الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مغرب الفساد والاستبداد

محمد بوجنال

2013 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية




لغويا الاستبداد هو الإسراف في ممارسة الظلم والقهر؛ وسياسيا ممارسة السيطرة باعتماد أدوات السلطة المتسلطة.
ومن البديهيات المعروفة أن لا دستور ولا قوانين تحد من صلاحيات المستبد لتبقى ممارساته السياسية رهينة المزاج والمصلحة وبالتالي احتكاره الدستور والقوانين تلك لتبرير وشرعنة استبداده؛ استبداد ما زال الشعب المغربي، في جزء منه، بفعل نمط الإنتاج المتخلف، يعتقد بمشروعيته السياسية. يقول أحد الشعراء السوريين موسعا ذلك على مختلف شعوب دول العالم العربي:
الغابات تحترق
والأطفال والأزهار
تحترق الثمار
ويصبح الإنسان فيه
أذل من صرصار
عموما ،فالمستبد في المجتمع المغربي هو الحاكم بامتياز مع إضافة اللبس والإلباس المتمثل في شكلية مختلف المؤسسات تحت شعارات وهمية ومرفوضة ديموقراطيا. فالنظام الاستبدادي منزل دستوريا حيث لا يحق معارضة المستبد أو رفض أوامره ؛ بهذا يكتسي النظام السياسي في المغرب طابع القدسية المغلفة فنيا بإصلاحات لاتعدو كونها شكلية؛ نظام ترجمه على مستوى الفضاء السياسي إما بمنع أوبإحراج أو باختراق أو بمتابعة كل الأنشطة والحراكات المجتمعية ذات المطالب الحيوية؛ وهو سلوك تبرره مختلف الأجهزة التشريعية والتنفيذية والقضائية ناهيك عن مختلف المؤسسات المسماة استشارية التي تم تحديد مقتضياتها وتوجهاتها أو قل توظيفها في اتجاه المحافظة على ثوابت النظام وثبات أسسه مع استحضار ما يمكن تسميته بعلم الحيل
إذن، فالاستبداد في المجتمع المغربي ظاهرة متجذرة يمكن النظر إليه على مستويين: أولهما المستوى البنيوي المتمثل في مختلف المستويات: اقتصاديا حيث احتكارالمصانع و الشركات والموارد الطبيعية والمؤسسات وامتلاك الحصص ؛ واجتماعيا بتبرير التمايز الاجتماعي بين فئات وطبقات المجتمع المغربي وفق المقياس العرقي:الفاسي/العروبي، الشمالي/الجنوبي ناهيك عن غياب التجهيزات الخدماتية من صحة وتعليم وسكن ووسائل النقل ؛ وإداريا حيث افتقار مجمل المناطق المغربية لضرورة الأجهزة والتجهيزات الإدارية لصالح المركزية بمناطق جغرافية محددة كالرباط والدار البيضاء ومراكش وفاس وأكادير وطنجة ومكناس ووجدة مع استحضار الأفضلية؛ ناهيك عن الجانب الثقافي الذي تفتقر إلى مؤسساته مناطق عدة في المغرب باعتباره جانبا غير مرغوب فيه إذ به ومنه تحصل عملية الوعي بالحقوق أو قل بمعنى الوجود. وثانيهما المستوى السياسي الذي يقوم بتطويع الدستور وسن التشريعات وتحديد التوجه العام للأنشطة السياسية وكذا مختلف المؤسسات التي منها الحزبية والحقوقية والمدنية. وفي كل وأثناء ذلك يقوم الاستبداد في المغرب بالعمل على الدوام بتغيير الأنظار بخلقه حوارات شكلية حول محاربة الفساد، والبحث عن أساليب تشجيع الاستثمار، ونهج أسلوب المحاسبة والمتابعة، والرفع من الجودة...الخ؛ وهو في كل هذا لا يهدف سوى نهج أسلوب المماطلة والمراوغة معتمدا أجهزته المخابراتية والأمنية.
انطلاقا من موضعة الاستبداد في المغرب وهيمنته على المستويين السابقي الذكر، يمكن استحضار البناء الطبقي لإمكان تشريح لعبة الانتخابات والحكومة المنبثقة عنها.
ولنا عودة في الموضوع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا