الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الاوسط يكافح من اجل الديمقراطية

عصام البغدادي

2005 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


البانكوك بوست الاثنين 21 مارس 2005-03-21
ترجمة " عصام البغدادي"

فجأة أصبح الشرق الاوسط مركزا لحملات التشجيع على نهج الديمقراطية وتطويرها ، عدد غير محدود من النشاطات المتنوعة اخذت تدفع المواطنين ابتداء من طهران الى القاهرة للمطالبة بالحرية السياسية وبالاصلاح الديمقراطي واذا كانت النوايا الطيبة والشجاعة متوفرة فان نصف الشرق الاوسط سوف يكون ديمقراطيا. لكن وكما يعرف الشعب التايلندي ان معركة نيل الديمقراطية معركة عسيرة وتواجه مقاومة في كل مرحلة من مراحلها . والناس المخلصين في المنطقة يستحقون الدعم العالمي في محاولتهم طرد الحكومات المعينة ونيل حكومات منتخبة. في الاشهر الحالية فان الشارع العربي يبدو جميلا وفعالا اكثر مما علية الحال في باقي الشوارع الاخرى في اسيا او امريكا اللاتينية خلال السنوات الحالية. الجماهير المتظاهرة ومختلف الاوساط الاعلامية المتعاطفة تساند الحركات الديمقراطية. الرئيس المصري اجبر تحت ضغط المطالب الشعبية باجراء تعديلات تحقق بعض الانفتاح الديمقراطي ، السعودية بدات الانتخابات البلدية وبذلك استجابت لمبدا التصويت فيما استطاع الفلسطينيون والعراقيون خاصة اسقاط التهديدات الارهابية المضادة للانتخابات الحرة. على الاقل جزئيا لانه لا امة على هذه الارض تتحمل البقاء تحت نير الاحتلال العسكري.. القادة العراقيون في الاسبوع الماضى توصلوا لاختيار رئيس للحكومة تلافيا للاستمرار في التضاد الداخلي. لكن ليس هناك ابدا مثل تلك الحشود التى تظاهرت في لبنان ضد الاحتلال السوري ، الشعب اللبناني قرر بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في ( يوم الحب) قرر ان يقول : لا للاحتلال السوري العسكري والمخابراتي . لقد قاموا في البداية بحملات لكي يروا القوات السورية خارج وطنهم وكانت هناك اياما وليالي للاحتفال بالمطالبة بخروج سورية من لبنان مما دفع الحكومة اللبنانية للاستقالة ، الحكومة استقالت والاسد وافق على سحب قواته خارج لبنان.
وكما حصل للمقاومة الكمبودية وهى تدفع القوات الفيتنامية التى دخلت كمبوديا عسكريا ومخابراتيا وسيطرت على زمام الامور لمغادرة كمبوديا (وهو الوضع الذى لا يختلف تماما عن دخول القوات السورية الى لبنان) فعل الشعب اللبناني دوره ضد الحشود التى سيرتها ميليشيات حزب الله لمواجهة الضغط الشعبي المتزايد ضد الاحتلال السورى وحين خرج انصار الديمقراطية الرافض للاحتلال السوري وهذا لم يسبق حدوثه في تاريخ الشرق الاوسط المعاصر ، خرجت القوات السورية وبعد ساعات شرعت اجهزتها المخابراتية من بيروت بالخروج كما يفعل اللصوص ليلا بعد ان تلقوا اوامر دمشق للمغادرة. وبالتاكيد لو ان مبدا التصويت يصير امرا واقعا فان اغلبية الناس في الشرق الاوسط سوف يهبون اصواتهم للديمقراطية كما ان فعاليات الاحتجاح والتظاهر تبقى ضرورية لوضع الديمقراطية في موضعها السليم.

اما معركة الديمقراطية في تايلند فقد بدات منذ عام 1932 وازدهرت في عام 1973 في تلك التظاهرات التى بدأها الطلبة ضد القادة العسكريين الذين استولوا على مقاليد السلطة وحاولوا تعطيل النهج الديمقراطي (*) واستطاع الشعب التايلندي بالمحافظة على الديمقراطية ضد المحاولات التولتارية فان مسيرة الديمقراطية في الشرق الاوسط تواجه المصاعب كذلك لحين استقرار الوضع في المنطقة.


(*) في عام 1973 وبعد زيارة الرئيس الاميركي الاسبق ريتشارد نيكسون للصين اسرع العسكر بالاستيلاء على السلطة في بانكوك اعتقادا منهم او كما اوحت لهم اجهزة المخابرات الاميركية التى كان لها دور نافذ في القوات العسكرية التايلندية بان الزيارة هي ضوء اخضر للقوى اليسارية للهيمنة على السلطة ديمقراطيا ـ وحين حاول الانقلابيين تعطيل النظام الديمقراطي في البلاد واجهوا مقاومة واسعة من البرلمان المنتخب وقوى الطلبة مما دفع الى التصادم ميدانيا في شوارع العاصمة بانكوك راح ضحيته عدد كبير من الطلاب ولايزال الشعب التايلندي يحي ذكرى تلك الاحداث كل عام للتذكير بما فعلته الفئة العسكرية حيث يقال انها نصبت المحارق في بعض المحافظات الجنوبية واحرقت حوالي 3000 معتقل وسميت انذاك بالافران الحمراء. لكن انتفاضة الطلاب والقوى الديمقراطية دفعت بالطغمة العسكرية للتنازل عن السلطة وعودة النهج الديمقراطي الى الواقع السياسي التايلندي.(المترجم).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء تقارب السودان وروسيا؟


.. الاحتجاجات الداعمة لغزة: رئيسة جامعة كولومبيا تهدد بفصل طلاب




.. بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. ماذا قال مصدر ل


.. الانتخابات الأميركية.. شعبية بايدن | #الظهيرة




.. ملك بريطانيا تشارلز يستأنف مهامه العامة | #عاجل