الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة الهيئة التنفيذية للتيار التقدمي الكويتي بمناسبة الذكرى السنوية الثانية

التيار التقدمي الكويتي

2013 / 2 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


قبل سنتين، وتحديداً مساء يوم السابع من فبراير من العام 2011 جرى الإعلان عن انطلاقة تيارنا التقدمي الكويتي، وهي بالتأكيد ذكرى عزيزة على قلوبنا نحن التقدميين الكويتيين، نستذكر فيها مسارنا خلال هاتين السنتين المنصرمتين، ونتطلّع منها إلى المستقبل، وتحديداً إلى ما يواجهنا من تحديات، وما يفترض أن ننجزه من مهام.
إنّ تأسيس التيار التقدمي الكويتي لم يكن تلبية لرغبات ذاتية، وإنما كان استجابة لضرورات موضوعية فرضها تطوّر المجتمع الكويتي وتطوّر حركته السياسية، اللذان اقتضيا أن يكون هنا في الكويت تيار سياسي يعبّر عن مصالح الطبقة العاملة والفئات الشعبية والمهمّشة، ويتبنى هموم المواطن البسيط ومشكلاته ويدافع عن حقوقه ويطرح مطالبه؛ وليرفع هذا التيار التقدمي راية العدالة الاجتماعية مثلما يرفع معها رايتي التقدم والديمقراطية… إذ أنّ الديمقراطية التي نناضل من أجلها نحن التقدميون الكويتيون ليست الديمقراطية السياسية فحسب، وإنما نحن نناضل من أجل الديمقراطية الحقّة، التي هي ديمقراطية سياسية وديمقراطية اجتماعية في آن واحد معاً، ديمقراطية يتحقق في ظلها إطلاق الحريات العامة؛ وحكم الشعب لنفسه؛ وتتحقق فيها العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص.
لقد توزّع عملنا خلال السنتين الماضيتين على جانبين متوازيين هما: الجانب التأسيسي التنظيمي والجانب النضالي السياسي الديمقراطي والاجتماعي، حيث اتجه اهتمامنا إلى توسيع العضوية، وذلك بالتزامن مع مشاركتنا الفعالة في النضالات السياسية الديمقراطية والاجتماعية ضد النهج السلطوي وعقلية المشيخة ومن أجل تحقيق التغيير الديمقراطي، وفي مواجهة السياسات الاقتصادية المنحازة لمصالح قوى الحلف الطبقي المسيطر، وكذلك في التصدي لدعوات القوى المتزمتة للمساس بالحريات الشخصية وتغيير الطابع المدني للدولة… حيث شاركنا في معظم فعاليات الحراك الشعبي وتجمعاته ومسيراته، وكنا جزءاً لا يتجزأ من هذا الحراك، مثلما كانت لنا مساهمات ملموسة في تكوين كل من “الجبهة الوطنية لحماية الدستور” و”اللجنة الشعبية لمقاطعة الانتخابات” والمشاركة في نشاطيهما السياسي والميداني، كما أولينا اهتماماً خاصاً للمطالب الاجتماعية والمشكلات المعيشية للفئات الشعبية المتصلة بالتضخم والغلاء والبطالة ومشكلة السكن وارتفاع الايجارات، ودعمنا الحركة النقابية للطبقة العاملة في دفاعها عن حقوق العاملين وفي رفضها للتصفية النهائية للقطاع العام وفي التصدي للسياسات الاقتصادية النيوليبرالية الموجهة لخدمة كبار أصحاب رؤوس الأموال، هذا إلى جانب مشاركتنا إخواننا الكويتيين البدون في تجمعاتهم التي أقيمت في تيماء للمطالبة بحلّ عادل ونهائي لقضيتهم الإنسانية، وفي الوقت نفسه فقد كان هناك دوماً رأي واضح للتيار التقدمي الكويتي تجاه مختلف القضايا والتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها البلاد، وهذا ما عبّرت عنه بياناتنا وتصريحاتنا الصحافية التي نشرتها الصحافة المحلية والعربية والعالمية، وقدّمت هذه البيانات والتصريحات تحليلات واقعية أثبتت الحياة صحتها، مثلما تمّ الإعلان فيها عن مواقف وتوجهات اتسمت بالوضوح والمبدأية والجرأة، وطرحت مطالب شعبية وبلورت أهدافاً ديمقراطية.
ومن جانب آخر فقد بذلنا جهوداً متواصلة وقدّمنا العديد من المبادرات للتواصل مع القوى السياسية والشبابية المختلفة، مع احتفاظنا بخطنا النضالي الخاص واستقلالية قرارنا السياسي… وبالطبع فقد كانت مواقفنا واضحة لم نجامل فيها أحداً على حساب ما نراه من مبادئ وأسس، مثلما كانت هذه المواقف تتسم بالمرونة والتفهّم لضرورات العمل السياسي وتعقيداته بعيداً عن الجمود والتزمت.
وفي هذا السياق يسرنا أن نتوجه بالتحية والتقدير إلى الكيانات الاجتماعية الديمقراطية الجديدة ذات التوجه التقدمي والديمقراطي التي تأسست خلال الأشهر الأخيرة، وبينها “لجنة الدفاع عن قضايا المرأة”، و”منتدى قادمون الثقافي”، و”ملتقى الشباب الديمقراطي”.
ويهمنا أن نعلن أنّ التيار التقدمي الكويتي سيتقدم خلال الأيام المقبلة برؤية سياسية شاملة سيتم تقديمها إلى مختلف التيارات السياسية والمجاميع الشبابية تتضمن نظرة تحليلية نقدية للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد وتشخّص نواقص الحراك الشعبي وترسم خارطة طريق لمستقبل النضال الديمقراطي.
إنّ التيار التقدمي الكويتي بعد سنتين من انطلاقته أصبح واحداً من أبرز مكونات الحياة السياسية الكويتية، التي لا يمكن تجاهلها، وعلينا خلال السنة المقبلة أن نواصل طريقنا النضالي بعزم وتصميم وثبات دفاعاً عن المصالح الوطنية وذوداً عن حقوق الشعب ومن أجل تلبية مطالب الجماهير وتحقيق التغيير الديمقراطي، وذلك في الوقت نفسه الذي يجب أن نعزز فيه تيارنا ونرفده بخيرة المناضلين من أبناء شعبنا… وليكن شعارنا خلال السنة المقبلة:
معاً من أجل بناء تيار تقدمي جماهيري… ومعاً من أجل وطنٍّ حرٍّ وشعبٍّ سعيد.

وأخيراً:
عاش نضال الشعب الكويتي في مواجهة النهج السلطوي ومن أجل التغيير الديمقراطي… والحرية للمعتقلين.

الخميس 7 فبراير 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا