الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأييدا للتدخل الفرنسي في مالي .

صالح حمّاية

2013 / 2 / 8
الارهاب, الحرب والسلام


" سؤال : هل يمكن لأي إنسان مسئول أن يعترض على تدخل الشرطة للقبض على المجرمين ؟ الجواب ... بالطبع " لا " ففرض القانون أمر مطلوب و أي إنسان مستقيم سيتفهم الأمر .. وحدهم من يمارسون الإجرام أو من يستفيدون منه ، وحدهم من سيعترضون لأن بسط العدالة على المجرمين هو بالضرورة أمر معادي لهم ".

نفس هذا الأمر هو ما يمكن قوله حول الهبة الإسلامية التي قامت لمعارضة التدخل الفرنسي في مالي ، فالإسلاميون و مريدوهم ومن يلفون لفهم من محترفي الإرهاب و الإجرام وحدهم من كان يرى في الحملة الفرنسية لدحر الإرهاب هناك أمر سلبيا ، و طبعا هذا لأن .. وهو الأمر البديهي .. ؛ لأن الإسلاميين و كما اللصوص و المجرمون وحدهم من يرون في الحرب على الأجرام أمر سلبيا .

الواقع أن من رفعوا " قميص" التدخل الامبريالي في مالي ، أو قميص اختراق طائرات " المستعمر" للأجواء الجزائرية لحشد المعارضة على التدخل الفرنسي ، لم يكونوا في أي لحظة من اللحظات ينتصرون للماليين أو للجزائريين ، بل كان الهدف من الأساس هو نصرة الإرهاب الإسلامي لا أكثر، وقد كان هذا واضحا في الكيفية التي تعامل بها هؤلاء مع الأزمة المالية ، فبينما راحوا يتباكون على ضحايا التدخل الفرنسي في مالي وعلى جرائمه البشعة المزعومة التي تمت ، كانوا في المقابل يتجاهلون تماما .. بل ويبررون الفظائع التي ارتكبت بحق الماليين من طرف الجماعات الإرهابية ، و هو طبعا الأمر الذي يدحض أي مزاعم للتضامن منهم ، فالمفروض في من يتضامن مع الإنسانية من الأجرام أن يتضامن معها ضد كل انتهاك ، وليس الانتهاك من الغير فقط ، ونفس الأمر يمكن قوله حول المروجين لخرافة انتهاك السيادة الجزائرية بسبب فتح الأجواء للطائرات الفرنسية ، فهؤلاء الذين نددوا بالتحليق الفرنسي فوق أجواء الجزائر وعن التاريخ و الذاكرة ، تناسوا تماما التنديد بالانتهاك الإرهابي الذي طالها في "إن أميناس"، بل أن منهم من ذهب لأبعد من هذا ، فبعض الإسلاميين ذهبوا صراحة لدعم هذا الهجوم في وقوف صريح مع الاعتداء الإرهابي ، و هو موقف فاضح ومعري لهذه المزاعم المدّعاة للتضامن مع الجزائريين و تاريخهم .

الواقع أن المعارضة للتدخل الفرنسي في مالي و التي دأب الإسلاميون للاختلاق الذرائع لها لا تعدو كونها سوى تكتيك مصلحي خالي من أي مبدأ ، فهؤلاء المعارضون للتدخل الفرنسي في مالي بإسم الامبريالية و بإسم السيادة ، كانوا مستعدين للتهليل لفرنسا و طائراتها حين يتعلق الأمر بالإطاحة بالطاغية ألقذافي في ليبيا ، و هذا طبعا لان المسألة بالأساس لا تمكن عندهم في الانتصار للمبادئ أو للقيم بل للانتصار للمصالح أينما حلت كما يقول إبراهيم عيسى ، لهذا فقد كان القضاء على ألقذافي حلالا زلالا حين دعم التمكين ، أما الحرب على الإرهاب في مالي فهي حرام و منكر لأنها وقفت في وجهه.

بالمختصر يمكن القول أن الترويج الذي تم لاستعداء التدخل الفرنسي في مالي كان إستراتجية الإرهاب المعتادة لحماية لنفسه ، فالمبررات و الذرائع التي اخترعت لمنع التدخل ، لم تكن سوى ذرائع وهمية لمنع تحقيق العدالة ، لهذا وبالنسبة للإنسان المسئول فالموقف الصحيح و المطلوب هو بدعم هذا المسعى الفرنسي لدحر الإرهاب ، أولا : لأن من حق الماليين كما أي إنسان أن ينعموا بالحياة كريمة بعيدا عن الإجرام الإسلامي في بلدهم ، الأمر الثاني : أنه و من اجل إنسانية بلا معاناة وبلا بربرية فيجب دحر الميلشيات الإسلامية الإجرامية في كل مكان منعا لكي لا تكون بؤرا لتصدير هذا الوباء مستقبلا لأي مكان أخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الديموقراطية هي الحل
ميس اومازيغ ( 2013 / 2 / 8 - 17:17 )
تقبل تحياتي يا رجل/ اعتقد ان الوقت فات عن الحادث وليس هناك من فائدة تجنى من وراء فظح مواقف عصابات الأسلام السياسي اذ اضحى وضعهم مفظوحا وعريت سويآتهم حتى امام المواطن العادي وما يزالون يتعرون وما اراه هاما في الحالة المالية هو العودة الى سبب ما وقع بهذا القطر بحيث يتبين من خلال القاء نظرة ولو خاطفة على واقع هذا البلد انه لو كان هنالك حقا نظام ديموقراطي يسمح بتداول السلطة ويعترف بالهوية واللغة والثقافة الأمازيغية لأزاواد الذين لم ينفكون يطالبون بذلك لما اقدموا على ما ا قدموا عليه ولما فتح المجال لعصابات الأسلام الهمجي للتدخل في شؤون الشعب المالي.ان الديموقراطية سيدي هي المنقذ الوحيد من مثل هذه الحالات التي تنتهي بالتدخل الأجنبي وسيبقى انعدامها مبدأ وسلوكا سببا لهذا التدخل وفي كل الأقطار التي تنعدم فيها ولا يشذ عن ذلك الوضع السوري اذ لولا تعنت ديكتاتوريات اخرى من مثل روسيا وايران واصرارهما على حماية النظام في شخص الرئيس لتدخل الغرب الديموقراطي من اجل انجاح الفوظى الخلاقة اذ ان تدخله في ظل هذا الموقف الرجعي للديكتاتوريات المذكورة لن يؤدي الا الى حرب كونية ثالثة لن تبقي ولن تذر.
تحياتي

اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه