الحزبية!!
و أن الكلام الذي يصدر من وزير التعليم العالي و البحث العلمي لا يرتقي إلى أي علم أو باب من أبواب الفكر بل هو استعلاء و تجني للفكر و التعاطي مع الشريك الأخر في المجتمع و السياسية و تهديما لمرتكزات امنوا بها حزبية كانت او سياسية أسموها بحكومة الشراكة الوطنية و أقاموها أساسا لآعلان ألدوله بقيادة رئيس الوزراء بعد أن تعذرت على القيام لأكثر من أشهر و التقائهم بمقررات اجتماع اربيل التي قسمت المناصب على أساس شيعي و سني و خرج منه الجميع راضين و مرضيين من تقاسم المناصب و ظهر الى مسامع العراقيين ألجمله الشهيرة الكعكة العراقية و كما في كل مشكله لاحقة تخرج عبارة أخرى اسمها الطاولة المستديرة !!
أن من مساوئ النظرة أو الاصطباغ بالون الطائفي عندما يصل الى مراحله الكبرى من خلال اصطفاف ألجماعه و إفراز قيادة سياسية نتيجة الاجتماع الطائفي فهذا يولد قيادات في المراكز العليا تنظر إلى المصلحة البراغماتية على مستوى الحزب الواحد و الطائفة الواحدة و هذا تشتيت للكتلة الإسلامية التي بنيت على الإخوة الإسلامية على مدى عصر نشأتها و اجتماعها حول دجلة الذي يفرش لها بساط ساحليه الشرقي و الغربي منذ عهد المنصور في بدايات وجود بغداد و على اساس هذا التنوع قام البناء و ازدهرت حاضرة بغداد و على شأنها ..
أننا في حالتنا هذه بحاجة إلى الالتجاء لحل أزمتنا الاخلاقيه التي ستنفجر بآثار سلبيه كبيرة و يجب علينا أن نتوصل إلى فهم مشكلتنا الاخلاقيه التي تعتبر جوهر الفهم الطائفي و لنرجع إلى الحل الأنجع الذي لا يتستر على المشكلة الكبيرة و يغطيها لفترة من الوقت و لا أن نغلق عليها الباب بالترهيب لأنها ستطل علينا مرات و مرات و لا يمكن للقادة أن تنظر أليها من نظر المنفعة و وجعلها أي (المنفعة ) على اسس طائفيه الغاية الفاضلة للمجتمع
و لا يمكن ان نقضي على التنوع بالقوة كما حصل عند الامويين سابقا بواسطة الحجاج بل يجب على مرجعيات المجتمع الديني المرجعيات الفكرية أن تقول كلمتها ألان و تنقذ الوضع لان أساس ألمشكله غياب دور المرجعية الواحدة التي تسلب الرداء من تحت السياسيين اللذين بدؤا يرون أنفسهم قادة المنفعة و صوت للطائفة و الجماهير من الجانب الثقافي الديني و لم يقتصروا على أداء واجبهم السياسي في أدارة ألدوله و الاهتمام الخدمات الاجتماعية وان الإدارة الثقافية للمجتمع تتعارض هذا مع المصالح السياسية المتناحرة على طول خطها لان الفهم السياسي لكل حزب مقفل على نهجه و لا مجال للأخذ من الطرف الأخر في أدبياته أو قبول النقاش النقدي و و أدنى درجة منها و التي أشبه بالفهم للإرادة الأخرى و ما نراه اليوم من تكالب محموم على السلطة خرج من دائرته السياسية إلى الشارع بصورة خطيرة و تتعدى على دور القيادة الدينية و صوت الحكماء في المجتمع و تجني على التنوع و الاختلاف القائم في المجتمع هذا الامر الطبيعي و الموجود في كل المجتمعات لأنها انحدرت من الإرادة الالهيه على اختلاف الناس و تنوعهم و عدم جعلهم أمه واحدة ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا