الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى الخمسون ل 8 شباط الأسود 1963, مرت ببغداد دون حراك جماهيري...!!

جاسم محمد الحافظ

2013 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


دأب المنصفون على تمجيد أبطال شعوبهم والإفتخار بالمأثر والبطولات التي يجترحونها أثناء الدفاع عن المبادئ والقيم الأنسانية النبيلة, وهم يسردون حكايات تاريخ إمتحانات الفرويسة المُعَمدَة بالدماء لأطفالهم - حتى وأن كان ذلك اضعف الإيمان - فكيف الحال وقد مرت علينا بالأمس الجمعة الستمائة بعد الألفين لأنقلاب شباط الأسود 63- دون حراك جماهيري واضح - ومقتل الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم , ومن ثم أستشهاد الفارس الذي أبى أن يترجل عن صهوة جواده ألا آخر الفرسان على كثرتهم حينذاك , الزعيم الخالد السكرتيرالأول للحزب الشيوعي العراقي سلام عادل, الذي غلبته الكثرة وقلة الحيلة, ووئِدت بذلك أحلام العراقين وقُطع الطريق عليهم في إتمام رحلة أختراق عوالم الجهل والتخلف وارساء دولة المساواة, رغم تَحقُق جزءاً يسيراً منها على قُصرِ مدة ثورة 14 تَموز المجيدة. وأُسَسَ في ذلك اليوم المشؤم لثقافة العنف السياسي والتمييز بين المواطنيين والإنتهاكات الفظة لحوق الانسان والكراهية .
مرت الذكرى ونحن نتجول بحزن وحسرة وكأن سياط البعث تمزق أرواحنا من جديد في صالة أعدتها محافظة بغداد , تعرض فيها مقتنيات الشهيد عبد الكريم قاسم يقاسمه القاعة ذاتها , قاتلة المتآمر عبد السلام عارف, فلم يجد الكثيرمنا أي تفسير منطقي لهذه الأستهانة بمشاعر العراقيين , وبخاصةٍ الفقراء منهم , اللذين اضطرتهم قسوة الإقطاعيين والبؤس على ترك قراهم وحقولهم من جنوب العراق فأحتضنهم قاسم وثورة تموز بحنان , واقام لهم الاحياء وقدم لهم كل ما يُيَسر معيشتهم ومعيشة أطفالهم , ألا تفسيراً واحداً , مفاده أن بعض رموز ألإقطاعين والبرجوازيين الطفيليين النافذين في الحكم وراء اختراق الوعي الشعبي هذا , الذي لا يقل خطراً عن أختراق الإرهابين والبعثيين والتكفيريين لأجهزة الامن الوطني, وإلحاق الأذى بالفقراء وتدميرمساكنهم, في كل يوم ومع كل جريمة قتل جماعي بشعة وأنتهاك فظ لحقوق الإنسان, ومن المحزن حقاَ انني خَلِصت بعد جولة في بغداد سألت فيها الناس عن هذا الحدث - 8شباط الأسود ووقعه في نفوسهم – فكانت الردود مخيبة وتعبر عن جهل مفزع بتأريخ العراق المعاصر , غير أن عزائي في ذلك هو أن وزيراً في الدولة العراقية رفض شمول ضحيا جرائم البعث في 63 بالتعويضات , لنفس سبب الجهل بدموية وكثرة ضحايا ما حدث في هذا اليوم , ومن هنا صار لزاماً على جميع الديمقراطيين المتصدين للعمل السياسي , مضاعفة الجهد لرفع وعي الناس وأعدادهم للدفاع عن مصالحهم المحكومة بنتائج كسب معارك الصراع الأجتماعي قبل فوات الأوآن , ولا أظن أن ظرفاً مواتياً لتعبئة الفقراء والكادحين سيكون أفضل من هذا الذي نحن فيه لضمان أنحيازهم لقضاياهم العادلة في الحرية والعيش الكريم والمساواة .
المجد والخلود لشهداء الدفاع عن ثورة تموز الوطنية
وبؤساً للثامن من شباط 63 الأسود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز