الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر أم القاهرة

هادي جلو مرعي

2013 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


مصر أم القاهرة
هادي جلو مرعي
يكثر الحديث هذه الأيام عن الثورة المضادة التي تنتشر نيرانها في أنحاء من البلاد العربية سقطت فيها أنظمة دكتاتورية،لكن البلاد الأكثر ترويجا لهذا التوصيف هي مصر من بين البلدان العربية الأخرى شاهدة التغيير وشهيدته، حيث ينشط تيار مضاد للثورة يعتمد الخلاف الحاد بين الأخوان المسلمين والقوى اللبرالية والمتحالفة معها والرافضة لنهج الإخوان ،والداعية الى التغيير بقوة ،والراغبة برؤية رئيس دولة ليس من التيار الإخواني .
تأخذ الثورة المضادة أشكالا مختلفة في خضم الفوضى ،وهو المتوقع من قوى لم تكن راضية بالتطورات المتسارعة، وفي الغالب هي من قوى النظام السابق، ولم تعد تعرف لها من وجود طبيعي يتلائم والتغيير خاصة وإن القوى الصاعدة كانت العدو لها، وليس من فرصة للتوائم بين الطرفين ،فالتيار الحاكم يرفض أن يمنح الفرصة لأتباع النظام السابق، ويشكك بولائهم ويعمل على إجتثاثهم بكل الوسائل والطرق الممكنة بينما هولاء لايستسيغون الرضا بالنهج الجديد التي تقوم عليه أركان الدولة التي حكموها لفترة زمنية طويلة،ولذلك فالأشكال التي بدأت تظهر منها تتمثل بحلفاء سابقين للإخوان المسلمين وجهات كانت تلتزم الصمت بإنتظار اللحظة التاريخية،وأخرى لم تستطع إستجلاء الأمور، وتعمل على فهم طبيعة الأحداث، وبعضها شعر بالخيانة ونقض العهد من الأخوان الذين بدأوا مع الجميع وإنتهوا متهمين بالتفرد والإنحياز لمبادئهم الخاصة والتمسك بفكرة إقصاء الآخرين برغم إن مسألة الإقصاء غير واضحة تماما وتحتاج الى مزيد من التأمل والنظر.
شباب النادي الأهلي، أو مايطلق عليهم (الألتراس) وهم مجموعات من الشبان الغاضبين على مقتل زملاء لهم العام الماضي أججوا الشارع طويلا، ورفضوا إنطلاق الدوري من جديد مطالبين بالقصاص من القتلة الذين كانوا محسوبين على النادي البورسعيدي ،وحين جرت المحاكمة ،وكان عدد المتهمين الذين حكم عليهم بالإعدام واحدا وعشرين فردا، سقط أكثر من ثلاثين شخصا وجرح المئات بعد صدور الحكم ،وإذا كان الإخوان يريدون إرضاء جمهور الأهلي القاهري فإنهم سيصدمون بردة فعل عنيفة، وهو ماحدث في السويس حين أحرقت مراكز الشرطة، وتم تهريب عدد من السجناء وظهر شعور مغاير يؤكد إن مصر هي القاهرة وليس عاصمة وبقية المدن ( عيال ) عليها وهذا ماكان يشكو منه المصريون على الدوام ويرغبون بتغييره لتكون القاهرة مدينة كبقية المدن المصرية مع إحتفاظها بإستحقاق العاصمة دون إهمال وتذويب المدن الأخرى ،الأمر الذي سيجعل من الإخوان متهمين بإعادة تشكيل النظام الطبقي والتمييز بين المصريين على أسس مناطقية ومذهبية وسياسية ما سيدفع بالناس ليعيدوا حساباتهم التي تشير نتائجها الى وجود إستفراد حقيقي بالسلطة ،وتغييب لفئات إجتماعية عدة لم تجد لها من دور وبدأت تشكك بنوايا الحاكمين الجدد ووعودهم التي صاروا ينقضونها واحدا بعد الآخر ودون تحسب أو إهتمام حقيقي لردات الفعل أو إنتباه لطبيعة المجتمع المصري وتعدديته الثقافية والمذهبية ،وهو مايرشح هذه البلاد للوقوع بمزيد من المصاعب في المستقبل القريب.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران