الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى جبهة الإنقاذ: نحتاج صورة ذهنية جديدة

نادين عبدالله

2013 / 2 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى فيديو تعاتب فيه إحدى السيدات الأستاذ حمدين صباحى فى عزاء محمد الجندى، عضو التيار الشعبى، هذا الشاب النقى ذو القلب الجرىء الذى تم تعذيبه حتى الموت فى أحد المعسكرات الخاصة بـ«الداخلية» فى وحشية لا تقابلها سوى وحشية المعسكرات النازية. وكانت هذه هى كلماتها المليئة بالحزن والغضب: «قولى هتعمل إيه....هتتقى الله فى الشباب بتاعنا ولا هتمشى فى جوّهم؟ أنا أم خايفة على ابنى، لما ينزل هامسك فيه عشان يوم ما يعتقلوه أبقى عارفة هو فين، عشان يوم ما يموت أعرف هادفنه فين.. زهقنا من تصريحاتكم.. فكوكم من اللى أنتم عمالين تقولوه، بتقولوا هنعمل وهنسوى..إحنا تعبنا..عاوزين حل.. إحنا قاعدين قدام التليفزيون هنتجنن.. قولولنا الحل.. كفاياكم مؤتمرات..ارحمونا إحنا خلاص هنتجنن».

هذه السيدة تمثل ملايين من المصريين الذين كادوا أن يكفروا بالسياسة، بل بالحياة كلها، ليس لأنها أصبحت أكثر صعوبة بل لأنها باتت شديدة العبثية. رغم أن إنصات السيد حمدين إلى هذه السيدة وتقبله كلامها، فى صمت وحزن، عكس كثيرًا من الصدق فكان أبلغ من الرد، إلا أن كلمات هذه المرأة تظل كاشفة عن حقيقة خطيرة: الناس تفقد ثقتها بشكل مستمر فى أكبر تكتل معارض ونحن على أعتاب الانتخابات البرلمانية. أكيد، لن تكون النتيجة سوى كارثة كبرى سيتحملها الجميع وأولهم الشباب المعارض. فالجبهة فى أمس الحاجة إلى أن ترسم لنفسها صورة ذهنية جديدة كى تحيى شرعيتها فى عيون المصريين، ونقترح لذلك 3 آليات مبدئية:

الأولى هى تقديم خطاب مختلف أكثر قربا من هموم الشعب وأحلامهم البسيطة، فالتغيير لن يأتى سوى بالتحام الناس بالمعارضة. ويتطلب ذلك الشروع الفورى فى التسويق السياسى لبدائل تحتوى على حلول موضوعية لأزمات المواطن اليومية والمتفاقمة ابتداء من هيكلة «الداخلية» وحتى ارتفاع الأسعار. نعم، لا يزال الجميع يبحث عن بديل حقيقى ولن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع إلا لو آمنوا به.

وينقلنا ذلك إلى النقطة الثانية المتمثلة فى تغيير تكتيك الحركة من سياسة رد الفعل إلى سياسة التحرك الإيجابى والقادر على التنازل عبر تحديد أولويات بعينها، ولتكن هى التعديلات الدستورية. ولنا فى مبادرة حزب النور عبرة - فهى نجحت فى بناء صورة ذهنية جديدة للحزب بتقديمه فى صورة الطرف السياسى العقلانى المستعد لتقديم التنازلات فى سبيل المصلحة العامة. فقد وقعت الجبهة مؤخرا بين مطرقة شباب غاضب جدا (وله الحق فى ذلك)، لا يوافق على تخفيض سقف مطالبه، رافضا التنازل عن مبادئه، وسندان عموم المصريين الذين ملوا خطابات ثورية لا تأتى بنتيجة، ومظاهرات سلمية يخترقها عنف عدمى ينتهجه بعض الشباب، عنف يزهق الأرواح ولا يحقق الأحلام. وهل من دليل أبلغ من هذه الكلمات: «هتتقى الله فى الشباب بتاعنا ولا هتمشى فى جوّهم؟»

أما الثالثة فتتعلق بتقديم الوجوه الشابة فى الصفوف الأمامية لتمثيل الجبهة سياسيا. فقد بات واضحا أن هذا الكيان المعارض يحتاج إلى تطعيمه بوجوه جديدة من القيادات الشبابية. وهذا من شأنه بث روح جديدة بداخلها أكثر قدرة على الحركة والمرونة فى الأداء. فطالما عانت الجبهة من عدم القدرة على خلق آلية تواصل فعالة لا تربط قيادات الجبهة بالشباب فحسب بل تدخل معهم فى تفاعل ديناميكى لا يفضى بها إلى انقسام جيلى وفكرى.

رحم الله شهداءنا، فلنحاسب أنفسنا ونطور أدواتنا، تحقيقا لأحلامهم ووفاء لتضحياتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما مع مواصلة محادثات التهدئة في


.. إيران في أفريقيا.. تدخلات وسط شبه صمت دولي | #الظهيرة




.. قادة حماس.. خلافات بشأن المحادثات


.. سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع




.. سوليفان: لا اتفاقية مع السعودية إذا لم تتفق الرياض وإسرائيل