الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من قتل شكري بلعيد؟ 2

حمد عواد جاسم

2013 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


جاء اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد ليضيف اضطرابات جديدة، في الشارع التونسي، حيث خرج المتظاهرون بالآلاف للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم على أداء الحكومة، التي اعتبروها السبب في الاغتيال.

وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، قال الشيخ راشد الغنوشي إن من وراء هذا الاعتداء من «لهم مصلحة في إفشال الثورة، وهم أعداء الثورة التونسية، والمرجو منه إرباك المسيرة التونسية نحو الديمقراطية، وعرقلة أي مسعى تنموي في البلاد التي تعتمد أساسا على السياحة والاستثمار»، مضيفا أنه «ليس من مصلحة أي حزب حاكم في العالم أن يفجر الأوضاع السياسية والاجتماعية، وأن يزرع العنف والقتل. إن اتهام (النهضة) أو الحكومة هو من قبيل صب الزيت على النار..».

وجاء خطاب رئيس الوزراء التونسي، حمادي الجبالي، أمس، ليؤكد تصريحات الغنوشي، بعد أن قرر الإطاحة بالحكومة الحالية وإقامة حكومة «تكنوقراط»، وقال الجبالي أمس إنه قرر تكوين حكومة كفاءات مصغرة غير حزبية تقود تونس في الفترة المقبلة. وقال الجبالي في خطاب للأمة: «بعد فشل مفاوضات الأحزاب حول التحوير الوزاري، قررت أنا تكوين حكومة كفاءات مصغرة، يتعهد أعضاؤها بعدم الترشح للانتخابات المقبلة»، حسب «رويترز».


في غضون ذلك ألقى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أمس خطابا مؤثرا أمام البرلمان الأوروبي دافع فيه عن قيم الديمقراطية في بلاده بعيد اغتيال المعارض التونسي المعروف، ولم يتمكن بعض النواب الأوروبيين من حبس دموعهم تأثرا بكلمة هذا المناضل القديم بوجه الديكتاتورية في بلاده، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وبعد انتهاء الخطاب، وقف النواب من كافة التيارات السياسية وصفقوا طويلا للمرزوقي الذي جاء للتحدث عن المرحلة الديمقراطية في تونس بعد عامين من انطلاق الربيع العربي.

وقال رئيس البرلمان الأوروبي الألماني مارتن شولتز: «كانت هذه اللحظة من أكثر اللحظات تأثرا هنا في البرلمان منذ زمن».

وأضاف: «نادرا ما شاهدت زملاء بهذا القدر من التماسك والقوة عادة، يبكون معا أكانوا من اليسار أو اليمين. كانت لحظة استثنائية». وقالت إلين فلوتر من حزب الخضر وهي تبكي: «كان خطابا عظيما».

ومن جهته أكد رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي لإذاعة «موزاييك» التونسية أن اغتيال الأمين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين شكري بلعيد «عمل إرهابي»، ليس فقط ضد بلعيد، لكن ضد تونس كلها. وتعهد الجبالي بأن تبذل الشرطة ما بوسعها للتوصل إلى القتلة.

في غضون ذلك توعد وزير الداخلية التونسي على العريض - القيادي البارز في حركة النهضة الإسلامية - مرتكبي جريمة قتل القيادي البارز في حزب حركة الديمقراطيين الاشتراكيين المعارض شكري بلعيد بـ«العقاب».

وقال العريض في تصريح صحافي أمس: «الداخلية ستتعقب الجناة، ولن يفلت مرتكبو عملية القتل من العقاب»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ومن جهته قال محسن مرزوق القيادي في حركة «نداء تونس» والمسؤول عن العلاقات الخارجية في الحركة: «نندد بالجريمة وقد حذرنا منذ مدة طويلة أن المجموعات العنيفة تتكاثر في تونس من دون حسيب أو رقيب، والخطاب لدى بعض الأطراف، خاصة النهضة، هو موقف استئصال، وفيه تخوين لجزء من الشعب، وتشجيع (لجان حماية الثورة) التي قتلت لطفي نقض، والمجموعات التي تطور الخطاب في المساجد، وهو خطاب عنفي وتكفيري، ودعوات مفتوحة للقتل لأكثر من مرة، وتغاضي الحكومة عنه في ظل سيطرة النهضة على وزارتي العدل والداخلية.. كل هذا دفع تونس إلى هذا المسلسل الرهيب الذي لم نشهد مثله منذ الاحتلال الفرنسي في تونس».

ودعا القيادي بـ«نداء تونس» في اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس لاستبدال الحكومة، قائلا: «ندعو إلى تغيير الحكومة، وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، وأن تتم مراجعة التعاطي مع الشأن الأمني بتجهيز الجيش والأمن لمعالجة الوضع».

مضيفا أنه «أمام حجم التهديدات المحلية والإقليمية فإن الوضع يحتاج لمعالجة طوارئ، ولأن تتكفل الحكومة بالشؤون السياسية والاقتصادية، وأن يتم فصل الأمن عن السياسية».

وتجمهر الآلاف من التونسيين في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة منذ ساعات الصباح الأولى، وتوجه المحتجون إلى مقر وزارة الداخلية ورفعوا شعارات متعددة من بينها: «الشعب يريد إسقاط النظام» و«وزارة الداخلية.. وزارة إرهابية»، وحملت الحكومة التي تقودها حركة النهضة المسؤولية عن الاغتيال الذي جد من قبل أطراف مجهولة، ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن عملية الاغتيال.

أدانت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة جريمة اغتيال التونسي شكري بلعيد زعيم حزب الوطنيين الديمقراطيين المعارض لحركة النهضة الحاكمة هناك .
وأكدت الجبهة فى بيان صدر الخميس وقوفها ودعهما للشعب التونسي الشقيق الذي تواجه ثورته العظيمة خطر انقضاض جماعات العنف وقوى الظلام عليها مشددة على أن اغتيال بلعيد بالرصاص أمام منزله بأيدي ميلشيات مسلحة تنتمي لجماعات الإتجار السياسي بالدين يدق ناقوس الخطر من تونس إلى مصر .


وأضافت أن إرهاب المعارضة وإطلاق الفتاوى بإهدار دم قياداتها وقتل المعارضين وتصفيتهم بالرصاص في مصر وتونس لن يوقف مسيرة الثورة المستمرة من أجل تحقيق أهدافها ولن ينجح في قمع الشعب المصري وشقيقه التونسي ووقف ثورتهما النبيلة ضد الاستبداد والديكتاتورية والنظام البوليسي القمعي المعادي لحقوق الإنسان وكرامته في كلا البلدين.
ونعت الجبهة ببالغ الحزن والأسى الفقيد التونسي مؤكدة أن دمائه الزكية لن تذهب هدرا وأن الأحرار في مصر وتونس والعالم كله لن يغمض لهم جفن أوتهدأ ثورتهم قبل تنفيذ القصاص العادل في قتلة الشهداء الذين سقطوا بأيدي قوى الشر والغدر في البلدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح