الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكري بلعيد : في معنى الوفاء

بيرم ناجي

2013 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية




أعذرني يا صديقي ورفيقي فلن أكتب فيك نثرا أو شعرا أعرف انه لن يكون في حجم ضريبة الدم التي دفعتها بل ، أستسمحك ، سأكتب كلمة موجزة الى الرفاق و الأصدقاء و الاخوة .

أرغب في قول ما يلي الى رفاق و أصدقاء و اخوة شكري الحقيقيين الذين أثق انهم لن يسيؤوا فهمي:

احذروا من "أصدقائه" و "رفاقه"و "اخوته " السياسيين المغشوشين. انهم يستعملون المثل الشعبي التونسي القائل " اللي يموت تطوال ساقيه" فيكيلون له المديح بعد استشهاده ، وقد كانوا يعادونه حيا، للتحايل و الاستثمار السياسي ويتباكون لأن استشهاد شكري يشعرهم بحقارتهم لا غير، اشفقوا عليهم ولكن لا تأمنوا شرهم .

أما اخوته و أصدقاؤه ورفاقه الحقيقيون فيعرفون ان شكري كان فريدا في سمات نضالية عديدة جدا أهمها نزعته العملية و قدراته الخطابية ومنها- و اعذروني على صراحتي - وقاحتي التي يعرفها شكري نفسه و التي لم تفسد بيننا حبل المودة - نقائص في المستوى الشخصي لا قيمة لذكرها و هي نقائص يوجد مثلها عندنا كلنا – وعندي شخصيا ما هو أكثر منها- و نعرفها كلنا وقد بدأ يتجاوزها كثيرا منذ تأسيس الجبهة الشعبية .

لا أريد أن أعزف مع جوقة المداحين ،فلقد تعلمت معه منذ شبابنا المبكر نقد الأنبياء و العلماء و الزعماء والشعراء ، بل سأواصل التصرف معه بعد استشهاده كما كنت أفعل معه حيا. و هو لم يأمل مني يوما غير ذلك و أنا واثق انه سيحترم هذا أكثر لأن احدى ميزاته الايجابية هي الصراحة وعدم القدرة على النفاق .

عرفت شكري منذ 1984 ،و نحن تلامذة بعد عندما كنا في لجنة وطنية سرية للتنسيق النضالي حول مطلب "النقابة التلمذية" . لم نكد نتفق على شيء تقريبا منذ تعارفنا لأسباب عديدة أغلبها كان في البداية خارجا عن ارادتنا. افترقنا فكريا و سياسيا و كنا نختلف في طبعينا الشخصيين كثيرا و لكن لم يسئ أحد منا الى الآخرفي المستوى الشخصي أبدا رغم الاختلافات .

يا رفاق و يا أصدقاء و يا أحبة و أخوة شكري:

شكري أخ و صديق ورفيق و لكنه بالدرجة الأولى رجل سياسة و الوضع السياسي بعد استشهاده لا ينتظر في تونس و لولا هذا ما كتبت هذا الكلام أبدا .

ان افضل ما نهديه الى شكري توسيع وحدة اليسار وتجذيرها و توسيع وحدة الديمقراطيين وتجذيرها فقد كان يرغب في ذلك و لم يستطع البوح ببعض منه حرصا على "الوحدة الخطية" الداخلية أحيانا و "خوفا "من مزايدات بعض الحلفاء أحيانا و لأسباب خاصة أحيانا أخرى يعرفها رفاق و أصدقاء مقربون .

من يحب و يحترم شكري بصدق فليعمق أحلامه الكبيرة و يطور ايجابياته الكثيرة و ينسى نقاط ضعفه الانساني العديدة .

كان يحلم بتوحيد اليسار في حزب يساري كبير يحقق لليسار قيمته في تونس.
كان يحلم بتوسيع الجبهة الشعبية لتصبح جبهة جمهورية ديمقراطية واسعة.
كان يحلم بتونس حرة و ديمقراطية و مدنية و اجتماعية .
و كان شيوعيا و لكن على طريقته الخاصة.

"من يكرم الشهيد يتبع خطاه"


اعذرني يا صديقي ورفيقي فلقد شربنا حليبا واحدا واني أكره "نفاق الأعراب" و "وفاء الكلاب " .

يا شكري ، اشهد انني بلغت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي