الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصر الجنون

علوان زعيتر

2013 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


أنها شجاعة نادرة أن تشتم خصمك وهو يجلدك ،ومن الشجاعة أيضا بل ومايثير حنقه أن تصمت أثناء التعذيب ،لكن أن تنحر نفسك أمام عتبة خصمك فهي بطولة نادرة
بل هي قمة الشجاعة والبطولة ،كما فعل البو عزيزي مفجر الثورة التونسية ،ومن قبله خليل حاوي ،وهوأشد مايغيظ العدو أن تقتل نفسك ولاتسمح له أن يتمادى باذلالك ...أن تهجم على كتيبة مسلحة بصدر عار كما حدث في ليبيا أبان الثورة الليبية ألم يك ضربا من الجنون ..أن تواجه الحديد بصدر عار كما فعل الشاب المصري في ثورة25 يناير بمصر واليمن ..وفي بلدي سورية شهور من الثورة السورية والمتظاهرين يواجهون الرصاص بايديهم .هذا الأنفجار الهائل للمواطن العربي إليس حالة طبيعية لعقود من الظلم ووالتسلط والتجبر ..هل يات النصر والحرية إلا بالجنون ..؟هل فكر ذلك الثائر وهو يواجه الرصاص الحي بالنتيجة الا تتساوى الحياة والموت لدى الثائر ،بل أن الحياة لاتعنى شيئا أمام ساعة من الذل ،عقود من الكبت والضغط ..هل نحن في عصر الجنون ...؟أن الثوارات العربية قامت بجنون وهانحن الان نثور بجنون ،ناكل بجنون ،بل ونكتب بجنون حتى ان الكتابة الان بكل اجناسها كسرت كل القوالب ،قامت الثورات لكسر القولبة السياسية ،الاجتماعية ،الفكرية إليس غريباً أن نكتب عن العشق في وسط دوي القنابل وسوط المدافع ،أن البطولة الحق والماثرة ،لاتحدث الا بالجنون (حاصر حصارك بالجنون ) كما يرى درويش أذا لم يعد للعقل قيمة ويغيب العقل في فضاء ملؤه الشر هي ثورة جنون على الزمان ،على المكان ..قد تلاشى كل ماهو مؤطر الان بعد ان انتفض المواطن العربي ضد كل مايكبله ضد كل المفاهيم التي تمنع عنه كرامته وحياته ،ضد الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ،ضد كل المفاهيم السابقة وربما هي البداية ،البداية فقط لعصر جديد ،عصر لايخشى به الفرد شيئا لن تتوراى بعد اليوم ،الامال والطموح ، الرغبات والاحلام ، لن يفكر ولن يتردد المواطن بعد اليوم ان يواجه اي شيء في سبيل حريته وكرامته ولم تعد تعنيه الحياة بدون حريته لم يترك مجالا لعقله لحظة تفكير بالعاقبة ،لأن الحرية لاتؤخذ بالجنون ،حالة طبيعة للنفس البشرية التي عانت حرمانا وكبت اجتماعي انتجته الانظمة السياسية القائمة ،حتى ان الشاب العربي عانى حرمانا على مدى عقود وبكل مراحل حياته من الضغط النفسي والاقتصادي بل والوجداني والجنسي ،((أن الحضارات الانسانية تقف على برميل بارود من الجنس قابل للانفجار )) كما يرى ديكارت الم يك الشاب العربي يعانى هذه البعد حتى جاء في تقارير امريكية ان الشباب في الشرق الاوسط غارق في الدخول الى المواقع الاباحية ومن المستحيل أن يثور أو يستيقظ ألم يسمون الشباب العربي شباب البلاي بوي قبل الربيع العربي ،لااعلم ان كان توصيف الثورات العربية او الربيع العربي بثورة الجنس ،أو ثورة الكرامة ،أو ثورة الفقراء اعتقد ان كل تلك العوامل موجودة او الدوافع الاقتصادي والنفسي والجنسي ،لكن إلا يمكن أن نوصفها بثورة الجنون ،ولم لا اليس الجنون هو اعلى درجات العقل ،اذا نحن في هو عصر الجنون ولن نفكر أبدا بعد الان بأي نتيجة حين نثور من اجل الحرية والكرامة التي نريدها جميعا لاحياة بلا حرية ولاعقل بلا حرية ولاحرية بدون جنون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس