الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المكافئة للجاني ... والقصاص من الضحية

حميد غني جعفر

2013 / 2 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لست أدري بأي منطق أو شريعة أو أخلاق يتحدث ويتصرف هؤلاء البرلمانيين الأشاوس والحكومة العتيدة الذين يتشدقون ليل نهار باسم العدالة والقانون ، فأي قانون هذا الذي يكافئ المجرم ويقتص من الضحية ... إنه أمر عجيب وغريب حقا ... لكننا تعودنا عجائب وغرائب هؤلاء الحاكمين الديمقراطيين ...!! .
والحقيقة فإن الناس الواعين الوطنيين الشرفاء هم وحدهم المتألمون في هذا المجتمع لما يعانيه شعبهم وبلادهم من ظلم واستبداد وتخبط ديمقراطية هؤلاء ، ففي هذه الأيام ونحن نستذكر مجزرة شباط الرهيبة عام 1963 وهول وهمجية جرائم البعث المجرم التي اهتز لها الضمير الإنساني ، من سفك للدماء وهتك للأعراض وإعدامات وسجون ومعتقلات لكل الوطنيين الشرفاء من ضحايا البعث الفاشي ، إضافة لجرائمه الكبرى في عهده الثاني عام 1968 ليستكمل بها ما لم يستطع تحقيقه في عهده الأول عام 1963 من تصفيته لكل القوى الوطنية الشريفة من الديمقراطيين والشيوعيين وحروبه الكارثية ثم المقابر الجماعية ...الخ .
نقول في هذه الأيام – بالذات – طلع علينا قيس الشذر رئيس لجنة المصالحة والمساءلة النيابية بقوله أن لجنته استجابت للعديد من الطلبات التي قدمت وهناك سعي مشترك باتجاه حلحلة الأمور وتعديل القوانين حيث تم إعداد تلك التعديلات وستعرض على اللجنة القانونية النيابية الأسبوع المقبل للمصادقة عليها وبعدها ترسل إلى البرلمان للتصويت ، فيما يخص شمول الكيانات المنحلة والأجهزة الأمنية السابقة من الأمن العامة والمخابرات والحرس الخاص وبعض من تشكيلات فدائيي صدام برواتب تقاعدية كذالك شمول أعضاء الشعب والفروع من حزب البعث واستثناءهم من شروط العمر والخدمة ، إن خطوة الحلحلة للسيد الشذر تستحق التصفيق ... لكني لست من المنافقين كي أصفق ، لكن أتساءل فقط لماذا لم يجري حلحلة الأمور عندما قام المفصولون السياسيون – ضحايا البعث المجرم – بالعديد من التظاهرات والاعتصامات والإضرابات – منذ سنوات - مطالبين بحقوقهم المشروعة العادلة ولم يحصلوا إلا على وعود كاذبة بقصد التخدير، رغم كل ما لحق بهم من غبن وحيف وظلم ، ومع كل التعديلات التي أدخلت على قانون المفصولين السياسيين رقم 24 لسنة 2005 و لا زالت قضيتهم العادلة ومعاناتهم مستمرة ، ولم يكلف السادة النواب أنفسهم بمجرد التفكير بإنصاف هذه الشريحة الكبيرة والأكثر تضحية وتضررا و الذين هم الضحايا لجرائم هؤلاء الجزارين في هذه الأجهزة القمعية البوليسية ، وأيضا قضية السجناء السياسيين وهاتان الشريحتان الوطنيتان المضحيتان لم تحسم قضاياهم منذ عقد من الزمن ... لماذا ؟ لأنهم وطنيون مخلصون شرفاء وأصحاب مبادئ يؤمنون بالديمقراطية الحقة ... لا يؤمنون بالقتل والذبح ، ولأنهم يؤمنون بأن الرجل الشريف يحارب الفكر بالفكر ... وليس بالذبح والبطش ... ويبدو أن السادة النواب قد أرعبهم ما يجري اليوم في بعض المحافظات ودور البعث المجرم والقاعدة فيها ... وإلا بأي شريعة وأي أخلاق يجري إنصاف المجرمين والقصاص من ضحاياهم ... يا لها من عدالة زائفة ومخجلة ، إنها حقا - وكما سبق أن قلنا – أنها عدالة المنجل ... قليلا من الحياء والضمير و أنصفوا السجناء والمفصولين السياسيين ضحايا البعث المجرم ... إن صدقت وطنيتكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي