الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا إقصاء فى الدستور !!

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2013 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك أن حكومة الإنقاذ خدمت دولة إسرائيل خدمة كبيرة جداً وقدمت لها هدية على صحن من ذهب حينما ساعدت على فصل جنوب البلاد قبل أن تقوم بكامل الترتيبات اللازمة لتصبح دولة الجنوب دولة صديقة وشقيقة ، ولكن ماحدث هو أن الإنفصال حدث فى أجواء عدائية ماتزال تخيم على علاقة البلدين ، وهذا الوضع دون شك ساعد على تحكم إسرائيل على كل مفاصل دولة جنوب السودان ، وهذا بالطبع شأن يخص الجنوبيين لوحدهم ، ولكن ما ساقنا لهذا القول هو سماعنا ليل نهار تلك التصريحات الحكومية عن ، تعنت الجنوب فى المفاوضات بسبب إسرائيل ووصف دولة الجنوب بأنها زراع إسرائيلي وتخوفات رموز النظام من مخططات إسرئيل فى المنطقة .. الخ .. في الوقت الذي يعلم فيه الجميع أن أكبر هدية قدمتها الإنقاذ لإسرائيل هي ( الجنوب ) .. وساهمت بشكل كبير فى بناء دولة مسيحية جنوبية على أرض الجنوب وإيقاف تمدد الدين الإسلامي جنوباً ، فى الوقت الذي تدعي فيه الإنقاذ بأنها ستصدر مشروعها الإسلامي للعالم وهي فشلت حتى فى تصديره لجنوب السودان ..

ما قادنا لهذه المقدمة هو أن كل مايقال نجد النقيض منه تماماً على أرض الواقع ، وماقيل بالأمس عن نية المؤتمر الوطني فى صياغة الدستور بنهاية هذا العام حتى وإن لم تشارك القوى السياسية فى صياغته هو أمر غريب ولا يساهم فى حل المشكلة السياسية بالبلاد وإنما يزيد من حدة الأزمة وهذا الأمر هو بمثابة صب الزيت على النار ..

وعلى الحزب الحاكم أن يعلم أنه ليس من حقه إقصاء أحد من المساهمة فى صياغة الدستور وليس من حقه تحديد من سيشارك ومن لا يشارك وليس له الحق فى دعوة الخصوم السياسيين للمشاركة ، فالمسألة ليست مسألة عناد وإحتكار ، وما نسمعه ليل نهار من تصريحات حكومية عن ملامح الدستور القادم وأنه ( إسلامي مية مية ) وغيرها من أحاديث هو فى تقديري لا يخدم قضية الدستور ولا يساهم فى وضع دستور قومي بمعنى الكلمة وإنما يكرث للصراعات الحزبية والقبلية ..

وليس من المعقول أن يفرض حزب واحد رؤيته على الجميع ويصر على صحتها على الرغم من الفشل الذي لازم هذا الحزب طوال سنين حكمه بإعترافه وإعتراف معظم منتسبيه إلا أولئك الذين يدفنون رؤوسهم فى الرمال خجلاً من قول الحقيقة ..

ومايجب أن يتم قبل كل شئ هو فى تقديرنا حل مشكلة إحتكار السلطة فى الأول والقيام بعملية تحول ديمقراطي شاملة فى البلاد وتهيئة المناخ لعقد مؤتمر دستوري بصفة قومية حقيقية ، والإتفاق على الشكل المناسب لحكم الدولة السودانية ، أما قصة وضع البقلة فى الأبريق والعناد والإصرار من قبل الحزب الحاكم على أن يأتي الجميع تحت عباءته هو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً وسيقود البلاد إلى صراعات لا نهاية لها ، وعليه الكف عن الحديث عن الإنتخابات القادمة ، فكل الوضع الدستوري تغير بعد الإنفصال ولا إنتخابات قادمة دون دستور يحكم هذه الإنتخابات ، لأن بكل بساطة الدستور الحالي هو ستور إنتقالي لمرحلة سابقة ولا يصلح لهذه المرحلة ، وهذا يعني أن البلاد اليوم تعيش حالة فراغ دستوري خطير يجب تداركه فى أسرع وقت .. وإلا ..سيحدث ما لا يحمد عقباه ..

ولكم ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب