الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن بعيون مهاجرة ( الأمن السياحي )

رحمن خضير عباس

2013 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الوطن بعيون مهاجرة
رحمن خضير عباس
هل سمعتم بالأمن السياحي في العراق ؟ صديقي المهاجر (ف ) الذي حدثت له هذه القصة لم يسمع بالأمن السياحي مثلكم ومثلي من قبل . وقد يتصور البعض بان هذه الشرطة (السياحية ) تتكون من نخبة مثقفة ومتعلمة ومتدربة على السلوك الأخلاقي المتحضر , اسوة بشرطة العالم . وبأن انشاءها يتعلق بمفهوم مستقبلي عن بناء فضاء سياحي يعتمد على الآثار العراقية وعلى بيئة الأهوار وعلى جمال المناطق الجبلية في اقليم كردستان .اضافة الى السياحة الدينية للعتبات المقدسة , وان الأمن السياحي يمثل الوجه الجميل للبلد .حالما يلتقي بك , حتى يعطيك صورة كاملة عن مراكز الجذب السياحي , وافاق السياحة في العراق ثم يقوم هذا الشرطي السياحي بدور يشبه الدليل المعرفي ... هذا ما كان يفكر به صديقنا ( ف ) أثناء اخذه من فندقه ببغداد , لغرض استجوابه . وسأشرح لكم من هوصاحب هذه الحكاية . هو عراقي كبقية العراقيين الذين هجروا بسبب انتماءاتهم السياسية التي لا تتماشى مع سياسة التبعيث التي انتهجها النظام الدكتاتوري في سبعينات القرن الماضي . وقد حمل زوادته من ذكريات الوطن هائما في بلاد الله الواسعة . سنوات ما بين ليبيا والمغرب . وحينما تكاثر الأولاد . وضاقت مساحة الأوطان العربية ,كما ان العودة الى العراق غاية مستحيلة, اختار صاحبنا احدى الدول الأوربية ملاذا له . وحينما سقط نظام صدام . فكر بالعودة الى الوطن . اقنع اولاده بذالك , اقنع زوجته ايضا . سافر الى العراق لرؤية الأهل ومحاولة بناء سقف يأويه من صقيع غربة امتدت دهرا . وها هو في بغداد لمراجعة وزارة التربية للعودة الى التعليم , وفق قوانين الفصل السياسي الذي صدر في العهد الجديد , والذي بموجبه استفاد المئات من الناس . بعضهم يستحق العودة واكثرهم عاد وحصل على حقوق غيره لأنه يمتلك المعارف اوينتمي الى احزاب حاكمة . اما صاحبنا ( ف ) فليس له من مغيث سوى الوطن المغلوب على أمره . أما لماذا استجوبته الشرطة السياحية فهو امر عجيب . لايستطيع أن يجد له تفسيرا . حيث انه ابرز لأدارة الفندق هويته العراقية التي ازدانت بالعلامة الفسفورية . كما انه ليس في ريعان شبابه حتى تحوم حوله شبهات الأرهاب . فقد اشتعل الرأس شيبا . وعلت وجهه تضاريس الغربة والنأي عن الوطن . بعد ان اخذوه لأستجوابه . اخرج لهم كل الأوراق التي بحوزته . جواز السفر , البطاقات المدنية لأولاده , اقامته في اوربا .. لكنهم هددوه بان تهمته هي 4 ارهاب ! وهمس احدهم بأذنه , بانه يستطيع ان ينجو بنفسه من هذه التهمة . بواسطة التخلي عن كل مافي جيوبه .. انتزعوا منه كل الدنانير العراقية التي بحوزته . كما انتزعوا العملة الصعبة التي كانت حوالي 350 يورو . كما سرقوا حاجياته الخاصة ( من كاميرا وموبايل ) كانوا يسرقون اشياءه على مرأى منه , ولو لم يكن في دائرة رسمية للشرطة لأعتقد انهم قطاع طرق , انتحلوا صفة الأمن السياحي .
حينما خرج من البوابة الحديدية . حمد الله على سلامته .وتمنى للعراق الجديد مستقبلا سياحيا .
السؤال الذي يطرح نفسه . هل اصبحت الشرطة في حكومتنا الفتية والمنتخبة من الشعب مافيات للسرقة في وضح النهار وبأسم القانون ؟
اين يلتجأ المواطن لحماية نفسه اذا كانت شرطته على هذه المستوى من اللصوصية ؟
اين الأخلاق العراقية , واين السلوك السوي لرجال القانون في بلد ( دولة القانون ) ؟
هل كل معتقل وفق قانون 4 إرهاب , هو ارهابي فعلا ؟
أين هي رقابة الدولة لحماية المواطن من تهور اجهزة الحكومة , ومنها الشرطة ؟ . كان من السهل على هؤلاء ان يفبركوا اية تهمة لضحاياهم , لأبتزازهم , وسرقتهم واعتقالهم .
نحن العراقيين المغتربين في دول العالم ,نهمس في اذن الأمن السياحي , وشرطتنا . وموظفي الدوائر في عراقنا المتعب بالروتين . نقول لهم : نحن لانعيش في بحبوحة من العيش الرغيد . نحن نعاني الأمرّين : الغربة وضيق ذات اليد . يعيش اغلبنا على مساعدات هذه الدول وهي بالكاد تسد الحاجات الضرورية فقط. اما بعضنا فيعمل في مجالات خدمية ذات دخول محدودة , يمضي اغلبها الى الضرائب . ومع هذا العسر الذي نعيشه فقد وقفنا موقفا مشرفا ازاء اخوتنا وعوائلنا واصدقائنا في الوطن أثناء الحصار . وكنا نتقاسم واخوتنا لقمة الخبز التي نعثر عليها في بلدان اللجوء والهجرة .
نحن العراقيين المغتربين في الشتات . نطالب الحكومة العراقية , بإتخاذ خطوات جادة ومهنية صارمة من اجل حماية المواطنين والمغتربين من هذه اللأساليب المشينة التي تضر بسمعة العراق .
اوتاوة 07/02/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام