الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف شباب الثورة من جبهة الإنقاذ الوطني

عمرو عبد العظيم

2013 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بتباين موقف الجبهة من النظام السياسي الحالي ، و حول رؤيتها لأداتيه الصراع السياسي مع النظام و بخاصة بعد اكتساب النظام الحالي الشرعية القانونية عبر صندوق الانتخاب ؛ فالحديث أذن بات يدور حول أدوات الصراع السياسي التي تستملكها الجبهة في صراعها مع النظام ، و التي قد تتعارض مع رؤي شباب الثورة والتي قد تتعارض مع طبيعة القوي المجتمعية الأخرى بما في ذلك القوي الإسلامية ، ففي حين يسعي شباب الثورة إلي استعادة روح وزخم ثورة 25 يناير بالنظر إلي أن التحول الديمقراطي للثورة عبر صندوق الانتخاب لم يحقق بعد بعضاً من أهداف الثورة التي سعت إليها ، بالقياس كذلك إلي بطء هذا التغيير و عوائده علي المستوي الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي ، في ذات الوقت الذي يعاني فيه النظام الحالي من فقدان الرؤية السياسية حيث تغييب عنه فلسفة التغيير و الأيدولوجية التي علي أساسها يدعوا فيها المجتمع إلي حوار مجتمعي جاد حول آليات الإصلاح المجتمعي و الذي يولي أهمية كبري للإصلاح الهيكلي إو إعادة إنتاج وبناء مؤسسات الدولة من جديد ..
ينعكس موقف شباب الجبهة بين موقفين لا ثالث لهما : الأول يري أن الجبهة لا تمثل شباب الثورة ، بل هي تمثل نفسها فقط ، فهي بالتالي لا تملك أي وصاية سياسية علي هؤلاء الشباب أولئك الذين ارتأوا لأنفسهم الخروج عن هذا الكيان السياسي الذي لا يدخل مع النظام السياسي القائم في صراع حقيقي يحقق التغيير " الراديكالي " و لعل أصداء هذا الانقلاب الشبابي علي الجبهة أنعكس في عدة موقف معارضة تيار شبابي ممتد لإضفاء شرعية علي الدستور القائم ، وموقف الجبهة و الذي تم حسمه بصورة رأوا فيها أنها غير ديمقراطية أو معبرة للتصويت بلا للدستور وصولاً إلي رفضهم المرونة السياسية مع النظام القائم و بخاصة محاولة القوي الإسلامية إدماج الجبهة في الحوار السياسي القائم و بناء شراكة سياسية مع النظام الحالي و هو ما يرفضه شباب هذا التيار بالضرورة ، في الوقت الذي تتسع هوة فقدان الثقة مع النظام الحالي مع تنامي الرغبة في استعادة روح ثورة 25 يناير .
أما التيار الثاني : فهو يمثل موقف الجبهة بقوة و لعله يملك الأكثرية من حيث عدد المنتسبين له ، و هو الذي يدعم موقف الجبهة بصورة تعزز من دورها كممثل سياسي يتولي التفاوض مع النظام و السلطة القائمة للعمل علي تحقيق مكتسبات الثورة ، و لعل هذا التمثيل الذي تعبر عنه الجبهة بدأ يظهر في قدرة الجبهة علي التمثيل علي مستوي المحافظات ، علاوة علي الفاعليات السياسية المشتركة التي تمثل أداة الجبهة للضغط علي النظام القائم ، هذا بالإضافة إلي تحول الجبهة من كيان فكري تتلاقي فيه أفكار القوي المدنية إلي كيان سياسي يتبع تنظيم و هيكلة سياسية ، و لعل نجاح الجبهة في تخطي – و إن بدي هذا مؤقتاً – العقبات و الصراعات الفكرية الممثلة فيها ، و التي كان يعول عليها سرعه تفتيت الجبهة ، و بتلك الصورة التي تعكس الرغبة الوطنية لدي ممثليها في الحفاظ علي القوي المدنية مما تتعرض لها من محاولات القوي الإسلامية من تقويض تلك الدولة بمحاولة إضفاء " نزعة إسلامية " تقوض فيها بخاصة الحريات المدنية و مسيرة التحول الديمقراطي الذي يفضي إلي تداول سلمي للسلطة بصفته أبرز التخوفات التي تحرص الجبهة علي مقاوماتها ..
يري أنصار هذا التيار الشبابي داخل الجبهة تعزيز الجهود التي تقوم بها الجبهة في بناء معارضة للنظام قائمة علي بناء مؤسسي قوي و تنظيمات اجتماعية و سياسية قوية تعزز من الفرص السياسية لوصول و ضمان تمثيل معبر للجبهة عن القوي المجتمعية والسياسية ..
و عليه نستطيع القول بأن الجبهة بقدر ما تعكس التنوع الإيديولوجي فيها إلا أنها تعتبر بمثابة المعبر " السياسي " كمفوض سياسي ناجح و خير ممثل كقيادة موحدة أفتقدها شباب الثورة و أن أختلف البعض حول المشروعية السياسية للتعبير عنهم بالضرورة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية